الأحد، 27 أكتوبر 2024


طيورك في النوم - ٥٤

النادي الملكي للأدب والسلام 

طيورك في النوم - ٥٤

بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم العمر 

طيورك في النوم - ٥٤

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لا يمّر يوم إلا وطيورك بالنّوم ، 

ترفرف بسراديب أرجائي ، 

تسرح ببساتين غروب الشمس ، 

تلملم قبلاتي عن خدود الأمس ، 

وتزّين بأزرار الأمل ردائي . 

وتسدل هواجس الربيع على شتائي . 

لا يمّر يوم إلا وأعانق أصداء حوارك ، 

وأساير روحي ببقايا نسمات الوهم ، 

وأنسج بخيوط اليأس ألوانا من الذكرى ، 

أحاول أن أرى بوضوح ولو فكرة ، 

أرسم بها على صفحات الفجر ، 

صورا عارية للحقيقة .

- لا يمّر يوم إلا وطيورك بالنوم ، 

تشرد على شبابيك الحلم ، 

ومن خلف برادي الهّم 

تعزف لي على أوتار الدم ، 

أغانيك المنسّية بجيوب الغّم . 

تحملني على بساط الريح ، 

ترميني بين القمر والمريّخ ، 

تدغدغ روحي برفوف النور ، 

وتواسي همومي بكفوف الضوء ، 

وتلفلف بساط الليل عن زهور المرج ، 

وتربط حبّات الندى بخيوط الوهج 

وتسرق نظراتي من جرود الليل .

- لا يمّر يوم إلا وطيورك بالنوم ، 

تخطفني من دروب شرودي ، 

تنقر بحبات المطر على قرميد سطوحي ، 

تنشد تهاليل الأمل وتنفخ على جروحي ، 

وترمي لي من عند الشمس ، 

أحلام الماضي التي زرعتيها بالهمس . 

كل يوم أنتظر طيورك بالليل 

وأخبئ كل ضمات الشوق ، 

لأوقات الغربة والبرد ، 

وأزرع لك شتلة ياسمين ، 

على التلة بأعلى الجرد ، 

تتنامي جنبي ولا تروحي .

- لا يمّر يوم إلا وطيورك بالنوم ، 

تعشعش على أغصان الحور ، 

ترقص وتفجّر حبّها المكبوت ، 

وتتغطّى بأوراق التوت . 

وتنتظرني على صخور السور ، 

وتذكّرني بحكاياتي ووعودي ، 

ورحلاتي ببلاد البور . 

طيور الجنة تبعث لي عصفور ، 

يهفهف بالعطر نسمات الجو ، 

يوقظني ويخطفني من جرودي ، 

ويقطف لي من الوادي المهجور ، 

باقة من زهوري وورودي .

- لا يمّر يوم إلا وطيورك بالنوم ، 

تلفحني مع نسمات الحلم ، 

تغطّيني بحرام الشوق ، 

تدفئ قلبي البردان ، 

والشمعة التي انطفأت من زمان ، 

تنوّر ليالي الوحدة والسهر ، 

والكلمات التي لم تقوليها في اليقظة ، 

أسمعها أغاني وقصائد غزل ، 

وألمسها بشفتيك على صدري النعسان 

أسمع لهثات روحك ، 

وأنسى أنّي لست في البال ، 

وأنّي لم أكن يوما ذكرى ولا نسيان .

ــــــــــــــــــــــ

بقلم : إبراهيم العمر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق