عقلي شيخٌ... وعمري في العشرون
النادي الملكي للأدب والسلام
عقلي شيخٌ... وعمري في العشرون
بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر
عقلي شيخٌ... وعمري في العشرون
كأنّ رأسي يحملُ كهلاً جلسَ على عتبة العمر، يحدّقُ في الأيّام بعينٍ خَبِرَتِ الزمان، بينما وجهي ما زال غضًّا، في ربيعه الأوّل، تحنُّ إليه الفصول ولا تعرفه السنين.
في العشرين أنا، لكنّ قلبي جالسٌ على
مقعد خشبي في ذاكرة قديمة، يعيد
قراءة الحزن كما لو كان كتابًا مقدّسًا.
تُحاورني اللحظات، فأجيبها بصوتٍ رخيمٍ ووقور، ليس لأنّني عشتُ طويلاً، بل لأنّ الحياة جرّبتني مبكرًا...
طرقت بابي قبل أوانه، وأودعتني أحزان الكبار، وتركت لي فنجان قهوة باردة... وأوصتني بالصبر.
كلّما ضحكتُ، شعرتُ أنّ الضحكة
تخرج من خلف تعب،
وكلّما حلمتُ، وقفتُ على أطراف
خوفي أتحسّس الطريق.
كأنّ روحي تعيش بعد منتصف الليل،
ولو كان الوقت صباحًا!
أصدقائي يسألونني: لِمَ تُفكّرين كثيرًا؟
وأنا أبتسمُ... لا أملك جوابًا، سوى أنني
كبرتُ داخليًا أكثر مما يليق بالعشرين.
أنا ابنةُ هذا العمر الصغير، لكنني
عشتُ دهورًا في تأمّلي،
في وجعي، في خيباتٍ لم أخبر بها أحدًا، وفي محبّةٍ صامتة لله، ألجأ إليه كلّما شعرتُ أن الأرض تضيق.
بقلم : نور شاكر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق