الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022


***  أحلامٌ مبعثرةٌ.    ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أحلامٌ مبعثرةٌ. ***

بقلم الشاعر المتألق: توفيق معتوق 

***  أحلامٌ مبعثرةٌ.    ***

دعِ اليراعَ لقد مزّقتُ أوراقي

وبعثرَ الرّيحُ تحناني وأشواقي

ماعدّتُ أبصرُ في أحداقِها دنفي

ولا الصبابةُ تروي عشق أحداقي

كانّما العمرُ أحلامٌ مبعثرةٌ

والوهمُ كالكأس بين الرّاح والسّاقي

جمعتُ بعض شتاتِ العشقِ في ورقٍ

ورحتُ أرقبُ ليلاً حرفَ عشّاقي

إذا وقفتُ أنادي من سيسمعني

وقاضيَ السمع مغلولٌ باطواقِ

وإن تكلّم في صمتٍ أعاتبُهُ

من يُبصرُ الشمس نوراً بعد إشراقِ

وجهُ الضياء بحضن الليل نحسدُهُ

ونحسدُ الليلَ في أحضان آفاقِ

مللتُ سجعَ الأفاعي قبل لدغتها

ولو تغنّت بإحساسٍ واذواقِ

ورحتُ أبحثُ في الاوتار عن نغمٍ

فلم أجدْ غيرَ إعوالٍ وإزعاقِ

كأنّ ساريةَ الأنداء ظامئةٌ

وغيمةُ المزن تجري دون إغداقِ

سمعتُ دمعَ الشّجى من ثغر راحلةٍ

يخاطبُ الصبر في حزنٍ وإشفاقِ

كأنّما الأذْنُ عند الناس واهيةٌ

ومسمعُ الصخر في جلموده راقِ

جواهرُ العلم من وعيٍ ومعرفةٍ

وصاحبُ الرأي من سامٍ وسبّاقِ

أهلُ الفصاحةِ بين الناس رايتُهمْ

كجارحٍ بجناحِ الفضلِ سبّاقِ

ألمرءُ بحرٌ ترى رملاً بشاطئهِ

والدرُّ يجلسُ في أعماقِ أعماقِ

إذا رماني الورى يوماً بسيئةٍ

أمضي فدرب الإبا كالجرح في السّاقِ

أقولُ قولَ نبيٍّ لا رياءَ بهِ

إنّ التسامحَ من طبعي وأخلاقي

كفى عيوباً بربٍّ طاف منبعُهُ

وأشعلَ النورَ في أرحامِ آفاقِ

ألعلمُ يُسرجُ أخلاقَ النهى أدباً

والجهل يطفئُ نورَ الكيّسِ الرّاقي

لن يُدركَ النَّسرَ ليثٌ بعد زمجرةٍ

ولن يطالَ الثّريّا كلُّ برّاقِ

ولن يُطيبَ لكأس الخمر شاربهُ

إن لم يُصبْ من لظى ليلى بإحراقِ

فهل يخاطبُ حيّاً كلُّ منعدمٍ

وهل تساوى وضيعٌ عند عملاقِ

مررتُ أبحثُ عن نفسٍ تكلّمني

فلم أجدْ لبقاء النفس من باقِ

كأنّما الناس موتى لا حياة بهمْ

خاضوا المعيشة إرهاقاً بإرهاقِ

أجسادُهمْ سقطت من هول ما حملتْ

والعقلُ يرقدُ في خوفٍ وإملاقِ

من كان يركبُ بحر الشرِّ من زمنٍ

أنّى له اليوم من حامٍ ومن واقِ

الشاعر توفيق معتوق

توثيق:  وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق