سَمْرَاءٌ بِمَذَاقِ الْحُبِّ
النادي الملكي للأدب والسلام
سَمْرَاءٌ بِمَذَاقِ الْحُبِّ
بقلم الشاعر المتألق: الطَّيْبِي صَابِر
سَمْرَاءٌ بِمَذَاقِ الْحُبِّ
تَتَلَوَّنُ الْمَشَاعِرُ وَتَتَغَيَّرُ الْأَقْدَارُ . . . تَتَلَاقَى الْقُلُوبُ فِي عُمْقِ الْعِشْقِ . . . تَطْفُو الْكَلِمَاتُ فِي بَحْرِ الْأَحْلَامِ . . . مَهْمَا تَبَايَنَتِ الْقِصَصُ وَالْحِكَايَاتُ . . . يَبْقَى جَوْهَرُهَا وَاحِدٌ . . . عُنْوَانُهُ الْحُبُّ . . . وَلَوْ حَاوَلَتْ رِيَاحُ الزَّمَنِ أَنْ تَعْصِفَ بِهِ . . . دِفْءُ الْأَرْوَاحِ يَحْمِيهِ مِنْ التَّلَاشِي . . .
قَدْ تَتَغَيَّرُ النَّكَهَاتُ . . . لَكِنَّ سِرَّهَا الْأَصِيلَ يَظَلُّ نَابِضًا فِي الْأَعْمَاقِ . . . فِي حَلَاوَتِهَا أَوْ مَرَارَتِهَا . . . يَعْتَرِفُ بِمَذَاقِهَا الْجَمِيعُ . . . حَتَّى أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يَتَذَوَّقُوا الْحُبَّ يَوْمًا . . .
هِيَ قَهْوَةٌ . . نَعَمْ . . لَكِنَّ الْعَاشِقَ يَرَاهَا قُبْلَةً تُتَوِّجُ لَحَظَاتِ الِانْتِظَارِ . . . أَوْ مَقْطُوعَةً مُوسِيقِيَّةً تَتَرَاقَصُ عَلَى أَوْتَارِ الْقُلُوبِ . . . تَنْسَابُ بِبُطْءٍ لِتَرْوِيَ الْعَطَشَ وَتَمْلَأَ الْفَرَاغَاتِ . . . تُوَحِّدُ الْأَرْوَاحَ رَغْمَ الْبُعْدِ . . . تَنْكَشِفُ فِي سَوَادِهَا الْأَسْرَارُ . . . وَتُزْهِرُ فِيهَا أَحْلَامُ الْغَدِ . . . سَمْرَاءٌ بِعَبَقِ الْوَرْدِ وَالْيَاسَمِينِ . . . تَتَفَتَّحُ بِعَبِيرِهَا صَفَحَاتُ الْأَمَلِ كُلَّ صَبَاحٍ . . . سِرُّهَا كَامِنٌ فِيهَا . . . نُورٌ يَتَسَلَّلُ مِنْ بَيْنِ الظِّلَالِ لِيَمْلَأَ الْقُلُوبَ بِالطُّمَأْنِينَةِ . . . كُلُّ عَاشِقٍ يَحْتَسِيهَا بِلَهْفَةٍ . . . يَتَبَادَلُ مَعَهَا أَحَادِيثَ الصَّمْتِ . . . كُلُّ رَشْفَةٍ مِنْهَا عَوَالِمُ أُخْرَى . . . حَيْثُ الْحَاضِرُ وَالْمُسْتَقْبَلُ يَتَعَانَقَانِ فِي سُكُونٍ . . . فَهَلْ هُوَ حُبٌّ بِمَذَاقِ السَّمْرَاءِ ؟ أَمْ قَهْوَةٌ تُخْفِي بَيْنَ سُطُورِهَا قِصَصَ عُشَّاقِ الْحَاضِرِ يَسْرُدُونَ أَحْلَامَ الْغَدِ ؟!
بقلم : الطَّيْبِي صَابِر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق