الخميس، 1 أغسطس 2024


الربق الحزين    ( مواجهة )

النادي الملكي للأدب والسلام 

الربق الحزين    ( مواجهة )

بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح

على بحر ( المتدارك ) فعلن فعلن

 ركض الخيل ( درجن درجن )

 دقات عقرب الساعة ( تك تك )

...................................

          الربق الحزين  

   ( مواجهة )

( قالت ) :

 يا وَيلِي ما ذنبي ؟

أبغاهُ فقيرًا .. رجلًا مجنُونًا

أهواهُ جمِيلًا ..  مَلكًا مسحُورًا

طيرًا شحرُورًا مجلُوبًا 

 بين الأسلاكِ يَطيرُ فيشبكُنِي 

 من ضيقِ الحالِ سيهربُ ميسُورًا

 هل أقضِي معهُ أجملَ أيامِي ؟؟

 هل أفضِي معهُ أحلَى أنغامِي ؟؟

  بِوتِيرةِ إحسَاسٍ فَيَّاضٍ

  يُبهرنِي محبـُورًا 

 أو يبكينِي مخمُورًا 

  رفقًا يا قدري مجبُورًا

  ما ألينَ أوتارك 

 إذ يَا عُمرِي تتدلَّى أخبارُك

وفرَاشكَ مَبثوثٌ مَنقُوشٌ

 كالعنقُودِ تدنَّى

 عِطركَ مطيُورٌ مجنُونٌ

 فِي كلِّ الدنيَا

عِهنكَ منفُوشٌ معكُوفٌ 

 مفروشٌ في جُلِّ الأقصى 

  في ظِلِّ مَاد تجلَّى

   كالعُودِ الأخضر  

   في حِلٍّ مَاهَ تمادَى 

  تسيَّد كالطفلِ الأقمر

  أو يبقى الأنقى

 في نُورِ الجَمرِ أمِيرًا

   يتبختَرُ حَيرَانًا

 بين الأحلَامِ يطيرُ فترويني

بين الخلَانِ يكونُ فتأويني

بين الأفنَانِ يهيمُ فتأتِيني

بين الألوَانِ يغيبُ بفرشَاةٍ 

ظلِّينِي بينَ الآكَامِ ضَعِيني

طقسٌ مطمُورٌ صارَ فتزويني 

شخصٌ مرمُوقٌ أنتَ فغطيني 

 آهٍ منكَ الحبُّ فيكفيني

 فكِّ الأسرى

 من قيدِ العُصفُورِ الأقنى

قطِّعْ حبلًا سُريًّا أبعدني 

من ربقِ العشاقِ وقد

 كانَ بِحبسكَ مسجُونًا

قد عَانَ بِسحركَ مسحُوبًا

فيطيقُ بغيظي منصُورًا

 يُطبِقُ غيظًا مكتُومًا

 يُمسكُ صبرًا مخنُوقًا

 يُمسي صيدًا ميسُورًا 

 يُرسِلُ فقدًا مرزُولًا

  لو راحَ بِسجنكَ مصدُومًا

  لو عَادَ بدمعكَ مغصُوبـا

 فُكَّ القهرَ وغوِّيني

 إني مغضُوبُ القَولِ

           **********

( وقَولي ) ... مِيزَانٌ  :  

 هَيَّا فبِهِ قُومِي .. ولهُ قُولِي 

غاشٍ منكِ بربي يا سيدتي

حينَ تكونينَ وأنتِ الأزهى

كلَّ جنانِ الأرضِ بِرُمَّتِها

 منِّينِي إني

 مَعصُوبُ العينينِ فرسِّيني

يَا كُلَّ جنُونِ العالمِ ضُمِّيني

بينَ ضلُوعكِ إني مُشتَاقٌ

 شِعري أكتبهُ فيَسيلُ بِأوديَةٍ 

 ويَلُوحُ بأمنيةٍ يلوِيني

من بينِ يديكِ فدنِّيني  

يُولدُ حيًّا يُحيني

ويُصيبُ فيدمِيني

ما أروعَ قبلةَ عينيكِ فدفِّيني

يَعركُها ذَنَبٌ سَامٌ أفَّاقٌ عقرَب

يعركُني ذنْبٌ في نبضِ وتيني

هذا الذئبُ الجائِعُ يؤلمنِي

يا فرسًا يشدقُها أسدٌ

يا كلِمًا يصدقُها أسفًا

يعرفُها الجانُ فيخطفها 

قُولِيها لا تسمعُها أذنٌ غيري

فلجامي خجلٌ يخجلنِي 

بِيَقيني ويَقِيني من جرحٍ 

 قُضبَانُ الأسرِ ستكفيكِ

 ولا تكفيني

 وعَذابُ القيدِ سيُرضيكِ

  ولا يرضيني ..

...................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق