الخميس، 31 أكتوبر 2024


*** على أبواب الشتاء ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** على أبواب الشتاء ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الإمارة 

*** على أبواب الشتاء ***

 ............

ما بال ُ الجو ِ

رطب ٌ و خانق ٌ

لا يبعث ُ على الراحة ِ

أو القناعة ِ

و كأن َ السماء َ

أُصيبت ْ بالعُقم ِ

و العُقر ِ   ..


تراها

دواكن ُ ثكلى

و زوابع ُ رعد ٍ مُثلى

غطت ْ أُفق ُ السماء ِ

بعباءة ٍ سوداء َ

تخطف ُ الأبصار َ

بصواعق ٍ زجر ِ   ..


فلا ..!!

سماء َ تَقْطر ُ

و لا سحاب َ يُزمجر  ُ

و لا طارق َ آت ٍ فيُخْبر ُ

بأن َ الأجواء َ حُبلى

تُنذر ُ بماء ٍ

طُهْر ِ   ..


تزاحمت ْ 

كل ُ المساءات ِ

و تقاربت ْ

ما بيننا المسافات ُ 

و آلآفاق ُ ملبدة ٌ

لا بريق َ فيَسطع ُ

و لا بصيص َ ضوء ٍ يتلألأ ُ

برغم ِ الدعاء ِ

و تقديم ُ النُذر ِ   ..


و كأنها تَهيل ُ

بخلجات ِ النفس ِ

عوالق َ الغدر ِ

و تَصب ُ مقادير َ الشر ِ

مشوبة ً كلها

بسُخرية ِ القَدر ِ   ..


لذا

خارت ْ كل ُ قواي َ

و تقاعست ْ

عظامي و حَناياي َ

و ماجت ْ

كالطُوفان ِ بداخلي

شَئابيب ُ الخوف ِ

و الحَذر ِ   ..


و أصاب َ

الوهن ُ ذاكرتي

فتلاشت ْ

من رأسي

عشرات ُ الكلمات ِ و العبر ِ

فحَلقت ْ بعيداً

بين َ طيات ِ

الدهر ِ   ..


و أمست ْ

شفتاي َ كالصخر ِ

و بُح َ صوتي

وشلت ْ جميع ُ أطرافي

كأنها

أعجاز ُ نخل ٍ بالية ٍ

ترمق ُ هطول َ الغيث ِ

و نزول ِ القَطْر ِ   ..


و صرت ُ لا أهتدي

بالنجوم ِ و الأقمار ِ

و أضحيت ُ كالمجنون ِ

في عقر ِ الدار ِ

عاجز ٌ لا أقوى

على الثبات ِ

و الصبر ِ   ..


و لا أملك ُ العزيمة َ

أو أُقِر ُ بالهزيمة ِ

و لا أستطيع ُ أن ْ أصول َ

أو أجول َ

في رحاب ِ

الأدب ِ و الشعر ِ   ..


ليتها

الحروف ُ قد ْ هَجَعَت ْ

و ليت َ الأبجديات ُ

ما خَضَعَت ْ

أو أسفرت ْ

عن ْ قصائد َ تَوَلَعت ْ

بآلهة ِ الخَيال ِ

و الفكر ِ   ..


ضجيج ٌ

يُقارع ُ مُخَيلتي

و أفكار ٌ تُصارعُني

و حُلُم ُ اللقاء ِ يراودني


في جِنح ِ

الليل ِ يساورني

و لا أزال ُ قيد َ

الصمت ِ و السَهر ِ   ..

فترى

المحاجر َ تَسيل ُ بالزبى

و تَهمل ُ بالدمع ِ و القذى

من َ البؤس ِ و الكرى

فتبتل ُ الأوراق ُ

و كأني أستلُها

من قاع ِ

نَهر ِ   ..


و كم ْ

ناح َ نوحي

و ما كتمت ُ سر َ بوحي

في مُستَهَل ِ

كتاباتي ولَوحي

ما بين َ السطور ِ 

في جرأة ٍ

و صبر ِ   ..


و كأني أُقايض ُ

جفن َ الليل ِ

بوجد ِ شاعر ٍ

و لهفة ِ آسر ٍ

مكللاً بالأسى

و معبأ ً بالصبابة ِ

و العُذر ِ   ..


و قرين ُ الحال ِ

يُنْبِئ ُ شَجو َ الخَيال ِ

بالسَطوة ِ و الحنين ِ

أو بالقَسوة ِ و اللين ِ

ما بين َ الوَتين ِ

و النَحر ِ   ..


فمن ْ ذا

يُبْصر ُ أو يَرى

و من ْ ذا

يَعْرف ُ ما جرى


كم ْ كنت ُ أشقى

فوا لهفي

و الأحزان ُ تترى

بالهم ِ والقهر ِ   ..


فالليل ُ

لا يستر ُ الخفاء َ

و لا يَكفي البكاء َ


و الشوق ُ

قد ْ مل ّ َ الرجاء َ

و حيرتي الآن َ تَكبر ُ

و عيني بالدَمع ِ تُبْحر ُ

ما بين َ مَدٍ

و جَزر ِ   ..


لَيتني

أرى السماء َ

أو أرى الملائكة َ

بأكفها الضياء ُ

تَغسل ُ وجه َ الأرض ِ

أو تغرس ُ السنابل َ

ما بين َ الأنامل ِ

و السواعد ِ السُمر ِ .

بقلمي  :  محمد الأمارة

بتأريخ :  2 / 11 / 2024

من العراق

 البصرة .

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق