الجمعة، 30 ديسمبر 2022


*** وتمضي بنا السنون ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** وتمضي بنا السنون. ***

بقلم الشاعر المتألق: جاسم محمد الدوري 

***وتمضي بنا السنون***

جاسم محمد الدوري 

ها هو عام آخر 

يأكل من ربيع العمر

وأنا مثل النعامة

أخبئ رأسي في الطين

وأخشى أن أقول الحقيقة

وقد تخونني الذكريات

ف أهذي في بعض الأحيان 

عام يمضي 

وآخر يأتي

والحزن يزيد مساحته في القلب

والجرح يكبر في دمي

ما عاد بوسعي العودة للبكاء

فالعمر مضى بكل فصوله

فرحا أو حزنا

لكنني من أجلك

ما زلت أغازل طلعة 

القمر في السماء

وأزرع الورد في حديقتي

لكي أرى فيها

وجهك الضاحك

يطالعني صباح..... مساء

عام ولى

لكن آثاره تطاردني

بحلوها...... ومرها

وأصبر النفس

بغد آت جديد

وأحاول أن أدجن حروفي

وأرمم بعض قصائدي

قبل أن يهل علينا

عام آخر بليد

يحمل في غيماته

مطرا معفرا بالجليد

أو أن يختزل

كل هذا بالظن

ويسلبني حقي الأكيد

تمهل أيها القادم قليلا

لعلي أحسب الحسبة جيدا

لما مضى وأعيد

الكرة مرة أخرى

فأنا لي قلب وحيد

ما عاد يقوى على النوى

ولا لغيرك في الصحبة أريد

فيا زمني

أما تحن علي

ولأيامي الخوالي تعيد

فقد مضى ما مضى

فلا تأس علي وتكن عنيد

وأعرف أنك تجهل من أنا

لكنني رقعت وجهي

واستكنت قليلا

وصرت أتشاغل 

بحنين الصمت

وأخاف السقوط

في متاهات اللحظة من جديد

وأخاف من الغد المجهول

فربما أتلاشى بخيوط الوهن

وأنا مثلك ذاك العنيد

ستون مضت ونيف

و أحلامي مازالت

تلهث خلفي

تتساقط الوحدة تلو الآخرى

ودون جدوى

راحت تلفظ أنفاسها 

صعودا.... ونزولا

تطفئ جذوة الأمل

لقد ضاق صدري بالحنين

وامتلأ خليج عيوني غيثا

صار مرسى لسفن الشوق

وشتائي يلبسني

معطفه الشتوي

من دون عناء

انا أشهد أن ما مضى

كان يقظة حلم

أضعت فيها

سنين عمري هباء

كنت أعمى بصيرة

تقودني الشهوات

بكل هذا الغباء

وكنت لا أبالي

بما يجري هنا...... أو هناك

فالكل صار سواء

فترك كل شيء مكانه

وتعال معي

نعبر الضفة الأخرى بلا ضوضاء

نبحث في المدن القصية

عن متاهات الحروف الصماء

فما عادت تهمني الأيام

فالعمر صار من بعدك

يركض للوراء

بقلم : جاسم محمد الدوري 

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق