الخميس، 4 أبريل 2024


حينما يرحلُ الشّتاء 

النادي الملكي للأدب والسلام 

حينما يرحلُ الشّتاء 

بقلم الشاعر المتألق: جمعه العيسى 

حينما يرحلُ الشّتاء 

تنطفئُ مصابيحُ الإلهامِ في سماواتِ روحي

ويزدادُ تألّقُكِ كنجومِ الياسمين

لكنّني لاأستطيعُ أن أبكي 

فأنا لاأمطرُ قصائداً حين تُودّعني الغيومُ وتمضي كماأشتهي 

تكمُنُ كلُّ الأفكارِ ولاتموت 

لكنّها تنتظرُ شتاءً آخرَيُجنّحها كالفراشاتِ الملوّنةِ بالإدهاش

لتكونَ أكثرَ أناقةً وتميّزا 

ولتستطيعَ أن تُحلّقَ إلى مستوى جمالِ عينيكِ المطرّزتينِ

بمفرداتِ لاتحتاجُ للحروف

فليست كلُّ اللّغاتِ تحتاجُ إلى شفاهٍ أوألسنة

وليسَ كلّ البيانِ يحتاجُ إلى أصواتِ العاشقين

قدتصبحينَ بي أكثرَ إشراقاً وتألّقاً

لكنّكِ ساحرةٌ في كلّ الفصولِ بي أوبدوني 

أمّأ أنا 

فلا أكونُ ساحراً إلاّ بكِ حينما تتجلّينَ بكلّ أنوثتكِ على رؤى

صائمٍ صلبَهُ انتظارهُ لصباحِ حضوركِ على جذوعِ المواعيدِ

المُراوغةِ سبعينَ شوقاً

انتظرتُكِ في كلّ الأعيادِ ولم تأتي

أعانُقكِ بلاعناقٍ حتّى الإمتلاء 

وأنتشي فرحاً وأنا أعلّقُ قناديلَ أملي المتعبِ على أعمدةِ شوارعِ اليأسِ الموحشةِ كأرامل لايرغبنَ بالزّواجِ مرّةً أخرى

وأشجّرُ مداءاتِ غيابكِ بأشواقِ قلبٍ يذوبُ شمعةً تِلوَأخرى

كلُّ الأعيادِ جاءتْ ولم تأتي 

لافطرَ ولاأضحى ولانيروز 

حتّى عيدُ الحبّ عادَ بوفاضٍ فارغ

ومازالتْ هناكَ مسافةٌ بيني وبين انطفائي

لاأستطيعُ معرفةَ عددأوراقِ تقاويمها 

كثيرةٌ هي الأوراقُ الّتي تساقطت وعلّمتني أنّ الأعاصيرَقادرةٌ

على خلقِ الكثيرِ من الفوضى 

لكنّ بعضَ الأوراقِ مازالت على أغصانها تتشبّثُ بأسبابِ الحياةِ تشّبثَ الأطفال بأثداءِ أمّهاتهم

هكذا هي الحياة

إنّنا نقاومُ الموتَ حتّى الثّاتيةِ الأخيرة 

عشراتُ السّنينِ مرّت وأنا أنتظرُ ولادةَ القصيدةِ الأخيرةِ لأستريحَ من سفري ولاأتوكّأَ على قلمي

فتعالي لنتقاطعَ مرّةً واحدةً ثمّ نتوازى 

فأنا حينما أمضي 

ستحاولينَ اللّحاقَ بي ولن تستطيعي 

وأتمنّى ألاّ تأتي متأخّرةً عن حضورِ غيابِ آخرشمس 

لأنّني لاأستطيعُ أن أنتظركِ كمنارةٍ لاتبالي بتغيّرالفصول 

ومن يدري

ربّما إن أتيتِ سأغيّرُ عادتي وأستطيعُ أن أتأقلمَ معَ الرّبيعِ

مرّةً أخرى

فأنا لم أكن هكذا حينما كنتُ أحلمُ أن أصبحَ عاشقاً تُراوِدهُ الأقمارُ عن سنابلَ بلوغهِ النّديّة

لطالما تمرّدتُ على طفولتي لكي أزدادَ جنوناً

فإلى أينَ أوصلني ذلكَ الجنونُ الجنون؟!

كم أحنُّ إلى تلكَ الطّفولةِ الّتي تتبرقعُ بالذّكرياتِ كاامرأةٍ مقدّسة!!!

أوإلى أن تملئي شتاءَ انتظاري بصيفِ حُضُوركِ ليصبحَ الليلُ

أكثردفئاً 

وتصبحُ الثّلوجُ ثياباً للفرح 

٢٠٢١/٣/٢٤

بقلم:جمعة عبدالله العيسى.

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق