عُشُّ الزَّوجيَّةِ
النادي الملكي للأدب والسلام
عُشُّ الزَّوجيَّةِ
بقلم الشاعر المتألق: صاحب ساجت
🥦🍎🍏
عُشُّ الزَّوجيَّةِ
🍏🍎🥦
اِسْتِفْتاءٌ أَدَبي يَقْبَلُ المُناقَشَةَ!
اِسْتِهْلالٌ...
لَقدْ طالَ شرْحُ القالِ وَ القِيلِ بَينَنا
وَ ما طالَ ذاكَ الشَّرحُ إلاّ لِيقْصُرَا
" الشاعر بهاء الدين زهير"
الحَياةُ مَخاضٌ، البِدايَةُ فيها غالِبًا ما تَكُونُ صَعبَةً، وَ النَّهايَةُ.. أَصعَبُ!
لَها أَطوارُهَا وَ تَقديراتُها، تَحْمِلُ آلَامًا
وَ عَناءً، عَرَقًا وَ دِماءً، حُزْنًا وَ هَناءً!
وَ الإنسانُ في أَثناءِ حَياتِهِ.. يُظْهِرُ تَجَاسُرًا أو تَطَاوُلاً عَلـىٰ طُقُوسٍ شَكْلِيَّةٍ تَلتَزِمُ بِهَا هـٰذِهِ الإسرَةُ أَو تِلكَ، فَيُلاقِي الرَّدعَ فَورًا، وَ بِعُنفٍ مِنْ سُلْطَةٍ أَبَويَّةٍ، مَعَ الأَبناءِ إذَا وَقَعَ مِنْهُمْ ذٰلِكَ، لا يُعيبُهَا المُجتَمَعُ،
وَ رُبَّما.. يُبارِكُ لَهَا القَسْوَةَ وَ الشِدَّةَ!
الطَّيشُ أَو النَّزَقُ وَ خِفَّةُ العَقْلِ ظِلٌّ مُلازِمٌ لِلٕانْسانِ في عَقْدِهِ الثَّاني وَالثَّالِثِ { إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي} مِمَّا.. يَقودُهَ إلـىٰ تَهَوُّرٍ وَ اَنْفِعالٍ في مَواقِفَ لا تَستَحِقُّ، سُرْعانَ ما يَتَراجَعُ، بَعْدَ تَأْنيبِ الأَهلِ وَ تَقْريعِهم.
فَكَمْ مِنْ هـٰذِهِ الفِئَةِ وَقَعَ أُضْحِيَةَ طَيشِهِ وَ ذَاقَ طَعمَ العَذابِ وَ هوَ يَرتَقي سُلَّمَ بِناءِ شَخْصيَّتِهِ وَ كَيانِهِ، إلـىٰ أنْ يحَضَرَهُ (المَّوتُ السَّريريُّ)وَ يُمسي يَتقَلَّبُ عَلـىٰ نارٍ هادِئَةٍ، مُعاقًـا ذِهنيًّــا، أَو جَسديًّــا، يَتَلَمَّظُ المَنُونَ، كُلَّمَــــا مَرَّتْ بِهِ سنُونَ، يَستَحِقُّ الرِّعَايَةَ وَ.. ماءَ العُيُون!
كَثيرُونَ هـٰذَا حالُهُمْ، وَ لا أَسْتَثْني نَفْسي - الآنَ أَو بَعْدَ حِينٍ- لـٰكِنَّنا نُكابِرُ، نَمنَحُ أنفُسَنَا جُرْعَةً مِنَ الأََمَلِ، نُقاتِلُ بِسَيفٍ مِنْ وَرقٍ، عَلَّنَــا نُحافِظُ عَلـىٰ مَكانَـةٍ تَبَوَّأْنَاهــا، وَ نَزْعُمُ أَنَّ الجَّعْبَةَ ما زالَتْ مُمْتَلِئَةً بِما يَبثُّ في العُرُوقِ هِمَّةً وَعَزمًا.
أَصْلُ المَوضُوعِ:-
الرِّهانُ هُوَ تَخاطُرُ طَرَفي مُعادَلَةٍ بُغيَةَ الكَسـبِ عَلــىٰ حِســابِ خَسـارَةِ الطَّرفِ الآخَرِ، لَيسَ فيهِ نَتِيجَةٌ قَطْعيَّةٌ، إنَّما تَنَبُّؤٌ بِما سَتَؤُولُ إلَيهِ مَجرَياتُ الأُحدَاثِ، رِبْحٌ أَو خَسارَةٌ!
لِماذَا الرِّهانُ؟
هـٰذَا أَمرٌ لَيسَتِ الإجابَةُ عَنهُ مُتَاحَةً حالِيًّا.. ما يَهُمُّنَا الآنَ الحَديثَ عَنْ:-
نَصٍّ قَصيرٍ عَلـىٰ شَكلِ قِطعَةٍ شِعريَّةٍ مُكثَّفَةٍ وَ مُرَكَّزَةٍ، مِنَ السَّهْلِ المُمْتَنِعِ، بَسيطَةٍ وَ قادِرَةٍ عَلـىٰ اِلْتِقاطِ لَحَظَةٍ إنْسانيَّةٍ هارِبَةٍ.
وَمْضَةٍ في رَأْسِ المُتأَمِّلِ لِحَيثيَّاتِ
وَ إرْهاصاتِ مَواقِفَ إنسانيَّةٍ شَرعيَّةٍ، تُعَبِّرُ عَنْ مَشاعِرَ جَيَّاشَةٍ أَو أَحاسيسَ عَميقَةٍ، يَضعُهــــا الكاتِبُ إزاءَ المُتَلَقِّي الَّذي تَستَهويهُ في القَرَاءَةِ الأدَبيَّـــةِ،
رياضَةُ اليُوغَا Sport Yoga !
وَ ما أَكثرُ الَّذينَ يَترَصَّدُونَ تِلْكُمُ القَراءَةَ وَ يَسْتَسيغُونَهَــــا بِتَلَــذُّذٍ وَ مُتَعَةٍ، حَتَّىٰ يَخُوضُوا غِمارَ أَيَّةِ مُناسَبَةٍ تَسْتَوقِفُهُـــمْ في مَنَصَّاتِ التّواصِلِ الأَلِكِتْرُونيَّةِ...
هـٰذَا النَّصُّ أشْبَهُ بِعَقَبَةٍ كَأْداءٍ قَطَعَتِ الطَّريقَ عَلـىٰ فارِسَينِ، مِنْ جِهتَينِ مُختَلِفَتَينِ، اِسْتَوقَفَتْهُم في نُقطَةٍ ما مِنْ رِحلَتِهِمْ، فَاسْتَحضَرَا عُصارَةَ ذِهنَيهِما، تَأَمُّلًا وَ تَفكِيرًا:
- كَيفَ السَّيرُ قُدُمًا دُونَ اِزاحَتِهَا؟
مَعَاذَ اللهِ!
وَ حَذارِ أَنْ يَذْهَبَ الذِّهنُ بَعِيدًا.. فَلا يَعْني الكَلامُ أَنَّ (عُشَّ الزَّوجيَّةِ) عَقَبَةٌ تَقطَعُ طَريقَ مَسيرَةِ الإنسانِ..
نَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنْ ذَلِكَ!
بَلْ أسمَىٰ دَرجاتِ المَسؤُوليَّةِ وَ الرُّقي في التَّواصِلِ وَ دينامِيَّةٍ مُتَجَدِّدَةٍ...
بَيْدَ أَنَّنا نُريدُ أنْ نَجْتَزِئَ ما يَدُورُ في بَالِ
وَ نَفسِ نَفَرٍ مِنَّا، عَرَكَتْهُ الحَياةُ وَأَخرَجَتْهُ عَنْ طَورِهِ في مَواقِفَ.. وَآخَرَ- نَقيضُهُ- أَبْهجَتْهُ الحَياةُ وَ حَلَّقَتْ بهِ في فَضاءاتِ القَناعَةِ وَ السَّعادَةِ.
زُبْدَةُ المَوضُوعِ:-
بَينَ يَدَي كُلِّ واحِدٍ مِنَّـــا، طائِفَتَان
لِنصُوصٍ قَصيرَةٍ، مُرَكَّزَةٍ، وَمُكَثَفَةٍ جِدًّا، تَحمِلُ أَفْكـارًا غايَةً في الأَهَمِّيَةِ تُراودُ المُتَأَمِّلَ لِمَسـيرَةِ حَيـاةٍ، بَعــدَ أنْ تَنُوخَ راحِلَتُهُ مِنْ سَفَرٍ طَويلٍ، أَتعَبَهُ وَ تَذوَّقَ بِطيبِ خاطِرٍ وَأَرْيَحِيَةٍ، طُلاوَتَهُ وَمَرارَتَهُ.
السُّؤالُ:-
كَمْ مِنْ هـٰذِهِ النُّصُوصِ -بِنِسْبَةٍ مِئَوَيَّةٍ- لامَسَتْ واقِعًا نَعيشُهُ طَواعِيَّةً أَو كَرَاهَةً؟
* الطَّائِفَةُ الأُولَـىٰ:-
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
تَخَلَّقَتْ بَضْعَتـانِ...
مَـوَدَّةٌ وَ رَحْمَــةٌ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
مَحميَّةٌ لا يَطَأْهَـا جَانٌّ...
جَنَّــةُ خُلْــدٍ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
مَظلَّـةُ سَعَـــادَةٍ...
أَلوانُهَــا زاهِيَــةٌ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
تُرفَعُ القُبُّعــاتُ...
تَبْجِيلًا وَ إجْلَالًا!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
يَتغَشَّىٰ لُطْفٌ إلٰـــهي...
أَسبابَ الوُجُـودِ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
بَعْدَ الَّلَتَيَّــا وَ الَّتِي...
تَنَوخُ الِإبِلُ حاجَتَهَـــا!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
يَرْأَبُ الصَّــدَعَ...
رَفَّــاءٌ ماهِــرٌ!
* الطَّائِفَةُ الثَّانيَةُ:-
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
يَكْتُبُ لِأَحفَـــادِهِ...
صاحِبُكُمْ عَلـىٰ قَيْدِ الحَياةِ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
تُزْهِرُ كُلَّ يَومٍ وَردَةٌ...
هَمُّهَــا المَوتُ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
يَخْصِفانِ عَلَيهِمـا وَرَقًا...
سَوْءَةٌ مُسْتَديمَـةٌ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
تَحتَرِقُ أَورَاقُ اللُّعْبَـةِ...
أَحلَامُ الصِّبَــا أَولًا!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
رِجَـالٌ وَ نِسَــاءٌ...
يَقْرِضُونَ الشِّعْرَ بِصَمْتٍ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
دُوَيْبَّـةٌ حَرْبَـــاءُ...
لَهـا في المَنايَـا مَناكِبُ!
في عُشِّ الزَّوجيَّةِ ــ
نجُـــومُ الضُّـحَىٰ...
قابَ قَوسَينِ أَو أَدْنَىٰ!
بقلم : صاحب ساجت
/العراق)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق