( عندما تُغَرِّدُ القُلوب )
النادي الملكي للأدب والسلام
( عندما تُغَرِّدُ القُلوب )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( عندما تُغَرِّدُ القُلوب )
رَأيتَها مَهمومَةً ... والقَلبُ مُنكَسِرُ
فَقَدَت أهلَها … وغادَرَ حَبيبها ... والكُلٌُ قَد رَحَلوا
قَتَلَت تِلكَ الحُروبُ حلمَها
شَرَّدَت أهلَها… أخَذَت مِن الغَدِ أفراحَهُ ... وغادَرَ الأمَلُ
فَغَدَت كاللٌَبوَةِ في غابِها مَجروحَةً تَزأرُ
تَبَدٌَدَت أحلامَها كما الغُبار ... يعلو ويُنثَرُ
تَذروهُ في الفَضاءِ هَبٌَاتُ الرِياح فَيُنشَرُ
ذَبُلَت كَوَردَةٍ في حَقلِها تُستَباح
جَميلَةٌ رُغمَ الشَقاء ... حينَما تَخطُرُ
يا لَها تِلكُمُ الأحزان ... بَل وَيحَها حينَما تَهدُرُ
قُلتُ في خاطِري ... هَل أُضَمِّدُ لَها جِراحَها لِكَسرِها أجبُرُ ؟
دَنَوتُ مِنها قائِلاً ... في مَنطِقي ... ياغادَتي لا يَنفَعُ التَذَمٌُرُ
ولا يُعيدُ لِلحَياةِ عَهدَها ... يا لَهُ عَهدَها الأوٌَلُ
هَل يُرجِعُ لِلحَياة ...مَن كانَ بالأمسِ ما بَينَنا ... واليَومَ قَد رَحَلوا ?
قالَت ... والعَينُ تَغرَقُ في الدُموع ... على الخُدودِ تَنزِلُ
يا لَيتَهُ القَدَرُ يُعيدُنا في الواقِعِ يُبَدٌِلُ
أجَبتها ... تَبقى لنا الذِكرَيات ... يَسوقُها التَفاؤلُ
قالَت ... حَتَّى إلى وقتِ المَمات ?
أجَبتَها ... بَل إلى مَدى الحَياة
قالَت ... تَبٌاً لَها حَياتَنا ... بَل وَيحَها
هَل تَستَحِقٌُ أن نَعَشَ في ظِلٌِها ونَحفَلُ ?
أجَبتَها ... بَل وَنَعشَقَها ... يا سَعدَهُ التَفاؤُلُ
قالَت ... وكَيفَ نَنسى مَن رَحَل ?
أجَبتها ... بالدُعاءِ والأَمَل
وَشَوقَنا لِلحَياة … حينَما في المُهجَةِ يَكتَمِل
قالَت ... يا صاحِبي وماالعَمَل ?
أجَبتها ... بَنَيتُ لي مَنزِلاً في الغابَةِ
لا تَرتَقيهِ الذِئاب
هَل تُرافِقينَني يا غادَتي نُكمِلُ فيهِ الجَواب ?
نُمضي بِهِ حَياتَنا ... ما بَينَها الأشجار ... ونَترُكُ كَلٌَ العِتاب
نَبعُدُ عَن شُرورِ البَشَر ... وذاكَ الجَدَل
قالَت نَعَم ... وأتبَعَت قَولَها بالعَمَل
كَأنَّ جرحَها ولو قَليلاً إندَمَل
وقَد أشرَقَ وَجهها ... وحانَ وَقتُ الغَزَل
ما نَفعُها هذي الحَياةُ ... إن تَكُن بلا أمَل
بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق