*** التائهُ ***
رابطة حلم القلم العربي
*** التائهُ ***
بقلم الشاعر المتألق : عدنان عزوزي
*** التائهُ ***
همت بين ثنايا الشرود
هيام الغزال بين المراعي
و خلت نفسي حبيس القيود
فبالقيود تخيب المساعي
عزفت لحن الأسى و البرود
بحس اليتامى و صوت الجياع
و صرت كالطعم بين الوحوش
بنهش الأسود و لطم السباع
فكم من شريد سباه الوجود
فعاش المرارة بطعم الضياع
و صار طريدا بريح السدود
كزورق يتيم فقيد الشراع
يعيش الألم بسوء الردود
بغلق المنافذ و لي الذراع
في صمت يعيش كصمت اللحود
يشق الفناء بمر الوداع
مزيج الرياح بصوت الرعود
يدق عظامي و يخرق سماعي
فكم من شريد خلف الحدود
نعته الحياة بشتى النواعي
طريح الجسد ذبيل الخدود
دعاه الزمان بشر الدواعي
فقد يرتحل و قد لا يعود
لصرف الدهور و مر الخداع
ألست الذي نبذت الجحود
بمط اللثام و طي القناع
و صرت خصيما لكل حسود
بجفوة قلب و كل امتناع
رميت خلفي رياح الصدود
بكره شديد لكل نزاع
عمدت لقطع أيادي الحقود
بكلتي يديه أراد انتزاعي
فعين الحسود قد لا تسود
و قد لا تحود دون ارتفاعي
فقد لا أموت بسهم الحسود
و قد لا أعاق بسم الأفاعي
دوما سأسعى لنثر الورود
لفك القيود و نبذ الصراع
سأبقى شعار الوفا و الصمود
بطيب الخلق و حسن الطباع
فليس لكل معمر خلود
بحب الحياة حتى النخاع
فقم للمحبة بعزم طموح
و لا تذر قلبك رهن الشياع
فقد يبتسم محيى الوجود
و يشدو الربيع بكل البقاع
و تحلو الحياة بمجد تليد
و تنمو الزهور بكل المراعي
تعانق الشمس أسراب الطيور
بروح المحبة و دفء الشعاع
و تهدي بحار الهوى و الغرور
و تأتي السفن بكل انصياع
فقد يستوي قلب الحسود
و تهدأ أسود الفلا و السباع
و يرجع التائه بعد شرود
بشوق الفطيم لحب الرضاع
و تصفو النفوس بحسن الهمم
بيقظة تدوم دون انقطاع
و شكرا لكل من هام بشعري
و أصغي لنبضي بكل استماع
بكل ارتياح رام شعوري
برغبة جموحة و كل اطلاع
تقبل مني صلاة الكلام
بصدر رحب و كل اتساعي
و حاشا لجود السخي الكريم
قطع طريقي و طمس شعاعي
فسر الكلام في صدق الكلام
و حسن الصفا في صدق المداعي
و سحر العطاء في حسن الصفاء
و راحة قلبي في سر نجاعي
و فوق القلوب نقشت رسومي
و في حقيبة الشعر جمعت متاعي
بنهج السلامة سلكت طريقي
فصار السلام حصن دفاعي
سلام إليكم به أحتفظ
كنقش الوشام فوق ذراعي
بقلم ؛ الشاعر عدنان عزوزي
التوثيق : وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق