الأحد، 1 يونيو 2025


*** هو جرحي ...!!  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** هو جرحي ...!! ***

بقلم الشاعر المتألق: سهيل أحمد درويش 

***هو جرحي ...!! ***

________

غَرِّبِي في عمقِ جُرحِي ...

و احذري منهُ قليلاً ، و اجعليهِ 

يَنزِفُ العشقَ كثيراً 

بعدَ حِينٍ قَبِّليهْ ...!

غرِّبِي فيهِ بعمقٍ 

أنتِ دوماً عَمِّقِيهْ ...

لِيَكُنْ جرحي ، كبحرٍ ، كعيونٍ 

هي عيناكِ ،وجفنٍ ، أنتِ فيهْ 

غرِّبِي  فيه رويداً واغمريه.

ثم روحي...

 شَرّقِي فيهِ كثيراُ 

في سماكِِ ، ومداكِ ،

 في مساكِ مثلَ بدرٍ احضنيهْ...

غرّبي ...

فيهِ دروبٌ تتلوَّى ووريدٌ 

يسألُ الأجفانَ عنكِ 

في مساءٍ وصباحٍ 

مثلَ فجرٍ مُقْمِرِ العينينِ سِحْرَاً 

مثلَ نورٍ ترجفُ فيهِ السَّواقي ...

بالمآقي ، ارشفِيهْ 

غرِّبِي عُمقاُ عميقاً 

حيثُ أنتِ ، حيثُ كُنتِ 

حيثُ تبقينَ بقلبي 

قمراً حُلوَّاً نَديَّاً 

مثلَ هاتيكَ السَّماءِ....

 تتِّكي صبحاً عَليكِ 

فتجنُّ  ، وتحِنُّ لمساءٍ 

رائعٍ حُلوٍّ  لذيذٍ 

فاكْتَريهْ ، وانشريهْ

غرِّبِي من خلفِ جُرحي 

من أمامٍ و وراءٍ 

مثلَ ظِلٍّ ، يسألُ الصبحَ جفوناً 

راحتِ الَّليلَ تُغنِّي 

و بهمسٍ فيكٍ حلوٍّ ...

 أنشدِيهْ... 

هوَ جُرحِي منكِ أجفانٌ ورمحٌ 

وسيوفٌ تجرحُ الأفقَ فيَدْمَى ...

و دِماهُ تشهقُ ...

في كلِّ روحٍ

و يزُخُّ مثلَ زخٍّ لشتاءٍ ،

 في عيونٍ ،أدفئيهْ...

غرِّبِي في عمقِ جُرحِي 

ثُمَّ كونِي مثلَ قمحٍ ، أو كملحٍ وبنارِ الشَّوقِ فيكِ ، أَلهبيهْ

جفنُ عينيكِ نزيفِي 

آهِ ما أحلى نزيفاً 

يشعلُ النارَ بقلبي ، مثلَ خمرٍ 

بجرارٍ عَتِّقيهِ ، واشربيهْ 

هي أنتِ ...

 كُلُّ ما فيكِ جراحِي 

أنت أهدابُ غَداتِي و رَواحِي 

سكنَتْ فِيَّ وغنَّتْ 

مثلَ ريحانِ فؤادي ، لَوِّنِيهْ

 .. هُوَ جُرحِي ...

عمقُكِ الغالِي عَليّ 

فارحلِي منِّي إليّ 

و اسْكُنِينِي ،واسْكُنِيه ....!!! 

غرّبِي في عُمقِ جرحي 

ثم قومي أحرقيني ، أحرقِيهْ 

 وبرمشِ العينِ منكِ ....

 رَمِّميهِ ...ثم قومي بعد عامٍ 

ألفِ عامٍ ،  ضمديهْ ...!!!

بقلمي سهيل أحمد درويش 

سوريا / جبلة

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق