خطبة بعنوان: أمواجٌ من بحارٍ شتّى
النادي الملكي للأدب والسلام
خطبة بعنوان: أمواجٌ من بحارٍ شتّى
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
خطبة بعنوان: أمواجٌ من بحارٍ شتّى
حينما تثبتُ القيمُ في النفوسِ،
وتتجذرُ المبادئُ في القلوبِ؛
فسيعمُّ فيؤها وينتشرُ ضؤها
، وينجابُ النسيمُ من بحرِ الطباع، وينتظمُ الإيقاع، وينسابُ الأريجُ مع النعناع.
سوفَ تستطيلُ الأخلاقُ وتتشابكُ المحاسنُ، فتختفي الأوصابُ، ويقلُّ المصابُ ويتحرَّرُ الشبابُ
من فتنِ العصرِ وزيغِ أهلِ الكِبرِ والمكرِ.
إنّها حربُ الأخلاقِ وملحمةُ القيمِ والميثاقِ، إنّها وقيعةٌ كبرى وغارةٌ أخرى، الخاسرُ فيها من تخلّى، والتائهُ فيها من تولّى، السهامُ الناعمةُ من كلِّ مكانٍ، والأفاعي القاتلةُ في كلِّ آنٍ، فمعسكرُنا اللهُ ناصرُهُ، ومعسكرُهُم الشيطانُ وليُّه
فلا تقدموا ولايةَ الشيطانِ على نصرةِ الرحمنِ
فعدوُّنا ماكرٌ، ولسيفِهِ شاهرٌ،
فالناجونَ الناجونَ من جعلوا الحقَّ سُنَّةً واتخذوا منه جُنّةً.
المغرَّرُ بهم كُثرٌ، والمغرِّرينَ لهم شرٌ،
اختلطتِ الأوضاعُ، وازدادَ الجياعُ، وقلَّ الإستماعُ، وظهرتِ الأوجاعُ،
الأحلامُ بدت واهيةً، والطموحاتُ خاويةً، ظهرَ البريقُ واللمعانُ، واختفت مظاهرُ الرحمنِ، لم تأبه الناسُ للمُثل، ولم ترعوِ عن الهزل
، جمّاعونَ حطامَ الدنيا، ومُشتِّتونَ متاعَ الأخرى، الغفلةُ أصبحت يقظةً، واليقظةُ أصبحت غفلةً، لبستِ الذئابُ لباسَ الحملانِ، ولبستِ الحملانُ لباسَ الذئابِ، فترى ذئبًا بلا نابٍ، وحملًا بلا أصحابٍ.
المكفوفونَ من كُفّت أبصارُهم عن الطريقةِ، والمبصرونَ من تلمّسوا الحقيقةَ، استوسقتِ الفتنُ، ورستِ المحنُ، الناسُ فيها يغرقونَ، وعن الخروجِ لا يقدرونَ، نسوا بأنَّ اللهَ يرى، وأنَّ عندَهُ البشرى، وأنَّهُ مدبِّرُ الأكوانِ، وخالقُ الجنانِ، يريدُ منّا الطاعةَ، ولا يريدُ المعصيةَ، حسبُنا اللهُ هو عصمتُنا ومنجينا
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق