الخميس، 29 ديسمبر 2022


( هى الأيام )

النادي الملكي للأدب والسلام 

١( هى الأيام )

بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى 

١( هى الأيام )

--------

  أيامٌ  لم    يَعد  قلبى    يعانقها

والعين  ثَكلى   من  يتم  مآقيها

------------

والبدر  يحجب ضوءه   ليشفيها

ولا  يَعى - -  أنه     مُبيَّتٌ   فيها

------------

 والصبح  ينسى  نورَه  لدى  ليلٍ

والشمس ماأدفت تقلى أضاحيها

-----------

والليل   نام   مُودعا     مُساهرَهُ

قد  راعه   أن  أهملت    مراويها

-----------

وهْو الذى  عند  الأسحار  واعدة

وعَرَّف  الأسحار  كيف   تُشجيها

-----------

حتى تُسَحِّرَ   قبل   الفجر  طلتُها

فتُشبعَ العينَ من ومضات صابيها

-----------

كم  أبكى  الليلَ   أنّاتٌ    تُذَوِّقها

عينى طعم  الدمع   رُبّ  يطفيها

----------

لكنها    كانت   تنسلُّ  عن   شفةٍ

والدمع   يسعى   مُرطبا  أعاليها

-----------

وآخر    الأنّآت   لم  يجد   دمعا

وآخر الدمع لم يدرك صدى فيها

**********

والحرف جفَّ ولم تُسعفه محبرةٌ

فراح -  غيظا -  للأوراق  يطويها

------------

كى تبقى بكرا --  ما بنا  بها  قلمٌ

بيضاء  الوجه   لا لون  فيشفيها

-----------

ما يجدى من وجه لو أنّ بيضته

تاقت لماء  لدى الأقلام   يرويها

------------

فلم  تجد  فاها    يشتاق  لثمتها 

أوحتى مَسّآت قد تُشهى ساقيها

-----------

أودعت طوْعا لدى الأيام محبرتى

أرغمت  أقلاما  فى الحب تبكيها

----------

 ألّا   تَلد   حرفا   --  إلا    لوالده

ولا تُرق  دمعا  إن  خان   مُبكيها

----------

وقلت للقرطاس الحبر فى عينى

والدمع فى مقلات سوف  يكفيها

---------

وإن تعشنى أعشْك فى سما وحى

وليس  فى   الأكباد  ما   يداميها

*********

أفرغت  القلب  من قلب   يُعَذبه

أطفأت العينَ  عن  عينٍ  تُغازيها

----------

لم  يبقَ  إلا   معشوق  له   منى

حدُّ الأشواق  إن حُدت   معانيها

-------------------------

( عبد الحليم الشنودى- مصر)

توثيق : وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق