*** دراسة نقدية : ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** دراسة نقدية : ***
بقلم الناقد المبدع: معروف صلاح
*** دراسة نقدية : ***
لنص الشاعرة المصرية/هالة العكرمي (العشق المميت) بقلم الناقد الأدبي/ معروف صلاح
نص الاشتغال :
« العِشقُ المُمِيت »
كَم أشتَاقُ لِتِلكَ العَينِ العَابثةِ
بنَبَضَاتِى وذَاكَ الحِضْنِ الدَّافِئِ فِيهِ
ألْملِمُ تِلكَ الأورَاقَ المُتَنَاثرةَ بأغصَانِى
أجمَعُ بَاقَاتِ الوَردِ مِن أعضَائِي
أملأٌ قَارُورَةَ عِطرِي النشوَان
يَاذَا الحُسنِ تأججْ
من قِنًِينَةِ طَرَفٍ وسْنَانٍ وَ سِنَان
تلكَ الأشياءُ المُتَنَاهِيةُ الصَّغَر
تُثيرُ الصَّخبَ بِوِجدَانِى
لا تَسكُنُ إلا أن تَأتي
لَا تَسكُتُ إلا أن تَحضَر
فَاسكُنْ أَنتَ بِحَنَايَا القلبِ
وأسكِتْ نَبضًا قَريرَ العينِ
واختَرْ صَمتًا فِي أيِّ مَكَانٍ
بَينَ ضُلُوعِي حِصْنَ أمَان
لَا تَهتَمْ بفَوضَى الأشجَارِ
لَا تَعبَأْ حَتَّى بِخَريفِ الأزهَار
هَجَرَ اللحنَ سَمَاوِيًا
وابتَدَأَ بِمَرثيَّةِ أحزَان
هَذِي الأورَاقُ المُتَسَاقِطةُ
المنسيَّةُ فِي نَهرِ الأحزَانِ
هُنَا وهُنَاك لأجلِكَ أنتَ
يُرتِّبُهَا قَلبِي فِي بِئرٍ رَيَّان
بِعنَايةِ قُرآنٍ فَاقَت كُلَّ الأذهَان
بَاسِطُ كفيكَ لِتَستَقبِلَنِي
ومنتظرٌ ظمَئِي الفتَّاك
لِلقائِكَ أنتَ .. لعَلِّي ألقَاك
لَا يكفِينِي ظَمَأُ الأرضِ
لِهَذَا القَدرِ وهَذي القطرَات
لَا يَكفِيكَ ظَمَأُ النَّبضِ
لِقُبُلَاتِ الأشجَان
مِن ثَغرِ النَّبعِ الولهان
لتغِيبَ عَن الوَعي،
وأغِيبُ ........ نَغِيبُ
فِي زَحمةِ أفكَارِ الوَجدِ
مَاثلةً للعَينِ .. مُدَاعِبةً لِلوِجدَان
حَتَّى يَتَسَنَّى لِي الوِدُّ
أن أعبرَ مِن بَوَّابَةِ قَلبٍ سَكرَان
كَي أبلغَ وَادِي النِّسيَان
فانظرْ لِآيَاتِ سَاحَاتِ العِشقِ
تَرَاني مُستَثَارَةَ الوَلهِ والوَجه
هُنالِكَ بَاحَاتُ عِشقِيِ أَنَا
هُنَاكَ سَاعَاتُ الأمَل لَنا
بَلغَتِ التَّوَهُّجَ والازدِهَار
ثَمَّ ذَاتِ شِتَاءٍ مَضَى واستقَال
عِندَ سُمُوِ مَغِيبِ الشَّمسِ
انطَفَأتْ جُذوَتُهُ سَنَا
فانكَسرَ بِهَذَا الفُقدَان
يَاهَذَا القَاطِنُ أرضَ البُعدِ
مُتَشِحًا ثَوبَ جَفَاء
ألَكَ كُلُّ هَذَا الشَّوقُ والعَنَاء؟
ألَكَ رَغبةٌ جَمَحَتْ فَألجُمُهَا
لأمنَحَكَ الأمَان والعَزَاء ؟
أمْسِكْ يُرَاعَكَ يُرَاعِكَ
بِانبِهَارٍ وَ ازدِهَاء
واكتُبِ العَهدَ الجَدِيدَ
فِي زَهَاءِ كلِّ هَذَا العَطَاء
عَهدَ السَّنَابكَ والسُّنبُلَات
والدَّوَالِي المُثقَلَاتِ بِحِملِهِنَّ
عهدَ انتِشَاءِ لِلجَندُولِ والأقحُوَانِ
وارسُمْ بِرِيشتِكَ البُنِّيِّةِ البَدِيعَةِ البَتُول قبلةً سَكبتْ حَبَقّا ورَحِيقًا فِي الجُدُوبِ
فأزهَرَت رَبِيعًا وأينَعَتْ فِي الدُّرُوبِ
والخُطُوبِ المَائِلات
ارسُمْ هُنا وَسطَ الدَّائِرَة
أعِدِ الخُطُوطَ المَائِلَةَ المَاثلَةَ
بِمُنحَنَي الحَتفِ والمُنَى المُقِيت
مُتَرَسِّلًا صَوبَ الغَدِير
مُتَسَربِِلًا صَوتَ الهَدِير
وحَسبمَا عَينَاك تُبصِرُ نَسِير
والرؤَي مُتَنَاسِقَاتٌ عَبرَ التُّخُوم
لٓوِّنَ العِيدَ البَهِيجَ بكَرنِڤَالٍ
مِن طُيُوفٍ سَاحِرَاتٍ بِدَلَال
عَبرَ الصَّافِنَاتِ الجِيَاد
غَيِّرْ تفاصِيلَ الرِّيَاضِ
ومُدَّ سَاحَ الأودِيَة
واحذرْ فإنَّ النَّارَ تُضرَمُ
حِينَ نَغفَلُ سَاحلَ الحَياة،
تَجَاوَزْ عَن حُدُودِي البَاسِقَاتِ بالوِصَال
احذَرِ التَّغَيَّرَ والتَّغييرَِ القادِمَ العَاثر
مِن جُنُونِي .. حَاذِرْ أن يَفُوتَ أوَانُهُ
ألَّا تُصيبكَ إلا لَعنَةُ ( العِشقِ المُمِيت ).
#هالةالعكرمي
-أولا العنوان : ( العشق المُميت ) عنوان ذو شجون ، عُنوان قوي وملهم وصادم وصارم ، فمن يقرأه يستشعر أن في القصيدة فاجعة ستحدث ، وشئ خطير غير اعتيادي ، هذا العنوان يتكون من كلمتين اثنتين لا ثالث لهما الأولى: ( العِشقُ ) مصدر ثلاثي من الفعل ( عَشِقَ ) ، وإعرابه : خبر مفرد لمبتدأ محذوف تقديره ( هو ) ، والتركيب ( هو العشق المميت ) أجل كلمة ( العشق ) هي موصوف. والكلمة الثانية ( المميت ) صفته ، و( المُمِيت ) : اسم فاعل لفعل ربأعي ( أمات : يُميتُ ) وإعرابه نعت مفرد مرفوع ، وجملةُ العنوان المفتاحية التلازمية معرفة بألف ولام العهدية : ( العِشقُ المُميت ) عَلَم على القصيدة، وذات ثابتة وفاعلة فيها ، تربو بنا لإحداث جسام ستحدث في بنية ونسق القصيدة ، بمثابة مدخل وبوابة رئيسة ندلف ونعبر منها ونمرق لكل أجزاء القصيدة ، إنه عنوان يجعل المتلقي منذ البداية ، ومنذ اللحظة والوهلة الأولى في ترقب وصخب لما سيحدث، حاذر أن يفوت أوانه ألا تصيبك إلا لعنة العشق المميت )، فالبداية والعنوان هو أخر جملة في القصيدة.
-ثانيا تصنيف النص وشكل بنائه ومناسبته :
هذا النص من النصوص ذات المقاطع كبير الحجم نسبيا ، وذلك لعمق التجربة الذاتية الشخصية (الخيالية) التي استطاعت الشاعرة أن تنقلها ببراعة من تجربة شخصية ذاتية إلى تجربة ذاتية عامة لكل متلقٍ ، وترسل رسالة ( لحبيبها ) توضح موقفها منه ، وتحذره من عاقبة العشق المميت ، فكم تمنت نظرة حب ودفء من عين رؤوم نابضة بالحنو والحنان فلملمت أوراقها ، وشحذت ذهنها ، ومسكت قلمها ، وكتبت القصيدة، فكان هذا النص الذي بأيدينا ...
إن هذا النص يصنف (قصيدة نثر حداثية) تجاوزت الخاطرة وتعدت القصيدة الخليلية ، جاءت بعض تفاعيلها على وزن المتدارك ( فعلن )، اعتمدت على الإيقاع والنغم والجرس وهرمونية الكلمات وانسجام وتجانس العبارات أكثر من الوزن والتفعيلة .. فوجدنا ( السطر ) لا ( البيت ) فأخذت الشكل الحديث ( الحداثي ) في طريقة الكتابة والبناء
واهتمت بالعمق والمضمون.
-ثالثا شرح النص :
قسمنا هذا النص إلى ( ٦ ) ستة مقاطع حتى يتسنى للقاريء الوقوف على انبثاق جزئياته الكثيرة والكثيفة والمتعاقبة والمتوالية..
بدأت الشاعرة قصيدتها في المقطع الأول : ( مقطع الاشتياق ) باستخدام ( كم ) الإخبارية التي تفيد الكثرة ، فكم اشتاقت لعين حبيبها التي تعبث من متابعة نبضات قلبها ، فكم تمنت الحضن الدافىء الآمن من روعة فمه وبسمة ( فيه ) ، فلملمت أوراقها وذكرياتها وجمعت كل باقات الورد ، وملأت فواحة العطر ، وتجهزت لتنادي علي حبيبها : (الفنان التشكيلي ذي الحسن والجمال ). وفي المقطع الثاني : يا ذا الحسن ( مقطع صاحب الحسن ) تطلب من حبيبها أن يتأجج بنار الحب ويتقد من نظرة العين الذابحة الوسنانة , ويشتعل من تلك الأشياء الصغيرة والدقيقة كالبسمة والنظرة والغمزة واللمزة والكلمة ونحوها التي تثير الصخب والضجيج والضوضاء في روح الشاعرة وأفق وجدانها، وتطلب من حبيبها أن يحضر ويتهيأ ويسكن - هانىء البال مرتاح الضمير قرير العين - بين الضلوع وفي الأعماق كحصن أمان ؛ حتى تهدأ وتستكين من هذا الصخب والضجيج وتطلب منه أن يبدأ بمرثية أحزان ، وألا يهتم بعدم تناسق الأشجار أو تساقط أوراقها في فصل الخريف .
وفي المقطع الثالث : مقطع ( هذي الأوراق المتساقطة المتناثرة المنسية ) التي تسقط في نهر الأحزان هنا وهناك لأجل حبيبها ومرثيته ، فيبدأ قلبها بلملمة وترتيب كل ذلك وتحصينه بالقرآن الكريم ، وتطلب منه أن يرفع يديه بالدعاء ،حتى يأتي ربيع الشاعرة ويتم اللقاء ويغيبا عن الوعي في زحمة أفكار الود والورد أمام عينيها ، وفي مخيلة وجدانها وناظريها ؛ فتعبر من بوابة القلب السكران النشوان من حالة الحب ، حتى تبلغ وتصل لوادي النسيان وتستفيق من غيبوبة الحب.
وفي المقطع الرابع : فانظر لآيات ساحات العشق ( مقطع الرؤية ) تطلب الشاعرة من حبيبها أن ينظر في الباحات والساحات والميادين وكل الأمكنة فيراها مستثارة العشق متوهجة بالوله مزدهرة بالغرام ؛ وتظل هكذا حتى يأتي الشتاء الذي سيأتي ويمضى بالود وينكسر مع مغيب الشمس الآفلة.ثم يأتي المقطع الخامس : ياهذا القادم أرض البعد ( مقطع العهد الجديد )، وتنادي الشاعرة حبيبها الساكن والقاطن في أرض البعد الذي يرتسم ويتسم بثوب مصنوع من الجفاء وتسأله بما إن لك كل هذا الشوق والتعب والعناء هل لك رغبة جامحة ؟ فألجمها لك وأسيطر على جموحك ، فيتسنى لك الأمان والعزاء والأنبهار والزهاء.، ويبدأ فصل الربيع فصل كتابة ( العهد الجديد ) عهد الرجوع لعظمة الديانات والبطولات والخير والنماء حيث القمح والسنبلات وسنابك الخيل، ومياه الحندول وصوت الهدير وسواقي الغدير وشجر الأقحوان والعبير ، فالطبيعة تشارك الشاعرة حين تستلهم جمال الحب في سنا الربيع..وفي المقطع السادس والأخير مقطع الرسم : كح( لون بهجة العيد ) وتطلب الشاعرة من حبيبها الرسام الفنان التشكيلي أن يرسم كل فرحة ومباهج العيد من البهاء والزهاء والانتشاء والسحر الفتان أن يرسم لوحات تذكارية وجداريات ملونة بفرحة مباهج العيد ، وان يرسم وسط الدائرة كل الخطوط الماثلة والمتماثلة والقريبة والبعيدة والمائلة في خريطة طريق ( الكرنفال والسعادة ) حسبما تبصر العين نسير للبساتين والرياض، ولا نتجاوز الحدود والتخوم والجنون وتطلب الشاعرة من حبيبها محذرة له من التغيير القادم ، وألا يفوت الأوان ويبتعد المقام ويموت بلعنة الحب.
-رابعا الوحدة العضوية :
ويحق لنا أن نتساءل بشفافية ..
هل تحققت الوحدة العضوية في القصيدة ؟ نعم تحققت فكما أن جسم الإنسان يتكون من الخلايا وحدة البناء ثم تآلف النسيج ثم تكامل الأعضاء وإبراز الأجهزة ، ومع اكتمال النمو يسير كل عضو في مكانه الصحيح المناسب يؤدي دوره المنوط به وعمله المكلف به على أكمل وجه مناسب في أبهى صورة ممكنة ، كذلك النص كونته الشاعرة من حروف وكلمات وجمل وعبارات ؛ حتى تجمعت المقاطع والأفكار التي تجعل في القصيدة عالما متميزا متفردا من الأحاسيس والمشاعر والدفقات عبر العاطفة ونبصات الخيال أشبه ما يكون بخرزات وحبات العقد الفريد المنتظمة التى تتآلف وتتجمع في سلك حول درة تاج كبيرة في المنتصف تقل في الحجم تدريجيا في تناسق وترتيب حتى تكتمل في النهاية السلسة أو العقد أوالقلادة ، كذلك الكلمات المنتقاة دون غيرها في النص أتت بها الشاعرة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا تتراص بجانب بعضها حتى يكتمل البناء في النظم عبر البحر أو الوزن أوالموسيقا والإيقاع بقواف داخلية وخارجية موحدة متناسقة ومتعددة ومتلازمة . فتتعمق وحدات البناء والشكل والمضمون والعمق بوحدا ت الجو النفسي المشحون والمرهون بالعاطفة الجياشة و المرتبط بالمغزى والهدف والمضمون في خيط درامي متلاحم أشبه ما يكون ( بنظرية النظم ). فبدأت القصيدة باعتراف ( كم اشتاق لتلك العين ... ) ثم بدأت تلملم أوراقها وتجمع باقات الورد وتتلطف وتتعطر وتتزين وتنادي حبيبها ( ذا الحسن ) الا يهتم بغيرها ، ألا يهتم إلا بها وهي فقط حتى يتم اللقاء ويغيبا عن الوعي ( في زحمة أفكار الوجد ) وتعبر من بوابة القلب كل المشاعر والأحاسيس التى تشاركها فيها الطبيعة بلون العيد البهيج، ( ويحذر الجنون والتغيير القادم ) حتى يكون في النهاية ولا تنطفىء جذوة ( العشق المميت ) بتجاوز الحدود؛ حتى الوصول لسر البقاء والحياة والربيع والخلود.والشاعرة موفقة في ترابط أجزاء القصيدة في مقاطع متكاملة ، متآلفة ، متسقة، ومنمقة، متزنة الإيحاءات غير مفككة ومرتبة ترتيبا نموذجيا عقليا في ترابط وتلاحم وتسلسل منطقي كل فكرة تؤدي للفكرة التي تليها شارحة لنمط الفكرة التي قبلها دون تعقيد لفظي أو معنوي وبلا ألفاظ تراثية معجمية جزلة وفخمة بأسلوب فطري على السليقة سهل للشاعرة ممتنع عن الآخرين في محاكاته في عمق وعبق بألق ونمق من بداية القصيدة لنهايتها.
-خامسا امتزاج الفكر بالوجدان :
إن الشاعر الجيد الذي يبتغي بشعره الصمود وبفكره الخلود لابد أن يكون على نمط غير معهود ، نمط مخالف ، نمط مثالي غير ما عليه الناس من عادات وتقاليد ومحاكاة وبديهات ، فعليه أن يفكر بقلبه ليس بعقله ، وعليه أن يشعر بعقله لا يشعر بقلبه ؛ حتى يستطيع أن يمزج في النص بين الفكر والقلب والمضمون والقالب والشكل وما بين العاطفة الحساسة الجياشة المتأهبة والمتأججة في العمق ، وهذا ما فعلته الشاعرة في قصيدتها حين كانت تبحث عن خلود الذات انتقت ألفاظها من فوضى فسيح آلاف الكلمات المبعثرة هنا وهناك في غير انتظام بعدما طرزت الجمل والعبارات بمخيلة نابضة : ( تلك الأشياء المتناهية الصغر تثير الصخب بوجداني ) ، ( كي أبلغ وادي النسيان ) فجعلتها تخاطب حبيبها : ( لا تهتم بفوضى الأشجار ) ، ( اكتب العهد الجديد ) ، ( ارسم بريشتك البنية البديعة ) ، ( ارسم هنا وسط الدائرة أعد الخطوط الماثلة والمائلة )
، ( الرؤى متناسقات ) ، ( لون العيد ) ( احذر التغيير القادم ) ، ( حاذر أن يفوت أوانه ) ، ( احذر فإن النار تضرم ) ، ( تجاوز عن حدودي ). فالشاعرة تريد عالما مثاليا جديدا فريدا من جذوة حب يرتقي للخلود.
سادسا الموسيقا في النص :
تنقسم إلى نوعين: (موسيقا خارجية - موسيقا داخلية)
١-أولا الموسيقا الخارجية الصاخبة الجلية الواضحة بنهاية السطور أو المقاطع، وظهرت في ثلاثة أشياء هي : ( ١-تكرار حروف معينة ٢- نظام الثنائيات ٣-نظام الجناس الناقص )
١- تكرار حروف معينة مثل : ( الياء - النون - اللام - الهمزة ) ، ومن الكلمات التي انتهت بحرف الياء سواء أصلية في الكلمة أو ضمير متكلم يفيد الملكية هي : ( نبضاتي - أغصاني - أعضائي - وجداني - تأتي - تستقبلني - جنوني - الوعي ) ومن القوافي الداخلية ( عطري - الدوالي - هذي - وادي - تراني - ضلوعي) ، ومن الكلمات التي تنتهي بحرف النون هي : ( النشوان - وسِنَان - مكان - أمان - أحزان - ريان - الأذهان - السكران - النسيان - الفقدان - الأقحوان - أوان ) ، ومن القوافي الداخلية (وسْنَان )، ومن الكلمات التي انتهت بحرف اللام هي : ( استقال - الوصال - كرنفال - بدلال ) ، ومن القوافي الداخلية : كلمة ( ساحل ) ، ومن الكلمات التي تنتهي بالهمزة : ( جفاء - العناء - العزاء - ازدهاء ) ومن القوافي الداخلية : ( الأشياء - شتاء - انتشاء )
٢-ثانيا نظام الثنائيات : ( كل سطرين بقافية معينة أو روي معين ) مثل : (الأشجار - الأزدهار ) ، ومن القوافي الداخلية كلمة ( الأزهار ) ، ( الفتاك ، ألقاك ) ، ( أنا - لنا ) ، ( السنبلات - المائلات ) ، ( الخطوب - الدروب ) ، (الغدير - الهدير )، (المقيت - المميت).
٣-ثالثا نظام الجناس الناقص : وهو تشابه الحروف في الكلمات واختلافها في المعنى مثل ( الوجد - الود - الورد ) ،( ساحات - باحات ) وسوف ندرس له بالتفصيل في خصائص أسلوب الشاعرة لأنه في القصيدة بمثابة ظاهرة كثيرة الشيوع والذيوع, وفائدته إعطاء نغمة وجرس موسيقي تطرب له النفس .
٢- ثانيا القوافي الداخلية الخفية غير الواضحة : وتأتي من تناسق الحروف وتناغم الكلمات وهرمونية الجمل وتناغم العبارات في وسط السطور وبداخل المقاطع وهي كثيرة جدا في القصيدة وأمثالها ذيوع حرف الألف في معظم كلمات القصيدة فلا تكاد تذكر كلمة إلا وفيها ألف مد لإطالة زمن الكلمة لتناسب لعنة العشق مثل : ( هنا - هناك - هنالك - ذا - ذاك -ذات - هذا - منحنى - المنى - الرؤى - حسبما - مضى - سنا - حنايا - باسط - العاثر - القادم - الدافىء ) ، وكذلك تكرار كلمات تحتوي الألف وتنتهي بالتاء المربوطة مثل : ( عابثة - ماثلة - مائلة - المتناثرة - مداعبة - الدائرة)، وكذلك كلمات تنتهي بحرف التاء المفتوحة أو المبسوطة ( آيات - ذات - ساحات - باحات - قبلات - باقات متناسقات - مثقلات - ساحرات ) ، وكذلك كلمات يتوافر فيها حرف القاف مثل : ( قارورة - أشتاق - الأوراق - باقات - قنينة - القلب - قبلة - قلبي - قرآن - ألقاك - قبلات - الشوق - العشق - مثقلات .قطرات) ، وكذلك كلمات تنتهي بحرف الراء مثل :( تحضر - اختر - نهر - بئر - القدر - ثغر ) ، وهذا التناغم في الحروف أثرى القصيدة، ولا شك أن الشاعرة موفقة في العنصر الموسيقي
-سابعا الأساليب الخبرية والإنشائية: ولقد وفقت الشاعرة في التنوع بين الخبرية والإنشائية كالتالي أولا : من الأساليب الخبرية التي تفيد التوكيد نجد في أول القصيدة ١-( كم أشتاق لتلك العين !!) باستخدام ( كم ) الخبرية التي تفيد الكثرة ، ٢-وكذلك أسلوب القصر ( لا تسكن إلا أن تأتي ) ، ( لا تسكت إلا أن تحضر ) باستخدام أداة النفي ( لا ) وأداة الاستثناء ( إلا ) يفيد الحصر والتوكيد والترتيب والأهمية.٣- وكذلك أسلوب النفي الذي يفيد التوكيد ( لا يكفيني ظمأ الأرض )،( لا يكفيك ظمأ النبض)
٤-أسلوب الشرط ( أمسك يُراعَك يراعِك ) ويفيد التوضيح والنصح.
ثانيا الأساليب الإنشائية : ومنها
١-أسلوب النداء ( يا ذا الحسن .. ) ، ( يا هذا الباطن أرض البعد ) أفاد التنبيه والتعظيم. ٢- أساليب الأمر التي تفيد الحث والحض والتشجيع والنصح والإرشاد والتوجيه والطلب ( تاججْ - ارسمْ هنا - ارسمْ بريشتك البنية - أعد الخطوط - اكتب العهد الجديد -ابدأْ بمرثية أحزان - اسكنْ أنت - أسكتْ نبضًا - اخترْ صمتّا - فانظرْ لآيات - أمسكْ يراعك - حاذرْ - احذرْ - تجاوزْ - لوِّن العيد ).
٣- أساليب النهي التي تفيد النصح والإرشاد والتوجيه : ( لا تهتمْ - لا تعبأْ ) ٤- أسلوب الاستفهام باستخدام ( الهمزة ) الذي يفيد التوكيد والتقرير : ( ألك كل هذا الشوق ؟؟ - ألك رغبة جمحت ؟؟ ) ، ولقد فاقت الأساليب الإنشائية الأساليب الخبرية مما أثرى القصيدة.
-ثامنا التعبيرات العملاقة ( اللغة الشاعرة في النص ) :
تعدَّت الشاعرة في هذه القصيدة، وتجاوزت لغتها اللغة العادية النمطية ، وقفزت من فوق التعبيرات المعتادة إلى أفق أوسع وأرحب باستخدام الفسيح من الجمل العملاقة، والصيغ البراقة، والتعبيرات الكبرى معتمدة على قوة علم البيان بما فيه من ( التشبيه، والاستعارة ، والكناية والمجاز ) بداية من العنوان ( العشق المميت ) حتى جملة مفتاح النهاية ( تصيبك لعنة العشق المميت ) بلغة فيها من الرشاقة والمرونة والطلاوة والليونة الكثير والكثير دون تعقيدات لغوية أو تعقيدات معنوية فاقت فيها الخيال السطحي الجزئي معتمدة على إيحاءات وإشعاعات الكلمات مترامية الأبعاد والصور الكلية، ومستخدمة الرموز والدلالات واللغة السيمائية ، وقد استطاعت الشاعرة أن تستغني عن اللغة المباشرة المقصودة لذاتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر : (باقات الورد من أعضائي - تأجج من قنينة طرف وسْنَان وسِنَان - الأشياء المتناهية الصغر تثير الغضب بوجداني - الأوراق المتساقطة المنسية في نهر الأحزان - بئر ريان - يرثيها قلبي - مرثية أحزان - ثغر النبع السكران - ظمأ النبض - ظمأ الأرض - ظمأ النبض- خريف الأزهار - قبلات الأشجان - مستثارة الدوله - باحات عشقي - الدوالي المقبلات - الصافنات الجياد - ساحل الحياة - اختر صمتا - ظمئي الفتاك - زحمة أفكار الوجد - وادي النسيان - ثوب جفاء - بوابة قلب - عهد السنابك - قبلة سكبت حبقا - مُنحَنَى الحتف - الرؤى متناسقات - لوِّن العيد - كرنفال من طيوف - تفاصيل الرياض - حدودي بالوصال - التغيير العاثر من جنوني - تصيبك لعنة العشق المميت ) ، ولقد وفقت الشاعر في كتابة القصبدة بهذه اللغة النقية الأنيقة السليمة الرامزة التي استخدمتها واعتمدت فيها على عالم الرمز وخصوبة الخيال الممتد جعل من القصيدة أيقونة لا يمل القاريء من تكرار قراءة القصيدة ، وهذا يحسب للشاعرة.
- تاسعا خصائص أسلوب الشاعرة :
ارتسمت واتصفت الشاعرة في هذه القصيدة في أسلوب كتابتها بإربع ( ٤ ) خصال رئيسة هي : ( الطباق والجناس والترادف والتكرار ) ، وبيان ذلك كالتالي : ١- خصيصة ظاهرة الطباق بالتضاد : الذي يؤكد المعنى ويقويه ويرسخه ويثبته في الذهن ويجعله في صورة حسية ملموسة ومنها : ( هنا × هنالك )، ( هنا ×هناك ) , ( القادم × العاثر ) ، ( اسكن ×لا تسكن ) . ( أسكت × لا تسكت ) تضاد بالسلب والنفي ، ( الجدوب × البتول ) ، ( البهيج × الجدوب ) ،( ربيع × شتاء ) ، ( هجر × الوصال )( ابتدأ × هجر ) ، ( جمحت × ألجمها ).٢-خصيصة ظاهرة تجانس الألفاظ ( تشابه الألفاظ في الحروف مع أختلاف المعاني ) وظهر الجناس الناقص في : ( الود - الوجد - الورد ) ، ( تثير - نسير ) ، ( مكان - أمان ) ، ( الهدير - الغدير ) ، ( الجدوب - الخطوب ) ، ( الماثلة - المائلة ) ، ( لنا - أنا ) ، ( عناء - عطاء ) ، ( أرض - نبض ) ، ( صوب - صوت ) ، ( يُراعك - يراعِكَ) ، ( ازدهاء - زهاء - ازدهار )، ( زهاء - عناء ) ، ( مترسلا- متسربلا )، ( حبقا - رحيقا ) - ( وسنان - سنان ) ، ( تسكن - تسكت - سكبت ) ، ( عبر - غيِّر ) ، ( أعبر - غيِّر ) ، وغيرها وإذا تساءلنا لماذا اعتمدت الشاعرة على ظاهرة الجناس الناقص في القصيدة؟ لتعطي نغمة موسيقية تستريح لها الأذن ، وتشد انتباه السامع أو المتلقي ، وتشحذ العقل ، وتساعد على الحفظ. ٣- الخصية الثالثة :
ظاهرة الإطناب بالترادف ، والمقاربة في المعاني، وقد استخدمتها الشاعرة بتعقل ولم تكثر فيها ولم تكترث لها ومع ذلك تواجدت دون تكلف أكثر من خمس مرات في القصيدة : ( باحات - ساحات ) ، ( تأتي - تحضر ) ، ( لقائك - ألقاك ) ، ( التغيير - التغير - غير ) ، ( انظر - تراني ) ،(عبْر - أعبر ) ، ( قبلة - قبلات ) ، ( مغيب - انطفأت ) ،( العين - عيناك ) وفائدة الترادف توضيح المعاني وبيان المراد منها.
الخصيصة الرابعة : شيوع ظاهرة التكرار في القصيدة.
لقد تكررت بعض الكلمات في القصيدة أكثر من مرة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : ( تلك ) تكررت مرتين ، ( هذا ) تكررت أربع مرات ، ( هذي ) تكررت مرتين ، ( لا ) الناهية تكررت مرتين ، ( احذر ) ثلاث مرات ، ( الأحزان ) تكررت مرتين ، ( العشق المميت ) تكررت مرتين ، ( ارسم ) تكررت مرتين ، ( ماثلة ) تكررت مرتين ، ( العين ) ثلاث مرات، ( سكران ) تكررت مرتين ، ( ظمأ ) مرتين ، ( عهد ) تكررت ثلاث مرات ، وأداة النداء ( يا ) تكررت مرتين ، أداة الإستثناء ( إلا ) تكررت مرتين ، اسم الإشارة ( هناك ) البعيد تكررت مرتين وغيرها الكثير والكثير ....
-عاشرا التعبيرات العملاقة ( اللغة الشاعرة في النص ) :
تعدَّت الشاعرة في هذه القصيدة، وتجاوزت بلغتها اللغة العادية النمطية وقفزت من فوق التعبيرات المعتادة إلى أفق أوسع وأرحب باستخدام الفسيح من الجمل العملاقة ، والصيغ البراقة ، والتعبيرات الكبرى الجياشة معتمدة على قوة علم البيان بما فيه من ( التشبيه ، والاستعارة ، والكناية والمجاز ) بداية من العنوان وجملة المفتاح ( العشق المميت ) حتى جملة سياق النهاية ( تصيبك لعنة العشق المميت ) بلغة فيها من الرشاقة والمرونة والطلاوة والليونة الكثير والكثير دون تعقيدات لغوية أو تعقيدات معنوية فاقت فيها الخيال السطحي الجزئي معتمدة على إيحاءات وإشعاعات الكلمات مترامية الأبعاد والصور الكلية، ومستخدمة الرموز والدلالات واللغة السيمائية ، وقد استطاعت الشاعرة أن تستغني عن اللغة المباشرة المقصودة لذاتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر : ( باقات الورد من أعضائي - تأجج من قنينة طرف وسْنَان وسِنَان - الأشياء المتناهية الصغر تثير الغضب بوجداني - الأوراق المتساقطة المنسية في نهر الأحزان - بئر ريان - يرتيها قلبي - مرثية أحزان - عطري النشوان - ثغر النبع السكران - حصن أمان - ظمأ النبض - ظمأ الأرض - ساعات العمل - جذوته سنا - خريف الأزهار - قبلات الأشجان - مستثارة الوله - باحات عشقي - الدوالي المقبلات - الصافنات الجياد - ساحل الحياة - اختر صمتا - ظمئي الفتاك - زحمة أفكار الوجد - وادي النسيان - ثوب جفاء - بوابة قلب - عهد السنابك - قبلة سكبت حبقا - مُنحَنَى الحتف - هجر اللحن - الرؤى متناسقات - لوِّن العيد - كرنفال من طيوف - تفاصيل الرياض - حدودي بالوصال - التغيير العاثر من جنوني - تصيبك لعنة العشق المميت ) ، ولقد وفقت في كتابة القصبدة بهذه اللغة النقية الأنيقة السليمة الرامزة التي استخدمتها واعتمدت فيها على عالم الرمز وخصوبة الخيال الممتد جعل من القصيدة أيقونة لا يمل القاريء من تكرار قراءة القصيدة ، وهذا يحسب للشاعرة.
-الحادي عشر الأفعال في النص :
بلغت الأفعال في القصيدة ( ٦٢ ) اثنان وستون فعلا مقسمة على الأزمان الثلاثة ( المضارع - الماضي - الأمر) كالتالي : ١- المضارع (٣٢) اثنان وثلاثون فعلا هي : ( أشتاق - ألملم - أجمع - أملأ - تثير - تسكن - تأتي - تسكت - تحضر - تهتم - تعبأ - يرتبها - تستقبلني - ألقاك - أعبر - يكفيني - يكفيك - تغيب - أغيب - نغيب - يتسنى - أبلغ - تراني - ألجمها - تضرم - يراعك - أمنحك - تبصر - نسير - تغفل - يفوت - تصيبك )، وبعد أن ابتدأت الشاعرة وافتتحت قصيدتها في ربعها الأول بحفنة من الأفعال المضارعة ،توسطت قصيدتها بمجموعة من ألعال الأمر ، وعدد أفعال الأمر في القصيدة قارب ( ١٧ ) سبعة عشر فعلا هي : ( تأجج - اسكن - اسكت - اختر - انظر - اكتب - أمسك - ارسم - ارسم - أعد - لوِّن - غيِّر - مُدَّ - احذر - احذر تجاوز - حاذر ) ، وأنهت الشاعرة قصيدتها بباقة من الأفعال الماضية، وقد بلغت الأفعال الماضية في النص (١٢) اثنا عشر فعلا هي : ( هجر - ابتدأ - فاقت - بلغت - مضى - استقال -انطفأت - جمحت - انكسر - أينعت - أزهرت - سكبت )، والمتأمل لأفعال القصيدة سيجد غلبة الأفعال المضارعة التي تفيد التجدد والتتابع واستمرار واستحضارصورة لعنة الحب والعشق المميت في الذهن على محموع أفعال الأمر التى اتسمت بالنصح والإرشاد والحث والحض والطلب والتوجيه لذلك الحبيب القريب البعيد الذي يتأجج بلهيب الشوق ، وكذلك تفوقت الأفعال المضارعة على أفعال الماضي التي تفيد الثبوت والتوكيد واستقرار الشوق والتوق والوله في مخيلة الشاعرة وكأنها (؛الذكريات ) تستدعيها أو يتم استدعائها مرات بعد مرات للحياة والوجود والخلود، وهكذا كانت نسبة الأفعال في النص ( المضارع ٣٣ : الأمر١٧ : والماضي ١٢ ) فنسبة المضارعة فاقت الماضي والأمر معا مما يوحي باستمرار تعلق الشاعرة بحبيبها حتى لحظة كتابة القصيدة .فأجادت التعبير بالأفعال وتفوقت على نفسها في القصيدة.
عاشرا الصور الكلية في القصيدة ( الخيال الكلي المركب ) :
لقد استطاعت الشاعرة أن تنقل قصيدتها من مجرد حروف وكلمات وجمل وتعبيرات إلى لوحة كلية جدارية فنية زيتية تعلق على الحائط أو الجدار ، تشد ونجذب إليها العيون مرسومة بيد فنان تشكيلي بارع متمكن موهوب ، وتجلت شخوص اللوحة الفنية في الشاعرة والحبيب وما بينهما من عالم يتراوح ما بين الخريف والربيع فيه جمال العيد البهيج وما يعقبه من ساعات ، وما تقتضيه اللوحة من ( العين والأوراق والكتابة والرسم والألوان وقارورة وقنينة العطر ، والقلب والأشجار والاقحوان والأغصان والأزهار والحبق وباقات الورد والرحيق، ومصدر الماء : نبع وبئر ونهر وغدير وهدير وجندول ، وما يصدر عن القلب من نبضات وأعضاء وكذلك الطبيعة من الشمس والسنبلات وغيرها )، أحقٌّ هل هذه هي لعنة العشق المميت؟؟ وتتجلى خيوط هذه اللوحة في ( صوت ولون وحركة )، ١- ومن الألفاظ التي تدل على الصوت (٢٠) عشرون كلمة هي : (نبضاتي - أداة النداء ( يا ) - تسكب - قلبي - أسكت - صوت - جمحت - نبض - صمتا - قرآن - هدير - نهر - غدير - جندول - بئر - الصخب - ثغر - ساعات - العزاء - القطر ). ٢-ولم من الألفاظ التي تدل على اللون أي كلمة مع أن الشاعرة طلبت من حبيبها أن يرسم الخطوط المائلة والمائلة ويلون العيد البهيج وتركت لنا المجال مفتوحا فتركتنا نتخيل لون العين والشمس والأزهار والأشجار والأوراق وباقات الورد والسنبلات دون تحديد أي لون من الألوان الأساسية أو الثانوية.
٣- ومن الألفاظ التي شاعت في القصيدة وفيها دلالة مباشرة على الحركة فقد كادت تصل إلى ( ٧٠ ) سبعين كلمة هي : ( النبض - نبضاتي - العين - المتناثرة - اعضائي - ابتدأ - ضلوعي - اجمع - املأ - هجر - تأجج - تثير - نسير - تسكن - المتساقطة - يرتبها - باسط - كفيك - تستقبلني - الفتاك - القطر - مداعبة - ثغر - أعبر - عبر - تراني - مضى - الشمس - اكتب - ارسم - لوِّن - السنابك - المثقلات - بحملهن - الماثلة - المائلات - المائلة - تبصر - تضطرم - تجاوز - القادم - العاثر - تصيبك - الغدير - الهدير - پئر - يفوت - الجياد - منحنى - وسط - هنا - أبلغ - هناك - هنالك - الخطوط - سكبت - امسك - ألجمها - سكران - بوابة - زحمة - النبع - الجندول - ألقاك - العابثة - فوضى - اسكن - جمحت - متشحا - الشمس) وعليه تكون النسبة كالتالي : الحركة ٧٠ : الصوت ٢٠ اللون صفر . وهذا يدل على نشاط الشاعرة وسرعة تحركها وتوجهها تجاه لعنة الحب المميت.
-الثاني عشر الخاتمة : وقد يعاب على القصيدة كبر حجمها نسبيا ، وهذا لا يتناسب مع سرعة إيقاع العصر ، ويمكن الدفاع عن الشاعرة بقولنا : ( إنه ليس كل كبر في الحجم مضر ، فأكبر قصيدة كتبها ( نزار قباني ) على الإطلاق تعدت العشر صفحات هي قصيدة ( بلقيس ) وبعدها فصيدة( مايا ) هما من أجمل ما كتب ( نزار ) على الإطلاق ، ولكن نستطيع أن نقول: إن التجربة الشعرية هي الحاكم والضابط في هذه المسألة والحقيقة التي يجب ذكرها هنا أن الشاعرة تقول : ( إنها تحب أن تكتب بلغة سهلة ملموسة وبسيطة دون تقعر وبأسلوب سهل ، حتى تصل للمتلقي وتصل لكل الناس ، يقرأها القارىء دون ملل أو سأم أو زهق .وفي النهاية نتمنى للشاعرة التوفيق في كل ما تكتب فقد أجادت في كتابة القصيدة النثرية الحداثية.
...............................................
الناقد الأدبي / معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق