الأحد، 3 سبتمبر 2023


أن تكون حبيباً

النادي الملكي للأدب والسلام 

أن تكون حبيباً

بقلم الشاعر المتألق: أنور مغنية 

أن تكون حبيباً

لا أعرفُ قلبي 

إلا إذا نام في صدري 

أو إذا ما شقَّهُ الحنينُ إلى شطرين. 

لا أعرفُ عنهُ إلا ما يحبه 

أو اقتنعتُ بما يكتبهُ بين أضلعي 

من كذبٍ في سطرين .

هكذا أحبك  ، أحبك وأنا حي 

وأحبك حتى لو متُّ

وعشتُ مرتين.

لو عرف الورد عذاب زارعه 

لما كان الشوكُ 

ولشَقَّ الشوكُ نفسَهُ إلى نصفين.

كل ما في الأمر 

أن الحب يسير بنا خبط عشواء 

كأنه أعمى فاقدُ البصيرة 

مغمض العينين.

حين ينام الحب في سباته

أعرف أنه لم يكن حيَّاً

الحب لا بدَّ أن لا ينام .

الحب نحياه 

ليس الحب أن نتذكَّر .

هو عاطفةٌ تتشكلُ كالمد والجزر 

يأتينا أحيانا على شكل طيفٍ لطيف

يسكن قلوبنا ثم يثور علينا 

ولا حدود لثورته .

يجتاحنا كاجتياح المغول 

كل شيء من حولنا 

يحترقُ ويتدمَّر.

الحب يموت ولكن ليس كموتنا

الحب تاريخ وحيّ ينزل على الروح 

الحب سقوط في الهاوية.

نجمةٌ شاردةٌ في السماء 

شتاءٌ ورعدٌ وعواصف عاتية .

فهل نحن نختار أحبتنا واوهامنا ؟.

وهل اوهامنا تتحقق؟ 

هي أحلامنا أم أننا في أحلامنا لا نموت؟ 

أو أننا نصير شرنقة تصنع الحرير 

على ورق التوت.؟

إن في الأوهام شيءُ من الأمل 

كأن نتمنى أن يكون الغد أفضل

أحلامنا الصغرى خيباتنا الكبرى 

هي الأماني في كل ليلة تتكرر.

كأن الزمان ينام في حضنها 

كأنها العالم الأوحد.

كأني بين يديها عدد

كأني طفل على صدرها

كأن كل الدنيا صارت في جسد.

ومن ظلم الدنيا عليَّ

أن ليلي لا يزول 

ومن حسن طول الليل 

أني في الليل أتذكَّر.

ومن حسن حظي أخاف الفرح

وأعرف أن الأفراح 

تليها أوجاع وآلام 

سأعيش لأبقى ، وأعيش لأشقى.

سأبقى كيف أريد أن أكون 

وامرُّ على قيسٍ وجميلٍ

وليلى وبثينة.

سأسير بعزمي ولن أتعثَّر .

سأمشي على عيني 

وأعبر على جفني 

دون أن رمشي يتكسَّر .


وسأترك لك لغتي 

على قلبي إذا ما شئتِ

واحبك فكرةً مسافرةً

ونظرةً إلى ذاتي .

إذا ما يوما عدتِ.

حنيني إليك حنين البعيد 

بكل صوتي أناديك 

وأقسم بكل عيونك 

بأنك ما زلتِ حيةً وإن متِّ.

فأنتِ حاضرة في عذابي 

وإن كنتِ يوماً في رحيلك 

عن أحبابك قد غبتِ

بقلم : د. أنور مغنية

  2023 09 01

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق