*** أدرك كنهك. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أدرك كنهك. ***
بقلم الشاعر المتألق: مصطفى أمارة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
*** أدرِكْ كُنْهَك. ***
يا من تعانق دنيا لا بقاء لها
فَعِناقُك لها كعِناقِ الضوءِ السراب
افتح ذراعيك، وأفلتْ ما أمسكتَ منها
ولا تجعلْ من نفسك ساكنَ الخراب
أطبقْ ذراعيك، وعانقْ عقلَك وقلبَك
واِقبِضْ على الجمر، وادخلِ المحراب
فمحرابُكَ هو أنتَ نفسُكَ: دينًا ودُنيا
واسعَ مجاذبًا، ولا تُنافرِ الأقطاب
لو كانتِ الدنيا تساوي جَناحَ بعوضة
ما كان قد حذَّرَنا منها ربُّ الأرباب
ولكنها الممرُّ للمقرِّ الذي لا نهايةَ له
ليومٍ نُحاسَبُ فيه على الخطأِ والصواب
خُلِقْنا بَشَرًا لنعبده، ونعلمَ من الذي
أحسنَ خَلقَنا، وميَّزَنا عن الذُّبابِ والدَّواب
لكننا نُخفقُ فُرَصًا في حياتِنا بنَهجٍ
ونَضيعُ ضلالًا وتيها بين الأفق والسحاب
ونقول: "إنّا لم نَعلَمْ" من بعد علمٍ شيئًا
ويمضي الحاضرُ، ويأتي من بعده الغياب
أفإنْ ذهبَ الحاضرُ، ولم نُدرِكهُ بأوانِه
ذهبنا إلى حيثُ الخوفِ والجَزَعِ والعذاب
وإنْ أدركنا كُنهَنا وكُنهَ حياتِنا بأوانِنا
فُزنا، وحَظينا بجِنانِ الحَوارِيِّ والأعناب
فلا تُعانِقْ دُنيا لا بقاءَ لها
وازهَدْ بقِسمَتِكَ، إنِّي أعزُّك الخطاب
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري: مصطفى أمارة
---
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق