الاثنين، 31 مارس 2025


.........ياعِيدُ عُذْرَا...........

النادي الملكي للأدب والسلام 

.........ياعِيدُ عُذْرَا...........

بقلم الشاعر المتألق: عبد الحبيب محمد ابو خطاب 

.........ياعِيدُ عُذْرَا...........

ياعِيدُ عذْرا فأني نحتفِي طربَا 

والبغيُ يطْغى ونارُ الظُّلمِ تكْويِنَا


أمَا ترى الحالَ كيف أصبحَ عَجبَا

وأرْذَلُ القومِ تطْغَى في روابِينَا


في كلِ يومٍ لنَا طِفلاً نشيِّعُهُ

وألفُ مبكيةٍ في القلبِ تُدمِينَا


وحائماتٌ تجوبُ فوقَ ساحَتِنا

وتقذف الموتَ نارا  في أرَاضِينَا


وضَمَّنا الذُّل قهرا في حَواضِنِه

يقُودُهُ حاكمٌ أهدَى القَرَابِينَا


أرخى علينا ثيابَ الليلِ حالكةٌ

وهَدْهَدْتنَا آياديه ليُلهِْينَا


نام َ طَوِيلا وفِي أذانِه صممٌ

وتحت كرسِّيِهِ نَامتْ أمانِينَا


يا عِيدُ عُذرا فهَذا حالُ أمَّتِنَا

القدسُ باكيةٌ والذُّلُ يطْوِيِنَا


ما عَادَ في العيدِ منْ لَحنٍ لُيُطربَنَا

إلا رصاصٌ لهُ أصداءُ تُشجِينَا


رجالُ غزةَ في الميْدَانِ قدْ وثبَتْ

ركضاً إلى الموتِ تجتاحُ البراكِينَا


بَوَارِقُ النَّصرِ لاحَتْ مِنْ بَنادِقِهمْ

كأنَّ روحاً منَ القسَّامِ تحْيينَا


تاقتْ إلى الجَنَّة الخضراءِ أنفسُهَم

فغَنَّتْ الموتَ أنغَامَاً وتَلحِينَا


بَنَتْ يـ هـ ودُ  جداراً كيْ يُحَصِّنَهم

فجَاوَزَتْ خَطْوةُ  القسَّامِ  تَحْصِينَا


سيَصمُدُونَ دِفَاعاً عنْ كرمَتِنَا 

ويصْنَعونَ بِإذنِ اللِّهِ  حِطِّينَا


لسِانُهُم حسْبُنا الرَّحمانَ ناصِرُنَا

نِعمَ النَّصيرُ ونِعمَ الربُّ يَحْمِينَا


نفْسِي الفداءُ لهُم أبْطالُ غَزَّتِنا

وزَادَهمْ ربُنَا نصْرا وتَمْكينَا


بقلمي عبد الحبيب محمد

ابو خطاب

توثيق: وفاء بدارنة 



*** ترتيل  على  جرح. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ترتيل على جرح. ***

بقلم الشاعر المتألق: سعد الحمداني 

*** ترتيل  على  جرح. ***

...........................

    على وتر 

    اسكب جرح  روحي ...

    واحتفي بالمطر

   انا عطر  ليل من غناء.....

والشمس صديقتي ...والحب 

       في لهفة  عطري سفر

.....

       تراتيلي لظى الكبرياء

......

     وشهيق  صمتي قدر.

......

     جئت من غياب مستحيل

......

   نثيث  وهجي سماء

      ولواذ قلبي  شرر

     احبك  ياغياپي الجميل

........

     قلت احبك / فانساب من أصابعي مطر

.......

     وسأل عطر من رموش  الحجر

......

     قلت احبك /  ياغصن  الندى

.....

    ويارحيق ليل.  وقمر

   .....................

بقلم : سعد الحمداني

توثيق: وفاء بدارنة 




  

     *** العيد ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

        *** العيد ***

بقلم الشاعر المتألق: كمال الدين حسين القاضي 

                       *** العيد ***                          عيدٌ على أهلِ الصلاحِ مسرَّةٌ

ونقاءُ نفسٍ منْ هوى الآفاتِ

يأتي إلينا في جميلِ تبسمٍ

وسماحةِ الأجواءِ والبركاتِ

دامَ البهاءُ على مقامِ زمانهِ

خالٍ منَ البغضاءِ والعثراتِ

متميزُ الأوقاتِ عينُ محبةٍ

فالكلُّ بينَ مراسمِ الرحماتِ

بالصلحِ يأتي بين َكلِّ مخاصمٍ

وينيرُ كلَّ ضمائرِ الظلماتِ

الخيرُ فيهِ لكلِّ نبتٍ طائعٍ

صانَ الصيامَ بكاملِ الطاعاتِ

ربُّ الوجودِ بكلِّ خيرٍ مدَّهُ

فيهِ السعادةُ جانبِ النفحاتِ

كلُّ التقاةِ على سرورٍ دائمٍ

والفوزُ جاءَ بروضةِ النسماتِ

العيد في  عرْفِ الإلهِ تدبرٌ

والشكر دوما عند كل صلاة

طوبى لمن حفظ الصيام عبادة

وتقربا من مالك السموات

بقلم  كمال الدين حسين القاضي

توثيق: وفاء بدارنة 



***  فراغ ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** فراغ ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الرزاق البحري

***  فراغ ***

لم يعد في رأسي 

ما يشتهي الورق 

أو ما يسيل من الحبر 

فكلما استنزفتني فكرة 

تموت في الحلق القريحة 

.....   فأختنق 

لم يعد في رأسي 

ما أشتهي... لي مني

صوت الصواعق والرعود فقط أرى 

فالضجيج أرهقني 

والدار كم ضاقت 

بمن حولي... وقد نفقوا 

لم يعد في رأسي 

كلم.... ولا شعر 

لا رسم... ولا أثر 

ليل... ولا فجر 

حتى الأماني في دمي 

جفت... فلا عرق 

لم يعد في رأسي 

مايذكرني... بي 

فالأرض لم تعد ملكي 

والحلم مبني على الشك 

مرٱتي...

تنظرني بالعكس 

والرأس لم يعد رأسي 

فبمن أثق... ؟

وبمن أثق 

والقلم لان 

بين الأنامل... اعوج إذ خان 

ودمي هان 

لكنني أبدا 

لم ينحن العنق 

لم يعد في رأسي 

صوت العنادل أسمعها 

فالضجيج أفزعها 

أحرقها وأوجعها 

والموت أفجعها 

وأمتي العرجاء 

ٱمالها... الوشق 

بقلمي الشاعر عبدالرزاق البحري 

أزمور/ تونس 

في 24/03/2025

توثيق: وفاء بدارنة 



# قَراءَةٌ لِنصٍّ أدَبيٍّ..#

النادي الملكي للأدب والسلام 

# قَراءَةٌ لِنصٍّ أدَبيٍّ..#

بقلم الناقد  المتألق : صاحب ساچت 

# قَراءَةٌ لِنصٍّ أدَبيٍّ..#

    (رُدَّني إلـىٰ بِلادِي 

              مَعَ نَسَائِمِ الغَوَادِي)

َأنشدَ "سعيدُ عقل" قَصيدةً مَشهُورةً، 

غَرَّدتهَا بَعدهُ " فيروز "؛ وَ كِلاهُمــــا

ما سِوَىٰ الوَفاءِ لِلبلادِ زَادٌ لَــــهُ!

كَمْ هوَ قاسٍ شعُورُ الإنسانِ الوَاعي

بِحَـــاجتِهِ إلـىٰ وَطنٍ، معَ إنَّهُ يَعيشُ 

في وطنٍ وُلِدَ فيهِ، وَ نَشأَ عَلـىٰ حُبِّهِ!


المقَدَّمَـــةُ:-

      النَّصُّ الأدبيُّ شكلٌ منْ أشكالِ الكِتابَةِ، المُعبِّرةِ عنْ أفكارٍ وَ مشاعرٍ عـَميقةٍ في تَجربةٍ إنسانيَّةٍ، بِطريقةٍ

جَماليَّةٍ وَ فنيَّةٍ، مُتَفرِّدةٍ في الإسلوبِ وَالمَوضُوعاتِ، تَجذبُ المُتلقّي 

لِلتَواصلِ وَ التفاعلِ معَ مَضمونِ

النَّصِّ، وَ اشراكِهِ في التَّجرِبةِ. 

وَ الاغْترابُ في حَركةِ الحَداثةِ ظاهِرةٌ عامَّةٌ في الأدبِ العَربي المُعاصرِ، تُعنَىٰ بِالشعُورِ الإنساني الوَاعي وَ حاجتِهِ إلـىٰ وَطنٍ، معَ وجودِهِ في وَطنٍ وُلِــدَ فيــهِ 

وَ نَشَـأَ علـىٰ حُبِّهِ، لَـٰكنَّــهُ تَغَيَّـرَ كَثيـــرًا بِحيثُ لمْ يَعُـدْ بالإمكانِ العَيــشُ فيـــهِ 

وَ الإرتياحُ إلَيهِ.

    وَ الاغْترابُ نتيجةٌ مباشرةٌ للبحثِ

عنِ الابتكارِ وَ الحَداثةِ، لَدىٰ الشُّعراءِ العَنيدينَ، الَّذينَ أَسَّسُوا عُرًىٰ وَثيقَةً، 

وَ صِلاتِ تَلاحُـمٍ بينَ الاغتـرابِ.. 

وَ مَحاولاتِ التَّحديثِ.


أولًا:- أَصلُ المَوضُــوعِ نصٌّ أدبيُّ 

العنوانِ:- "عَلـىٰ نَاصِيَةِ شَفَقٍ"

الكاتِبةُ:مَيسُون يُوسُف نَزَّال-فَلسْطين

القَراءَةُ:- صاحِب ساجِت/العِرَاق

النَّصُّ مَوضُوعُ القَراءَةِ:-

        " عَلـىٰ نَاصيَةِ شَفَقٍ " 

هُناكَ.. 

خَلفَ حُطامِ المَوجِ

شِلْحٌ زَنْبَقِيٌّ أَيقَظَني..

كُنتُ أَنتَظِرُ  

نَعمْ.. كُنتُ أَنتظِرُ!

تَتلبَّدُ فيهِ طفُولَتي

كَغَيمَةٍ مَنسيَّةٍ ذاتَ شِتاءْ

أتَجرَّعُ مُؤنَ القَدرِ

عَلـىٰ أقداحِ الظَّمَأِ

تَأتيني مُنسابَةً

كَأنَّهَا لا تَخضَعُ لِقَوانينَ التَّفتيشِ

عِندَ حدُودِ النِّسيانِ

أنسَاقُ وَراءَ العُرَىٰ

أتَلحَّفُ برُودةَ الصِّراعِ

تَمتصُّ شَوقي صَحراءُ مُعتمَةٌ

 كَأنَّهَا المَنفىٰ عَلـىٰ رمالٍ 

مِنْ وَطنٍ

اِستَوطَنَتْ بهِ طيُورٌ

تَبحَثُ عنْ عاشِقٍ

نَسِيَ رسائِلَهُ بَينَ الغَمامِ

لا يَعلمُ حَتَّىٰ.. إنْ مَسَّهَا بَشرٌ!

أوِ اِلتَهَمتْهَا عَقاربُ التِّيهِ وَ الأحزانِ

أَغوصُ أَنَــا.. وَحيدَةً

في تُرابٍ لمْ يُصْنَعْ منْ أجْلي

مَعَ المَطر

أتصدَّرُ نَفيرَ الهجُومِ

لا أملِكُ سَيفًــا.. 

خِنجِرًا..أو حَتَّىٰ قَلمًا

أستَلقي بَينَ مَفاتِنِ العَبَقِ

أَخلَعُ نَعلي ...فَأرضي مُقدَّسةٌ

سَأُدوِّن عَلـىٰ جِدرانِ الأمسِ

تَحتَ قَدمي 

نَخلةٌ

تَرتادُ سنَابكَ الجُّنونِ

أمْضي هُنا .. أمْضي هُناكَ

أُقبِّلُ عُلوُّهَــا.. أنتَهكُ الثَّرَىٰ

أبْحَثُ فيهَا عنْ بُكاءِ العَذارَىٰ

عنْ شَوطٍ ..يَبتلِعُ قَواعدَ الزَّحفِ 

عَلـىٰ ألفِ جَليدٍ ..مِنْ ألَقِ

آهٍ .. يَـا جُرْحي المُقدَّسِ

أتقَنْتُ قَضْمَ جَمرَكِ

اِبتلعْتُ أقرَاصَ النَّحيبِ

عَلـىٰ قِمَمٍ منْ عَدمِ..

 غَدًا في الخَمسينَ منْ عُمري

سَيجمَعُ القَهرُ لي أكفانَ

رُويدُكَ.. رُويدُكَ.. أَيُّهَـا الألَمُ!

تَمهَّلْ!

مَا تَزالُ بَراءَتي تَكبرُ بِداخلي

 مُحتَرقَةً

تَمهَّلْ.. فَالعاصِفَةُ قَويَّةٌ

شَراعي مَكسُورُ الأجنحَةِ

أَخَذَتْهُ رياحُ الحُلْمِ

عَلـىٰ قِرميدِ ضَيعتِنَـا..

 أَ ضَوءُ الشَّمسِ يَأخُذُني؟

أمْ نَبضُ الشُّوقِ؟

أو سَيفًا يَمحِقُ الأنينَ خَلفَ جِدارٍ

آهٍ .. يَـا وَجعي..

كَمْ حَمَلَتْني شِطآنَ الغَضبِ

عِندَ الغُروبِ

عَزْلاءُ أَنَـا ... في زِنزانَةٍ اِسْمُهَــا 

أَنَـا عَرَبيَّةٌ.. بِلا مَأْوَىٰ!

(مَيسون يُوسُف نَزَّال/فَلسطِين)


ثانيًا:- مُلخَّصُ النَّصِّ

         خَلفَ حُطــامِ أمـواجٍ تَتزاحـمُ

في طريقِهــا لِلإنكسـارِ علـىٰ صخُورِ

الشَّــاطئِ، بـاقَــةُ وَرْدِ الزِّنبقِ تُوقِـظُ شَخصيةَ النّصِّ الإفتراضيَّةِ، السَّارحةِ في غَيَاهِبِ اِنتِظارٍ طويلٍ.

       وَ قطعًا إنَّ الأَولَويَّةَ في تَعريَةِ 

وَ كشفِ ألمِ الطُّفولةِ، بَعدَ تَغطِيَتِهِ

بِدِثارٍ أشبَهُ بِالغيمَةِ في شِتاءِ عالمِ

المَرارةِ وَ المعاناةِ المُنسابةِ بِسلاسةٍ 

وَ لا تهتمُّ لِمُحدَّداتٍ قانونيَّةٍ آنيَّةٍ.

  هٰذَا الدِّثارُ لا يَمنعُ ارْهاصاتِ نَفسٍ، حَشـرَتْ زُوَّادَةَ الإحســاسِ بِالحَنيـنِ، وَباتتْ تُؤرِّقُ صاحبَها، وَ لا نصيبَ لهُ سِوىٰ أقداحِ الظَّمأ، وَ زمهريرِ الصِّراعِ معَ صحراءَ قــاحلةٍ وَ معتمَـةٍ، مَنفَىٰ علـىٰ رمالِ وطنٍ مُستَباحٍ، اسْتَوطنتْ بهِ طيُورٌ تبحثُ عنْ مَنْ يُبادلُهَا شعُورَ الحُبِّ، عنْ مَنْ تركَ بصمةً في دَفترِ الذِّكرياتِ البَالي، دونَ أنْ يُعرَفَ مَدَىٰ مَقبُوليتِها وَ الإهتمامِ فيهَا.

 ينتقلُ بنَا ضَميرُ المتكلمةِ إلـىٰ زيادةٍ في التَّعذيبِ!

(أغوصُ أَنَـا.. وَحيدةً

في تُرابٍ لمْ يُصنَعْ مِنْ أجْلي

مَعَ المَطرِ..)      النص

وَ هو غَوصٌ في وحلِ المَجهولِ، لِقدرٍ مكتوبٍ سلفًـــا، فيُبادرُ مَشهدٌ جديدٌ بالهجومِ علـىٰ أعزلٍ منْ سيفٍ أو قلمٍ..

ما جُبِلَتْ عليهِ يَصدُّها عنِ الإستسلامِ، لِتُعيدَ حِساباتِها، وَ هي في استرخاءٍ 

تامٍّ، وَ راحةِ بالٍ، تَتحاورُ معَ قُدسيَّةِ ما خُلِقَتْ منْ طِينهِ اللَّازِبِ. تَزرعُ نَخلةً باسقـةً لِتَهـزَّ جِذعَهــا لَعلَّهــا تَحظَىٰ بالرُّطبِ الجَني.

      فُجـــأةً.. في زمنٍ غير متفقٍ مع مآلهَا، تتلاطمُ عَواصفٌ وَ رعُودٌ وَ تحِلُّ النَّوائبُ، منْ خيُولٍ وَ جنُونٍ وَ انتهاكِ الحُرُماتِ.. 

        تَزحفُ علـىٰ صقيعِ الوجُودِ كي تَتحسَّسَ بُكاءَ وَ أنينَ الغَدرِ وَ التَّنكيلِ، الَّذي اختَلطَ معَ صِراخِ مَخاضٍ عَسيرٍ، تَفنَّنتْ في دَوزَنَتِهِ معَ هَشيمِ النَّحيبِ...

( عَلـىٰ قِمَمٍ منْ عَدَمِ !)   النص

      وَ هُنا.. شخصيةُ النَّصِّ تُوعِدُنا

أنَّ القهرَ وَ الألمَ سَيُكَفِنَانَهَا بالنَّقاءِ

وَ البراءةِ، وَ مَهما قيلَ عنهَا فَهو هُراءٌ!

{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ 

سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}(مريم ــ ٢٨)

وَ أختُ هارونَ ــ هَاتِيكَ ــ منْ بيتٍ

يُعرَفُ بِالصلاحِ، يَتوالدُونَ بِهِ، وَ ليسَ بيتُ سُوءٍ يَأتي بالفَواحِشِ.

وَ عِبرَ النَّصِ " الرَّهيبِ " ــ إنْ جازَ التَّعبيرُ ــ تَبدو العاصفةُ عاتيَةٌ جدًا،

وَ ماضيةٌ قُدُمًا في غَيِّهَا، وَ الطَّائرُ

مَهِيضُ الجَناحِ، واهنٌ وَ عاجزٌ، لا

عَونَ لَـهُ! 

وَ تَسألُ الكاتبَةُ أسئِلةً إنكاريَّةً، لا تَنتظرُ إجابةً منْ أحدٍ.. عنهَا:-

(فَهلْ ضوءُ الشمسِ يأخذُهَا،

أمْ نَبضُ الشَّوقِ الّذي يَقطعُ دابرَ الأنينِ..)       النصُّ بِتصرُّفٍ

وَ عَودٌ علـىٰ بِدءٍ.. إنَّ الغضبَ يفورُ كالتَّنورِ عندَ الشَّفقِ، وَ الشَّخصيَّةِ الإفتراضيةِ في النصِ عَزلاءُ، لا تَقوَىٰ علـىٰ شيءٍ، في زنزانةِ اِسْمِهَا، عندَما

تُصرِّحُ بِكُلِّ ثقةٍ وَ إصرارٍ، بِرَنَّةِ صوتٍ

مُجَلْجلَةٍ:-(أَنَـا عَربيةٌ.. بِلا مَأوَىٰ!)


ثالثًا:- تَحليلُ النـَّصِّ

١) العنوانُ " علـىٰ ناصيَةِ شَفَقٍ "

       ناصيةُ الإنسانِ، وَ بَقيَّةُ الحَيواناتِ 

ذاتِ المَخَاخِ يدورُ معناهَا في مَعنَيَينِ أساسِييَنَ:-

* مـلمُوسٌ/ماديٌّ:-

    هو مَنبتُ الشَّعْرِ في مُقدّمَةِ الرَّأسِ، 

أسفلُ الجَّبهةِ، يقعُ فيه المُخُّ. وَ سُمّيَ الشَّعْرُ ناصيَة؛ لنباتهِ منْ ذلكَ المَوضعِ. 

* مَحسُوسٌ/مَعنويٌّ :-

   مَكانةٌ مَهيبَةٌ وَ شرفٌ. وَ هو المنطقةُ المَسْؤولةُ عنِ الكذبِ وَ الخطأِ وَ اتِّخاذِ القراراتِ.

        أمّا منَ الناحيةِ العِلميةِ ، فلهَــا أهميةٌ كبيرةٌ لأنَّها مسؤولةٌ عنْ تفكيرِ الإنسانِ، وَ تَحوي تحتَها خَلايا حيَّةً، يَهتدي بها وَ تُغَيِّرُ إرادتَهُ، وَ ينطلقُ 

منها الخيرُ وَ الشرُّ، الصدقُ وَ الكذبُ، التَّعسفُ وَ العدالةُ.

وَظيفتُها المَسْؤوليةُ عنِ المُقَايَسَاتِ العُليا وَ توجيهُ سلُوكِ الإنسانِ.

وَ ذُكرتْ النَّاصيةُ في القرآنِ الكريمِ 

أربعَ مراتٍ، في ثلاثِ سورٍ:-

(هود ـ ٥٦) و (الرحمن ـ ٤١) 

و (العلق ــ ١٥، ١٦).

   وَ النَّاصيَـةُ مفردٌ، جَمعُهَـــا نَــواصٍ 

وَ ناصياتُ، وَ تدلُّ علـىٰ مَعانٍ منهَـا: الرِّفعَةُ وَ رأسُ الأمرِ وَ السِّيادةُ.

       أمَّــا الشَـفقُ:- فَهو الضَّــوءُ الَّذي يظهرُ في جِهَةِ الغَرب بعدَ غرُوبِ الشّمسِ بِفعلِ تَبعثُرُ ضوءُهَا، وَ يسبقُ الغَسقِ، الظلامُ الدّامسُ. 

الآنَ.. لو جَمعنَـا المُفردَتينِ (ناصيةٌ 

وَ شفقٌ) بِعبارةٍ واحدةٍ، كما وردَ في عنوانِ النصِّ، نَتحصَّلُ علـىٰ دلالةِ مَنَصَّةِ الزَمَنْكَانيَّةِ.. بِمعنَىٰ أبعادَ: 

(الطّولِ وَ العرضِ وَ الإرتفاعِ، مضافًا إليهَا الزّمنُ كَبُعدٍ رابعٍ) نَشرفُ منْها علـىٰ ماضٍ، وَ مكانٍ اِبتعدنَا عنهُمَـــا، 

وَ نستشفُّ منهمَا قصةَ ذِكرَىٰ، تحملُ بينَ طيَّاتِها متناقضاتِ الحَياةِ، و في أغلبِها مؤلمةٌ وَ حزينةٌ.


٢) مكوُّناتُ النَّصِّ

   إنسيابيَّةُ سياقُ النَّصِّ الأدبيِّ تَتَجَلَّـىٰ في عَناصِرٍ مُهمَّةٍ، تَتمثلُ في العاطفةِ

وَ الخَيالِ وَ المَعنىٰ وَ الإسلُوبِ.

تَتكاملُ هٰذهِ العَناصرَ معَ مكوناتِ النَّصِّ الضُروريَّةِ وَ المتناسقةِ فيمَا بَينها، كي تعكـسَ رُؤىٰ الكــاتبِ وَ أفـكــارِهِ، وَ لا مَناصَ منْ إنكارِهَا أو إهمالِهَا... مِنهَا:-

* شخصيَّةُ النَّصِّ

   الَّتي اِبتدعَهَا الكاتبُ لنقلِ تَجربتِهِ أو تجاربِ آخرينَ، وَ أضفَىٰ عليهَا صفاتٍ، ليسَ بالضُّرورةِ أنْ تُنْسَبَ إليهِ، لٰكنَّهَا تَتحركُ علـىٰ وِفقِ إطارٍ يَرسمُهُ لهَا. يَستهدفُ مِنهَا تأجيجَ مشاعرَ، وَ اِستثارةَ عواطفِ القارئ بِطريقةٍ خاصَّةٍ بهِ.

* حِبكَةُ النَّصِّ

   هي نُقطةُ الذَّروَةِ الَّتي تَتأزَّمُ فيهَـــا الأحداثُ، وَ كُلَّمَا تأزَّمتْ.. زادَتْ نسبَةُ التَّشويقِ لدَىٰ القارِئُ.

وَ الحِبكةُ تَسَلسلٌ مَنطقيٌّ للأحداثِ.

وَ دينَاميكِيَّةُ النَّصِّ تَخلقُهَا شَخصيَّةٌ

أو شَخصيَّاتُ النّصِّ في تَشكيلِ الحِبكةَ، مِمَّا يَتيحُ لِلقارئِ فِهمَ المشاعرِ وَ الصراعاتِ في أثناءِ القراءةِ، وَ مِمَّا يُؤثرُ عليهِ في متابعةِ تَطوُّرِ الأحداثِ 

وَ التَّفاعلِ معهَا.

وَ في النَّصِّ المَعروضِ أمامَنَا قامتْ حِبكةٌ بسيطةٍ علـىٰ ثِيمَةٍ واحدةٍ..

أَلَا وَ هي "الاغْتِرَابُ"! 

بِحيثُ هَيَّأَتِ الكاتبةُ لهَا جوًّا مَشحونًا بالحطامِ وَ الشعورِ بالوحدةِ  إبتداءً.

* السَّردُ الشِّعري في النَّصِّ

     الأسلوبُ الَّذي استعمَلتْهُ الكــاتبةُ لعرضِ أحداثِ نصَّها، وَ علـىٰ لِســانِ شَخصيَّـــةٍ، لِفهـــمِ حيثيَّــــاتِ النصِّ

وَ أحداثِهِ، وَ ليسَ مُجرَّدُ نقلَ معلوماتٍ، بلْ يَخلقُ مُنَاخًـــا مَناسِبًــا للتفاعِــلِ العاطفيِّ معَ القارئ.

* لُغَةُ النَّصِّ

    أداةٌ حَملتْ جميعَ هٰذهِ العَناصرِ، بَيَّنتْ - أيْ: اللُّغةُ- إسلوبَ الكاتبةِ، 

وَ أنشأتْ صُورًا ذهنيَّةً.

وَ نظمُ الكلماتِ بِدقَّةٍ أَسهَمَ في رسمِ مَشــاهِدَ حَيويَّةٍ لِلتعبيرِ عنِ المَشــاعرِ 

وَ الأفكَـــارِ بلُغَــةٍ رَصينَـةٍ نَقلتْ عُمقَ المَعاني. فَلُغةُ النَّصِّ غَلبَهَــا التَّحدِّيُ 

وَ الاِصرارُ، اليَأْسُ وَ الرَّجاءُ. لُغَةُ اِغترابِ إنسانٍ واعٍ، يَنشِدُ وَطنًا، معَ وجُودِهِ في الوَطنِ الَّذي وُلِدَ فيهِ وَ نَشأَ علـىٰ حُبِّهِ.

بَدأتْ بـِـ (حُطامُ المَوجِ) رَمزُ الحَيـــاةِ، 

وَ انتهَـتْ بِصرخَــةٍ مُدوِّيَـــةٍ اِختصرَتْ مَأساةً وَ أوجاعًا مُتكَـــرِّرةً منذُ عقُـــودٍ 

(أَنَـا عَربيَّةٌ.. بِلا مَأوَىٰ). 

وَ كَأنَّهَا طَلقةُ الرَّحمةِ في جَسدٍ مُسجًّىٰ علـىٰ جغرافيَّةِ الوَطنِ!


رابعًا:- التَّنَاصُّ في النَّصِّ

      في النَّقدِ الأدبيِّ التَّناصُّ يَعني:

التَشــابهُ بينَ نصٍّ وَ آخرَ، أو عِـــدةِ نصُوصٍ، أو مشاركتُهَا. وَ بِإختصارٍ 

(كِتابةُ نَصٍّ علَـىٰ نَصٍّ)!

     وَ ذٰلكَ.. يُعَدُّ مِنَ الأمُورِ المُستحبَّـةِ 

لإثراءِ الكَلامِ وَ تَوكيدِ وَ توثيقِ مَضمُونِهِ.

التَّناصُّ يُشْبِهُ الخَزَّانَ المَملوءَ بِقراءَاتٍ سابقةٍ، وَ عندَمَا يُباشرُ الكــاتبُ عَملَهُ الإبداعيَّ تَتسرَّبُ بعضَ النُّصوصِ منْ ذٰلكَ الخَـزَّانِ إلـىٰ إنتــاجِـهِ، بِتَفاعـــلٍ

 وَ تَداخلٍ، فَيطلــقُ النُّقــــادُ علـىٰ هٰذهِ العمليةِ بـِـ(التَّناصِّ) فِيمَا بينَ النصُوصِ الأدبيَّةِ..

      أمَّـــا ( الإقتبَاسُ) يَحصلُ معَ آياتِ القُرآنِ الكَريمِ وَ الحَديثِ النَّبوي، نَتيجةً لِترسباتِ اللُّغةِ في الذِّهنِ.

لا شعُوريًّا، يُزَيِّنُ الكاتبُ نَصَّهُ.. بِهَــا،

عندَما يُضَمِّنُ  مفردَاتٍ أو عباراتٍ 

منْ مَكانٍ آخرَ، للدلالةِ علـىٰ العُمقِ الثَّقافي، يَلمَسهُ المُتلقِّي، وَ يَلتفِتُ  بِإعجابٍ إلـىٰ هَويةِ الكاتبِ وَ ثَقافتِهِ.

وَ لا مَندُوحَةَ مِنْ تَدبِّرِ بَلاغةِ القُرآنِ الكريمِ، وَ بيانهِ في هٰذا المَجالِ.

كَـمَنْ يَتَرَيَّضُ بِجِنانٍ فيهَا مِنَ الزُّهورِ كَلُّ زَوجٍ بَهيجٍ!

اللَّحظَةُ الفَارقَةُ:-

       هي تَجربةٌ تَتحوَّلُ فيهَــا الأشياءُ إلـىٰ مُنحَنًىٰ جَديدٍ، مَختَلفٍ وَ متطورٍ،

غَنيَّــةٍ بالبَهجــةِ وَ الفخـرِ وَ التَّواصـلِ، تَعيشُ للأبَدِ في ذِهنِ الإنسانِ.

       وَ اللَّحظَـةُ الفَــــارقَةُ في النَّصِّ (عَلـىٰ ناصيَةِ شَفَقٍ) أراهَا في تَنـاصٍّ معَ قَصيـدَةِ الشَّـاعرِ اللُّبناني ( سعيد عقل ٢٠١٤/١٩١٢ وُلَدَ وَ دُفِنَ في زَحْلَة، بعدَ أنْ صَنعَ وَطنًــــا يَصعُـبُ قَتلَــهُ، 

وَ غَنَّتهَا فَيْرُوز قَـديمًا.)

فَقدْ مَنَحَ هٰذا التَّناصُّ زَخْمًا هائلًا 

مِنَ الشَّجنِ وَالحَنينِ وَ الرَّجاءِ، لِنَصِّنَا (علـىٰ ناصيةِ شَفقٍ).

أينَ التَّناصُ في النَّصِّ:-

*  قَصيدةُ سَعيد عقل:

(رُدَّني إلـىٰ بِلادِي) البَيتُ الأخيرِ مِنهَا

(شِلْحُ زَنْبَقٍ أَنَا... 

إكْسِرْني عَلـىٰ ثَرَىٰ بِلادِي)

أمَّا نصُّ الكاتبةِ:-

(هُناكَ 

خَلفَ حُطامِ المَوجِ

شِلحٌ زنبقيٌ أَيقَظني ..)  النَّصُّ

فَالهّمُّ واحِدٌ، وَ أدواتُ التَّعبيرِ ذاتُهَا!

* وَ مَنْ يُعِيدُ قَراءَةَ قَصيدةِ الشَّاعرِ الفَلسطيني (مَحمُود دُرويش ٢٠٠٨/١٩٤١ من الجليل، (سجل أنا عربي)يَجدُهَا حاضرةً في نَهايةِ النَّصِّ صَراحةً.

      أمَّا الإقتباسُ فَنَلحَظُهُ في الآيـةِ:

* {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (طه ــ ١٢)

و في النَّصِّ وَردَ:-

(أستلقي بينَ مَفاتنِ العَبَقِ

أخلعُ نَعلي ...فَأرضي مُقدَّسةٌ) النَّصُّ

* وَ كَذٰلكَ.. قِصَّةُ ولادَةِ السَّيدةِ مَريم

لِطفلِهَا، عندَما اِنْتَبذْتْ مَكانًا قَصيًّا

منْ أهلِهَا، تحتَ نَخلةٍ في العَراءِ..

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ 

مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} (مريم ــ ١٦)

وَ يَبدُو أثرُ هٰذهِ القِصَّةِ القُرآنيَّةِ جليًّــا 

في النَّصِّ..

(رُويدِكَ .. رُويدِكَ .. أيُّهَا الألَمُ !

تَمهَّلْ ... 

ما تَزالُ بَراءَتي تَكبرُ بِداخلي

 مُحترقةً

تَمهّلْ .. فَالعاصِفةٌ قَويَّةٌ

شَراعِي مَكسورُ الأجنحَةِ

أخْذَتْهُ رياحُ الحُلْمِ

علـىٰ قَرميدِ ضَيعَتِنَا.. )   النَّصُّ

كُلُّ ذٰلكَ، أضْفَىٰ لِلنَّصِّ رَونقًا مِعماريًّا 

- بِالكلِماتِ - وَ حُسْنًا وَ صَفاءً، منْ خِلالِ التَّعبيرِ بالكلمةِ الَّتي عَشقَتْ مَكانَهَا في سِياقِ النَّصِّ، وَ حَسبُنَا وَطنًا وَ قَضيَّةً نُؤمِنُ بِهمَا، رُغْمَ انهيارِ القِيمِ، 

وَ حَمْلِ النُّعوشِ يَوميًا.. وَ ذٰلكَ أضعفُ الإيمانِ!

              أخيـــــــــرًا..

    نَظِنُّ أنَّ المَرَامَ منْ هٰذهِ القَراءَةِ لِنَصِّ الإستاذةِ "مَيسُون يُوسُف نَزَّال" هُو.. زِيادةُ مُتعةِ المُتلقِّي وَ هو يُتابعُ مَنشُوراتٍ جَمَّةٍ، لأُدباءٍ وَكُتَّابٍ لا غِبارَ علـىٰ مُبادراتِهم في إغناءِ السَّاحَةِ الثَّقافيَّةِ بالمَعرفةِ وَ المَعلومَةِ بِلُغةٍ مُيَسَّرَةٍ لِلجَميعِ، عِبرَ مَنصاتِ التَّواصلِ الإجتماعي.

وَ أرجُو أنْ أكونَ قَدْ وُفِّقْتُ لِمَا ذَهبْتُ إليهِ، وَ أعطيْتُ النَّصَّ اِستحقاقَهُ في القَراءةِ وَ التَّحليلِ.

وَ أنْ يُكْرِمْنَا مَنْ يَطَّلِعُ علـىٰ مَقالَتِنَا، بتُحفةٍ مِنْ رَأيهِ، يَدُلُّنا بِهَا علـىٰ مَا أخفقْنَا فيهِ - لا سَمحَ اللّٰهُ- وَ يُنيرُ 

سُبُلًا كَثيرةً، وَ يَأخذُ بِيدِنَا إلـىٰ الصَّوابِ المُفيدِ وَ المُمتِعِ...

      كُلُّ التّقديرِ للإستاذةِ الفاضلةِ

(مَيسُون يُوسُف نَزَّال/ فَلسطين)، 

وَ نَغبِطُهَا علـىٰ إبداعاتِهَا وَ حرصِهَا علـىٰ تَقديمِ أفكارِهَا بإطارٍ وَ إسلوبٍ بَديعٍ حَقًّا، يَدعُونَا أنْ نَثني عَليهَـــا 

أَجْزَلَ الثَّناءِ...

         مَعَ أطيبِ التَّحياتِ

     ( صاحِب ساجِت/العِرَاق )

توثيق: وفاء بدارنة 



*** يا عيد عذراً ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** يا عيد عذراً ***

بقلم الشاعر المتألق: د.صدام محمد بيرق

*** يا عيد عذراً ***

ـــــــــــــــــــــ

يَا عِيـدُ عُذْرًا فَأَهْلُ الْحَيِّ قَدْ رَحَلُوا

يَا عِيـدُ عُذْرًا فَالْأَنْقَاضُ رَمْزٌ وَتذْكَارُ


يَا عِيدُ قَدْ مَاتَتْ أَهَازِيجُ الْفَرَحِ فِينا

وَاسْـتَوْطَـنَ الْأَشْبَـاحُ وَالْقَـلْبُ مُنْهَارُ


يَا عِيـدُ هَـذِهِ الدِّمَـاءُ كَمْ تَشْكُـو ألَماً

وَالْأَرْضُ لَمْ يَعُـدْ فِيهَـا أَهْـلٌ وَلَا جَارُ


يَا عِيـدُ مَا لِلْفَـرَحِ فِي الْقَـلْبِ مُتَّسَعًا

وَالْأَرْضُ تُسْقَـى حمَمًا وَالظُّـلْمُ جَبَّارُ


يَا عِيـدُ مَـاتَتْ ضَمَـائِرُ حُكَّـامِنَا زُلَفًا

تُنَادِيهِمْ وَلَكِـنْ لَا شَـرَفَ لَهُمْ وَلَا عَارُ


يَا عِيدُ قَدْ أَصْبَحَ يُأْوِينَا بَقَايَا خَيْمَةٍ

وَالْجُوعُ زَادَتْ فِيهِ الرِّيحُ وَالْإِعْصَارُ


يَا عِيـدُ هَـذِهِ مَـآسٍ شَــرِبَتُ عَلَقَمَهَا

فَكَيْـفَ أَفْـرَحُ وَالْقَـلْبُ تُحَـرِّقُـهُ النَّارُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الأديب والشاعر:

د. صدام محمد بيرق  

اليمن ــ ٢٠٢٥/٤/١م

توثيق: وفاء بدارنة 




*** لاحَ الهلالُ. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** لاحَ الهلالُ. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الدبلي الفاطمي 

*** لاحَ الهلالُ. ***

عيدٌ بنورِكَ قدْ أشْرَقْتَ يا عيدُ

والعيدُ مَكْرُمَةٌ هَلّتْ وَتَجْديدُ

لاحَ الهِلالَ لنا نوراً كسا أُفُقاً

بهِ اللّطائِفُ تَسْتَدْعيكَ يا عيدُ

نَشَرْتَ فَرحَةَ إفطارٍ بها أمَلٌ

والكلُّ يَشْعُرُ أنّ الفِطْرَ تَمْجيدُ

حمداً لِخالِقِنا بالشُّكْرِ نَدْعَمُهُ

والحمْدُ للهِ بالأسْحارِ تَوْحيدُ

عيدٌ سعيدٌ بِشُكْرِ اللهِ أسْعَدَنا

إنّ السعيدَ بِخَوْفِ اللهِ خِنْديدُ


حَيّوا معي إخْوَةَ الإسلامِ إيمانا 

عيداً يَفوحُ بِروحِ العِطْرِ رَيْحانا 

تَطوفُ حَوَلَهُ بالتّكبيرِ قافلَةٌ

منَ النُّفوسِ تُريدُ البرَّ مِعْوانا

تُريدُ وجْهَ إلهِ النّاسِ ليْسَ سوى

وكانَ ربّي بِكُلّ الخَلْقِ رحْمانا

ومَنْ يُعَظّمُ دينَ اللهِ ينْصرهُ

يَبْقى العَدُوُّ لرَبِّ النّاسِ شَيْطانا

سُبْحانَهُ اللهُ بالأخْلاقِ كَرّمَنا 

لكَيْ نَكونَ بِنورِ العِلْمِ إنْسانا

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 



قصيدة.. لَنْ أُبْدِي السُرُورَا

النادي الملكي للأدب والسلام 

قصيدة.. لَنْ أُبْدِي السُرُورَا

بقلم الشاعر المتألق: فريجات عبدالحميد العلندي 

قصيدة.. لَنْ أُبْدِي السُرُورَا

مَعْذِرَة أيَا عِيـدُ لَنْ أُبْدِي السُرورَ

وكيف  ؟؟ وغـــزة تشكو الإبادة


وكيف لي أن أُعْلِنَ الأفْرَاح كَيف

ونحنُ يا عِيـــدُ في عَام الرمَادة


لنَا إخــــــــوة تحت أكْوام الرُكام 

وآخرون هَمُهم الزَعَامة والسيادة


معذرة أيا عيــــــــــد لا لا تلُمني

فالصبر في تلك الخيـــــام عِبادة


واللّه يَعْلمُ وَحْدَهُ مَا قـَــــــدْ خُفِي

ودَرْبُ النَصْـــــــــر  يُدْرَكُ بالإِرَادة


تَشَتَتَتِ الأعْــــــراب ما بَيِن  وبين

فَمِنهُم مَن أَلَفَ المَشْـــــــــهد عَادَة


ومِنْهُم المُخْلِص لن يَمَلَ ولن يَمِيلَ

سِلاحه تَقْواهِ واليَقيِــــــــن جَوَادُه


نَصَـــــــــــــرَكُمُ اللّه يَا أهْل  الرِبَاط

وأيَدَكُمْ بِنَصْــــــــــــــــــــرِهِ ِوزيَادة


بقلمي.. الشاعر الجزائري 🇩🇿

فريجات عبد الحميد العلندي 


 كتبت القصيدة بتاريخ اليوم

  الأحد.. 30/رمضان/1446

الموافــق ل...30/03/2025

توثيق: وفاء بدارنة 




ــ ــ ــ لوعة الحب ــ ــ ــ 

النادي الملكي للأدب والسلام 

ــ ــ ــ لوعة الحب ــ ــ ــ 

بقلم الشاعر المتألق: عبد النور محمد غانم عثمان 

هذه القصيدة الدالية 40 بيتا من م 

البحر البسيط

ــ ــ ــ لوعة الحب ــ ــ ــ 

يـا لـوعـة الــحـب فـي فؤادي

  يـا بـلـسـم الـروح و اسـتـنادي

يـا سـعـد بـالـقـرب لاتـحــادي

  روحـين في جسم و اشـتـداي

يـا فـرحـة الـعـيد فـي بــلادي

    هـذا الــســـلام بــك الأيـــادي

و الـلـفـظ بـالـقـول يـا اعتقادي

   نـشـر الــمــحـبـة يــا عــتــادي

مـن عـيـنـك الـرمح لاصطيادي

  يــا درة الــكــون و اعــتــدادي

فـي بـؤبـؤ الـعـين في السوادي

     الـطـرف الـكـحـيل الذي مفادي

قـد حَـرَّكَ الـقـلـب مِـن رقـادي

    لـلـحـب و الـعـشـق لا كسادي

فـي حـالـة الـحـب يـا مـرادي

  دعْـنِـي مـع الـحـب لا فسادي

فـي حُـبِّـك الـقَـلـبُ لا عِـنَـادي

     كـل الـهَـوَى مِنْك لانْـعِــقَــادي

أهْـوَاك فِـي حَـالــة الـبُـعَـادي

   فـي حَـالَة القُرْب في سُـهَادِي

كُـلُّ الْـحَـمَـامِ مــع الـشَّـوَادِي

بِـالْـحُـبِّ تَـشْـدُو بِـكُـلِّ وَادِي

يَـا سَـلْـوَةَ الْـقَـلْـبِ يَـا اجْتِهَادِي

  فـي سـاحـة الـحـب لا نـكــادي

فـي أرضـنـا أضَـعُ الـسَّـمَــادِي

كَـي يـثـمـر الـزرع لـلحصادي

الـقــلــب لـلـحــــب لا جَـمَـادِي

   والـحـب مَـنْ يَـعْـتَـلِي ارتغادي

فـالـحـب نُــورٌ بِــلا رَمَـــــادي

   في القلب و الروح فيك هادي

لا تُـعْـلـن الـهـجـر لاضـطهادي

   لا يـعـرف الـحـب مَـنْ يُـعَادي

في حالة النوم على الوسادي

  قـلـبـي مـع الحـب لا انتقادي

زال الـعــنـاء الـــلـــقـــاء زادي

  فـي كـــــل وادي بــلا نــفــادي

فـي مَـرْبَـع الــحــب كــل بادي

   فـي وجـهـه الحب و اقتصادي

مـن أجـل وصــلــه لا شِـرَادي

  فـي جـمـعـه الـمال لا النهادي

يا وصــل لــبــنــى ألا تــنــادي

   فـي مـنـبـر الـحب يا احتدادي

الـحـب و الـعــشـق من مـوادي

    فـي بـلـسـم الـروح يا رشــادي

يـا قـلـب لـلـحـب أنــت فـادي

   مــوتــي هـنـا فـاعلنوا حدادي

أهــل الــمــحــبــة كــالجرادي

  أنــت الــسُّــمُــوُّ مـع الـعمادي

هـذا الـجـمـال الــذي يــنــادي

    لـلـقـلـب و الــروح فـي فؤادي

فـي قـمـة الـلـطـف يــا ودادي

     فـي عـشـقـه الـقـلب يا مرادي

كـيـف الـوصـال الــذي يداوي

       قـلـب الـمـتـيـم بــلا بــعــادي

يا صاحب الحسن بك النوادي

     فـي عـرشـك الحب و ارتيادي

كـيـف الـوصـال الــذي جوادي

    فـي حـالـة الـبـسط له انقيادي

أوراق حـــبـــي مـــع مـدادي

   لـلـعـشق و الوصل لا اعتيادي

يــا قــرة الــعــيـن يـا اعتمادي

    بـل كــل أَمْـــرٍ بِــك الـسِّـيــادي

حـلـم الـسـنـيـن الـذي يـنـادي

  فـي الـقـلب و الروح يا فوادي

أطـــــيــــاف أنـــــواره ودادي

    والعشق و الـحـب في البوادي

خــضــر الــربــا فـيـك يا بلادي

   والــزهــر و الــورد و الـغـوادي

يــا مــنــبــع الــفــن في مدادي    عـطـر الـنـدا مـنـك و الـحـوادي

رغـم الــشــوانــي مــع الأعـادي

    فـالـحـب عـالـي بــه ارتــيــادي

يــا نــور عــيــنــي بك اعتمادي

 فـي ســاحــة الحب و الـرشادي

بــالــحــب نــحــيــا و كل وادي    فــيــه الـبـسـاتــيــن يـــا مرادي

فــي حــبــنــا أمْـرُ لا اعْـتِـيادي

     مـنـه الـنـجـوم و كــل شـــادي

الــحــب فــي الــقـلب لانقيادي

     بــالــرفــق و الـلـيـن لا ابتعادي

أ- عـبـدالـنــور مـحـمـد غـانـم عـثـمـان

توثيق: وفاء بدارنة .



*** تحضيرات العيد ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** تحضيرات العيد ***

بقلم الكاتبة المتألقه: مها حيدر 

*** تحضيرات العيد ***

لم يكن أسبوعًا عاديًا، الاستعدادت على قدم وساق، إنها أيام العيد!!

مرحلة أختيار الملابس كانت الأصعب، هل أشتري الجينز؟! أم يكون الفستان هو سيد الموقف؟!

لا أخفيكم سرًا كان والدي صبورًا جدًا معنا، فعائلتي المكونة من ثمانية أشخاص تحتاج لعدة أماكن للتسوق، فرغباتنا وأمزجتنا مختلفة، كان ( المول ) إختياري المفضل ليس لتنوع محلاته لكن لوجود عروض السينما وأفلام الرعب!!

 أما فرحة العيد عند صغيرتنا المدللة فهي بشراء الألعاب والحصول على ( العيدية ) من الأقارب والجيران، أختي الكبرى كانت تتمرن على عمل ( الأيلاينر) بشكل صحيح فهي تتأخر دائما وهو ما يستفزني، أما أختي الوسطى فطلباتها غريبة بعض الشيء، خاصة عند إختيار الأحذية فالكعب العالي ملاذها للتغطية على قصر قامتها الذي لايتعدى خمسين سنتمترًا !!

أما إخوتي فسلطان النوم يفرض هيبته عليهم، وأستغرب مهارتهم باختيار ملابسهم بدقائق، وكم تمنيت أن أحصل على هذه القدرة!!

فرش البيت وترتيب الزينة والبخور أخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا من أمي، لكن الأجمل هو صنع حلوى ( الكليچة ) أو المعمول كما يسميه إخوتنا العرب، فبعد جدتي وشهرتها الواسعة أنتقلت خفة اليد والطعم الرائع إلى أمي!!

نظرت إلى إبي فوجدته حائرًا حزينا، ولسان حاله يقول: 

- لماذا هذا العيد ؟! فكثرة الطلبات اجهدتني وأخذت جل وقتي، يا إلهي ساعدني.. يارب إحفظ أبنائي وإخوتي وبارك لنا في عيدنا ..

وأنتم ما هي أجواء العيد عندكم؟

بقلم : مها حيدر

توثيق: وفاء بدارنة