الخميس، 11 أبريل 2024


وداعاً يا ولدي"

النادي الملكي للأدب والسلام 

وداعاً يا ولدي"

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة البلطجي 

 "وداعاً يا ولدي"

إرتشف القهوة سريعاً وراح يعقد  حذائه..

مهلك ولما العجلة ماذا ورائك؟

قالت له بإستغراب :

 اليوم عطلة رسمية بمناسبة يوم الأرض. 

أعلم يا أمي ولكن رفاقي بانتظاري ولا وقت لدي. 

ثم التفت اليها وعانقها عناقاً شعرت بأن قلبها إنتقل الى صدره ولمعت عيناه كالبرق وقبّل رأسها ورحل.

راحت تكلم نفسها في سرّها :

 مات والده وهو طفل صغير يلهو مع رفاقه تذكر أنها اخفت عنه الخبر وقتها ولم يعرف الا بعد حين. 

عمِلت في عدة أماكن حتى ربّته وكبر، 

كانت دائماً ترى والده من خلاله فتبتسم وتدعو له بالرحمة.

ما هذا عساه خيراً كأنها سمعت صوت دوي إنفجار.

دخلت جارتها سلام مسرعة سائلة إياها هل سمعتي؟

أجل! اجابتها ام نضال

ما كان هذا؟

جماعتنا رموا قنبلة على حاجز للعدو واصابوهم كلهم وهربوا. 


الحمد لله اللّه ينصرنا عليهم ,هذا خبر جميل .

وقامت أم نضال لعمل القهوة.

واذ بخبط على الباب بكعب البنادق,

افتحي لنر ما الأمر قالت ام نضال لسلام. 

هل هذا بيت عائلة نضال العكاوي

أجل! هل لي ان اعرف ما الأمر؟

فتّشوا البيت! اقلبوه رأساً على عقب ,

نفذوا الاوامر..

ماذا فعل ولدي سألت والقلق ينهش قلبها.

هو ورفاقه المخرّبين نفذوا هجوماً ضدّنا وهربوا؛

وسنأتي بهم من تحت الارض.


رحلوا بعد أن عبثوا بكل محتويات البيت ولم تعلم عن ماذا يبحثون.

بينها وبين نفسها ضحكت وبكت ابني انا بطل. 

شعرٓت بفخر واعتزاز .

ابني فلذة كبدي نجح في الدفاع عنك يا فلسطين.. 

انصرفت سلام وبقيت ام نضال تزرع الأرض ذهاباً واياباً منتظرة عودة إبنها لتهنّأه وتكحّل رمشها برؤيته . 

ومن الباب الخلفي دخل نضال مسرعاً الى صدر أمه قبلّ خديها ويديها قائلاً نجحنا يمّا  تمكّنا منهم.. 

ولحظات واقتحموا باب البيت و رشّوه من رأسه حتى قدميه وإختلط دمه بدمع أمه التي إحتوته ولفّت ذراعيها عليه. 

حتى سقطا معاً , وتدحرجت دمائهما لتعانق تراب الأرض الطاهرة حيث تضمّهما بدورها معترفةً بجميلهما حتى يوم الإنتقال الى جنة الفردوس. 

"وداعاً يا ولدي " 

كانت اخر كلماتها وهي تلفظ أنفاسها الاخيرة. 

بقلم : فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا 

فلسطين /حيفا

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق