الثلاثاء، 9 أبريل 2024


***  المجهول. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** المجهول. ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد المجيد الجاسم 

***  المجهول. ***

مع الخيوط الأولى للفجر كان خالد يجثم بجانب حاوية القمامة وثيابه الرثة 

المهترئه الملطخة بالزبالة تحكي مأساة وأي مأساة

جور السنين . القدر..... . المجتمع من المسؤول.... . فتش بين القمامة عن بقايا طعام فلم يحالفه الحظ هذه  الليلة ثم جمع أكياس

النايلون وأخرج من جيب بنطاله الممزق أعواد كبريت وراح يجرب أن يوقد ناراً عله يتقي لفحات شهر تشرين الثاني وراح يدفيء

يداه الصغيرتان ورجلاه الحافيتان انه أبن الثامنة من عمره حين توفيت والدته منذ ثلاثة شهور.....وأباه الذي لم يراه  ؟........ وأطلقت مع صوت الآذان مدافع

العيد تبشير بالأفراح والمسرات  . فلم  يكترث خالد لقد كان يعلم أن هذا اليوم سيكون عيد لكن مايهمه اتقاء البرد الشديد وسد رمقه من أي فتات خبز أو بقايا أي طعام وبين دفء بدخان أو نار وبين فجر جديد صار يستطيع إن يلتقط بعض فتات الخبز من الحاوية وما أن أرسلت أشعة الشمس الذهبية بخيوطها الأولى لتصافح أعالي البنايات حتى شاهد جموع الأولاد اللذين من جيله يرتدون أجمل الملابس ويحملون بأيديهم 

قطع الحلوى وأصواتهم وضحكاتهم  تعلو ما بين الشوارع .... وقسم منهم توجه مع ذويه إلى المقبرة القريبة لزيارة الموتى  وقراءة سورة يس  فقرر أن يرافق الجموع المتوجهة نحو المقبرة 0 لكن على مسافة منهم  ......فوصل الجميع الى المقبرة التي تعج بالرجال  والنساء والأطفال  وكل قبر متجمع حوله أعداد من النساء والرجال  فاتجه خالد  نحو قبر أمه التي فقدها منذ ثلاثة أشهر فلم يجد احد حول القبر سواه وجلس القرفصاء عند رأس القبر وراح ينظر يمينا ويسارا جميع من يوجد في المقبرة يوزع الحلوى وسكا كر العيد أو يقرا القران لكن خالد لا يملك شيئا من ذلك

وحدث نفسه ماذا أعطي عن روح أمي فقرر أن يشحذ ممن يعطون السكاكر وراح يجوب القبور وجمع كمية من السكاكر ثم جاء إلى قبر والدته وراح ينتظر ممن يأتي إليه ليعطيه سكاكر عن روح والدته فطال انتظاره فلم يأتي إليه احد


فذرفت دموعه حارة سخية حزينة شديدة الملوحة

فحدث نفسه كل الأولاد فرحون

كلهم لديهم الملابس الزاهية  الجميلة

كلهم لديهم إخوة وأخوات

كلهم عندهم أمهات

كلهم عندهم آباء

كلهم يذهبون للمدارس

وأنا لا أملك شيء  لماذا .....لماذا.....؟               انتهت 

  بقلم عبد المجيد الجاسم

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق