الجمعة، 5 مارس 2021


***  دعوة لروضها   ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** دعوة لروضها   ***

بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي

*** ( دَعوَةُُ لِرَوضِها )    ***

 كُنتُ في دُروبِهِ غابَنا ... أُغامِرُ   


مُستَرسِلاً مَعَ النَسيمِ ... جَداوِلُُ ماؤها في صَفوهِ يَسحرُ


رَقراقَةُُ في دَفقِها حينَ تَنحَدِرُ


لكِنٌَها في السُهول ... سَلسَبيلاً صافِياً يَستَرسِلُ


شَحرورَةُُ تَشدو على غُصنِها في الجِوارِ ... تُرَتٌِلُ


تُجيبُها البَلابِلُ ... يا لَهُ نَشيدها كَم يُذهِلُ


كأنٌَها أٌهزوجَةً لِلحَياةِ في البَهاءِ توغِلُ


تَشدوا بِها ... و لِلقُلوبِ تَأسُرُ 


وأرنَبٌ يَعدو بِقُربي ... كَأنٌَهُ يُغامِرُ


خائِفاً وَجِلاً ... يَكادُ من أيٌِ ( خَشخَشَةٍ ) يَستَنفِرُ


في إثرِهِ ثَعلَبٌ خَطِرُ 


وفي الجِوارِ قَريَةٌ مَنسيٌَةُُ لا تُذكَرُ


تَفوحُ مِنها روائِحُ ( تَنٌُورِها ) ... والأرغُفُ السُمُرُ 


أصواتُ أبقارٍ تَخور ... تَرعى على تِلكَ الثُغور


مَأمَآتُ ماعِزٍ ... قِطعانُ أغنامٍها في السُهول


يالَلأهازيجِ في غابِنا حينَما بالحَياةِ يَفور


مَعزوفَةٌ في سِفرِهِ التاريخ ... وفي الخُلود لها سُطورُ


جَلَستُ بالقُربِ من رَيحانَةٍ أستَريح


زَنابِقٌ أزهارَها غَضٌَةُُ ... وجَوها مُلهِمُُ وَمُريح


غَديرُ ماءٍ يُغدِقُ في قُربِهِ غَزالَةُُ تَرِدُ ماءَهُ لِتَرتَوي


رَفيقها صَوبَها ... غافِلُُ في جَوٌِهِ ذاكَ المَليح


في مَشهَدٍ رائِعٍ ما مِثلهُ مَشهَدُُ لِروحِنا يَستَبيح 


فَغَفَوتُ أحلُمُ بالجِنان ... أنهارَها والقِيان ... تِلكَ الحِسان


وحورَها ... والكُؤوس يَدورُ بِها ... من حَولِيَ الوِلدان


أحسَستُ مَلمَساً مِنَ الحَرير أيقَظَ غَفلَتي


فَتَحتُ عَيني عَلى غادَةٍ كَحلاءَ تَغمرني


جَمالها لِلحالِ أبهَرَني 


ظَنَنتُ بُرهَةً بأنَّها حوريَّةٌ جاءَت لِتوقِظني


قُلتُ ... سُبحانَ رَبٌِي كَيفَ أكرَمَني


قالَت ... بِصَوتٍها الساحِرٍ ... في الحالِ أطرَبَني 


قُم يا فَتى … بَيتي هُنا في الجِوار ... هَيٌَا لِتَتبَعَني


كَيفَ تَغفو بِقَلبِها الغابات أيٌُها المُرتاب ?


ألا تَخافُ ... من غَدرِها الأنياب ? !!!


قُلتُ في خاطِري ... هَل في الجِنانِ ذِئاب ؟؟؟!!!


أجَبتها ... بَل أنا أتَهَيٌَبُ الحِسانِ ... يوقِعنَ بالفُرسان 


قالَت ... هَل تَدٌَعي بأنٌَكَ فارِسٌ ... يا طَويلَ اللِّسان ?


أجَبتها ... كُنتُ فارِساً ... و قَبلَ أن أراهُما كِلتاهُما العَينان 


والآنَ قَد صِرتُ في رَوضِكِ وَحِماكِ 


مُقَيٌَدَ الإرادَةِ ... يا غادَتي رُحماكِ


هَل تَقبَلي أن أكونَ فَتاكِ 


وغَداً تُدرِكينَ فُروسيَّتي في هَواكِ 


لكِنَّني طِفلٌ أنا ... أمامَها الشَفَتان ... يا لَها شَفَتاكِ


أسبِلي جَفنَيكِ يا غادَتي ... فأنا مُغرَمُُ فيهِما جَفناكِ


أدَرتُ وَجهي… بُرهَةً… وحينَما أعَدتهُ 


 يا لَها تِلكَ الجُفون … قَد ساهَمَت بِهَلاكي

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق