( أَيَّامٌ بِلا إِلهامٍ)
النادي الملكي للأدب والسلام
( أَيَّامٌ بِلا إِلهامٍ)
بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري
( أَيَّامٌ بِلا إِلهامٍ)
جَفافٌ في الخَيالِ وفي الفُؤادِ
وشَوقٌ في الصَحائِفِ والمِدادِ
أَتُجدِيني الثَّقافةُ في زَمانٍ
أَوَت فِيهِ العُقولُ إلِى الرُّقادِ؟
وَأَمحَلتِ المَشاعِرُ والأَماني
فَلا مَجلى لِحُلمٍ أَو وِدادِ
بِأَعماقي ادَّخرتُ رِياض عِشقٍ
وحَولِيَ لَم أَجِد غَيرَ البَوادي
وفِي ذِهني مِنَ الأَفكارِ يَمٌّ
ولكن لا حَياةَ لِمَن أُنادِي
صَحِبْتُ الشِّعر لا لِأتيهَ فَخراً
بِهِ وَأنالَ إِعجابَ العِبادِ
وأَحتَرِفَ السِّجالَ بِلا اقتِناعٍ
وإِحساسٍ وَأُتحِفَ كُلَّ نادِ
بَل الشِّعرُ أتِّقادٌ في خَيالي
ومِرآةُ اكتِئابِيَ أُو سُعادِي
أُنَفِّسُ فِيهِ عَنْ هَمِّي ووهْمِي
وبَينَ حُروفِهِ أَُشفي مُرادِي
رَسَمتُ قَصائِدي بِنَجِيعِ قَلبِي
ولَمْ أَخشَ انتِقاصِيَ وانتِقادِي
فَتِلكَ حَمائِمٌ هِيَ أَنشَدَتني
بِرَغمِيَ ، لم تَكُن ثَمَرَ اجتِهادي
وقَد أنساقُ في وَهجِ انفِعالِي
فَتَخطُرُ هَفوَةٌ لي في سُهادي
فَرِيدُ الشِّعرِ ما بَثَّتهُ رُوحٌ
فَظَلَّ وَإِن تَوَلَّت في اتِّقادِ
يُرَدِّدُهُ الزَّمانُ فَلَيسَ يَفنى
ويُبقِيهِ إِلى يَومِ المَعادِ
جَفَافٌ في خَيالِيَ ! بل فؤادي
كَأنّي قَد غَدَوتُ مِنَ الجمادِ
لِكَثرةِ مااعتراني مِن هُمومٍ
وَهِجرانٍ وَأَيَّامٍ شِدادِ
تَجَمَّدَ في شِفاهِيَ أَلفُ حَرفٍ
وكَم طال اغْتِرابِيَ في بِلادي
وَزَهَّدني بِقَولِ الشِّعرِ قَومٌ
لَكم نَظموا السَّفاسفَ بِاعتِدادِ
وكَم نَسفوا قواعِدَهُ فَأَمسى
بِذاكَ تَخُطُّهُ كُلُّ الأَيادِي
ولكِنْ لِي عَزاءٌ في قَلِيلٍ
مِنَ الأَفذاذِ صَانوا بِأتِّئَادِ
مَكانَتهُ عَنِ الإِسفافِ حَتَّى
وإِن بَدَتِ الزَّعانِفُ في ازدِيادِ
أَلا جُلُّ المَعادِنِ سَوفَ يَصدا
وَحُرُّ الماسِ تَصقُلُهُ العَوادِي
........ ............... ........ ......... ......... ............
شعر : زياد الجزائري
...... ....................
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق