الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024


*** العائلة المعاصِرة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** العائلة المعاصِرة. ***

بقلم الشاعر المتألق: د. جميل احمد شريقي 

*** العائلة المعاصِرة. ***

=============

في قَرنِنا الحاليِّ تعني العائلةْ

     البغضَ والتدليسَ بل والبلبلةْ

أفرادُها مستسلِمونَ لشهوةٍ

      متفرِّقونَ ومالَهم من سِلسلة


يتجمَّعونَ على الموائدِ مكسباً

 مثلَ الوحوشِ تراهُمُ في المنزِلة

وإذا مَضَوا فحِبالُهُم مقطوعةٌ

     وَ وُعودُهُم بعدَ التفرُّقِ باطلة

وكبيرُهُم كالرَّسمِ لا يُصغى لهُ

      فهوَ الكبيرُ وإنَّما في المهزلة

كالعيسِ هُم في البيدِ يذبحُها الظَّما

      والماءُ في شَنٍ يسيلُ لِمَقتَلةْ


قالوا: نُجَمِّعُ بعضَنا كقبيلةٍ

         وبها نحُلُّ لِكُلِّ فردٍ مشكلةْ

فَتجَّعوا لكن بدونِ توحُّدٍ

          وتفرَّقوا بشتيمةٍ أو بهدلة

روحُ القبيلةِ تقتضي بذلَ الغلا

   من اجلِ فردٍ كي يعودَ بمَرجلة

إن كانَ مأسوراً فككنا أسرَهُ

         او كانَ مديوناً حَللنا أحبُلَه


في عصرِنا الحاليِّ ما من إخوةٍ

      باعوا الإخاءَ لقاتلٍ او مقصلة

فغَنيُّهُم عبدُ الدراهمِ والنِّسا

      ومديحِ أغرابٍ سقَوهُ المِبوَلة

جُبناءُ مانصروا أخاً في محنةٍ

         أبداً ولا بذلوا لأُختِهِمُ صِلة

تركوا ذئابَ الإنسِ تنهشُ لحمَها

    كالشامتينَ بها. فأينَ المَرجَلة؟


أينَ الرجالُ وللقبيلةِ أهلُها؟

   أينَ المروءةُ في زمانِ القلقلة؟

أينَ الكرامُ؟ ولا كرامَ بعصرِنا

     فالجودُ ولّى حينَ أعلنَ مَقتَلَه


في عصرِنا الحاليِّ شيخٌ أزعرٌ

           وأخٌ عدوٌّ  أو عيونٌ قاتلة

وابنٌ يزيدُكَ من عقوقٍ حاسباً

   أنَّ العقوقَ من الصفاتِ العاقلة


لا تَرتَجِ الإخوانَ في عصرِ الخَنا

 عصرِ المصالحِ والحقوقِ المُغفَلة

فالكلُّ يحيا في (الأنا) ولأجلِها

           وَ يظلُّ يزعمُ حُبَّهُ للعائلة


يا أيُّها الفردُ الضعيفُ بأسرةٍ

     واللهِ لن تقوى بها في مرحلةْ

يا أيُّها الفردُ الفقيرُ بمثلِها

  الموتُ أرحمُ من جحيمِ المسألة


قالت: أخي، في السجنِ أمسى فِلذَتي

    من جهلِهِ ، تبّاً لتلكَ المَجهَلة !!

هلا سعيتُم كي يعودَ لأُمِّهِ 

         وتقرَّ عيناً بالفتى وتُقَبِّلَه؟؟

هلّا جمعتُم من قليلِ متاعِكُم

كي تسعدوا قلبي  بغيرِ الحوقلة؟

فإذا بهم بخلوا عليها بالندى

       وتفرَّقوا مثلَ الديوكِ بمزبلة


زمنُ التفكُّكِ والقساوةِ والأذى

       لا خيرَ فيهِ ولا الأخوَّةُ زلزلة

لا (نحنُ) فيهِ وإنّما كلُّ(الأنا)

 والقاطعونَ الرحمَ خوفَ المَبذَلة


في عصرِنا الحاليِّ ربُّ العائلة

      كالعبدِ مخدوعٌ بروحِ العائلة

فاضرع لمولاكَ الكريمِ فوحدَهُ

 حينَ الدهاءِ يجيبُ دونَ مُساءلة

===================

د.جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

    سورية

توثيق: وفاء بدارنة 




*** ستنجلي الغيوم. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ستنجلي الغيوم. ***

بقلم الكاتبة المتالقة :  مها حيدر 

*** ستنجلي الغيوم. ***

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

- ابي .. انا خائفة !!

- ابنتي الحبيبة .. انا بجانبك ، ستكونين بخير 

- لكني جائعة ، واختي بدون حليب !!

- الله معنا .. ستنجلي الغيوم قريبًا ..

كانت حجارة أنقاض البنايات المهدمة قريبة مني ، صوت الصراخ وبكاء الأطفال يملأ المكان ، بين خوفي وحماسي ، تناولت حجرًا بحجم راحة يدي ونهضت مسرعة الى الساحة القريبة منا ..

لم يكن ابي منتبهًا لي فقد كان مشغولًا بمحاولة اسكات طفلتنا الصغيرة ، وقفت على كومة من الأنقاض ونظري متجه صوب الشارع ، أغمضت عيني لأتذكر ما كنا نقوم به وأطفال الحارة عندما يمر جنود الاحتلال أمامنا !!

- نعم سأرشقهم بوابل من الحجارة ، سأخذ بثأر امي وبقية أهلي وجيراني ، سأطردهم من أرضي ، وسأرفع راية النصر على سطح دارنا المهدمة ..

- ماذا تفعلين هنا ، القصف شديد وقريب  !!

هكذا صرخ ابي بعد أن هز كتفي محاولًا تنبيهي من تهيؤاتي أو أحلام يقظتي ..

- لن يمروا .. سأقاوم !!

- انهم لا يعرفون سوى لغة الموت !!

- إذن سألحق بأمي ..

- صغيرتي .. كلنا سنلحق بها ، لكن من سيعمر بلدنا بعدنا !!

هنا توجهت لاخوتي حضنتهم وقبلتهم وكأني اودعهم ..

- ابي .. سنبني وطننا ، فنحن لا نخاف الموت ، لكن أرضنا لا نفرط بها ..

بقلم : مها حيدر

توثيق: وفاء بدارنة 




تداعيات جوىً (7)

النادي الملكي للأدب والسلام 

 تداعيات جوىً (7)

بقلم الشاعر المتألق علي محمد: سبع 

🇮🇶 !!!!!!!'

(1)

لست ادري كم المسافة بيني وبين أقداري ...

كم مرة كنت على حافة حتفي ورب العرش أنجاني ...

هي رحلة الأيام تقتاتنا ...

كم فرحة مرّت في طوارقي ذكراها أبكاني ...

ماذا يخبيء الغد لي وما توغله النفوس وما أدراني ..

نبات على همس الحروف نناجي ربنا 

ونصحو على ثورة لاتعرف الكتمان ..

أرزاقنا كتبت مذ تنفسّت أرواحنا 

علام َ بعد نشقى في الهذيان ..

هكذا هي الدنيا جبلت 

وليس لنا فيها سوى رحمة الرحمن ..

نعيش فيها على قدر 

وتطوي دروبنا عوالم النسيان ..

حمداً لله على كل نوازعها 

ليس لك منها سوى كلم طيب وخرقة الأكفان ..

....

(2)

الحب ليس مزاجاً إنه صعقة للروح  ..

على غير موعد وبلا توقيت  وبلا شروط أولية ..

تتوحّد الهواجس وتلتقي الرؤى ويبعث القلب رسائل وجد ربانية ..

تلتقي المسافات 

والنوارس تغادر اشرعة الرحيل 

وتكتب النبضات قصائد الهوس الشريد ..

ويكون على البعد حوار التلاقي 

وتغمض عينيك ويكون الربيع ..

،،،،،،

(3)

متاريس النوى أثقلت خطى التلاقي  ..

شغف يهدهد النوايا ويهدر صفو الماء في حلو السواقي ..

ادريه يغرّد في اطراف الأحاجي 

ويذر الرماد ليغشي المآقي ..

صباحاته ألغام غيّ مكبلة نوازعه والأشواق ..

يهذي في ألغازه هذراً ويدع جوانح الصّب وماتقاسي ..

،،،،،

علي حميد سبع

تداعيات جوىً (7)

بغداد / 15 آب 2023م !!!'

توثيق  : وفاء بدارنة