( هى الأيام )
النادي الملكي للأدب والسلام
١( هى الأيام )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
١( هى الأيام )
--------
أيامٌ لم يَعد قلبى يعانقها
والعين ثَكلى من يتم مآقيها
------------
والبدر يحجب ضوءه ليشفيها
ولا يَعى - - أنه مُبيَّتٌ فيها
------------
والصبح ينسى نورَه لدى ليلٍ
والشمس ماأدفت تقلى أضاحيها
-----------
والليل نام مُودعا مُساهرَهُ
قد راعه أن أهملت مراويها
-----------
وهْو الذى عند الأسحار واعدة
وعَرَّف الأسحار كيف تُشجيها
-----------
حتى تُسَحِّرَ قبل الفجر طلتُها
فتُشبعَ العينَ من ومضات صابيها
-----------
كم أبكى الليلَ أنّاتٌ تُذَوِّقها
عينى طعم الدمع رُبّ يطفيها
----------
لكنها كانت تنسلُّ عن شفةٍ
والدمع يسعى مُرطبا أعاليها
-----------
وآخر الأنّآت لم يجد دمعا
وآخر الدمع لم يدرك صدى فيها
**********
والحرف جفَّ ولم تُسعفه محبرةٌ
فراح - غيظا - للأوراق يطويها
------------
كى تبقى بكرا -- ما بنا بها قلمٌ
بيضاء الوجه لا لون فيشفيها
-----------
ما يجدى من وجه لو أنّ بيضته
تاقت لماء لدى الأقلام يرويها
------------
فلم تجد فاها يشتاق لثمتها
أوحتى مَسّآت قد تُشهى ساقيها
-----------
أودعت طوْعا لدى الأيام محبرتى
أرغمت أقلاما فى الحب تبكيها
----------
ألّا تَلد حرفا -- إلا لوالده
ولا تُرق دمعا إن خان مُبكيها
----------
وقلت للقرطاس الحبر فى عينى
والدمع فى مقلات سوف يكفيها
---------
وإن تعشنى أعشْك فى سما وحى
وليس فى الأكباد ما يداميها
*********
أفرغت القلب من قلب يُعَذبه
أطفأت العينَ عن عينٍ تُغازيها
----------
لم يبقَ إلا معشوق له منى
حدُّ الأشواق إن حُدت معانيها
-------------------------
( عبد الحليم الشنودى- مصر)
توثيق : وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق