الصمت الذي يعري
النادي الملكي للأدب والسلام
الصمت الذي يعري
بقلم الكاتب المتألق: عمرو حسن
الصمت الذي يعري
الصمت ، حين يكون حقيقيًا ، لا يستر بل يكشف . إنه يخلع اللغة عن الجسد ، حتى لا يبقى سوى المعنى عاريًا تمامًا . في حضرة الصمت ، تُقال أشياء أعظم من كل الكلمات : تُقال رغبة ، تُقال خيبة ، يُقال الحب ، ويُقال الفقد . هو لا يعني الغياب ، بل حضورًا مضاعفًا ، حضور من اختار أن لا يلفظ كي لا يفسد ما لا يُقال . الصمت لا يهرب ، بل يقترب حتى التماس ، حتى تصبح المسافة بين الجسدين مجرد احتمال لاحتراق . إنه تلك اللحظة التي يتوقف فيها الفم عن البوح لأن الجسد قرر أن يتكلم . ومن خلاله ، تُعرّى الأرواح ، تنكشف ، وتواجه ذاتها بلا رتوش . الصمت الذي يعرّي لا يُخيف إلا من لم يجرّب الحميمية الحقيقية ، التي لا تحتاج إلى شرح ، ولا إلى اعترافات . فقط إلى جسدين يصغيان لبعضهما حتى آخر رعشة ، حتى آخر نسمة ... دون أن ينطقا بشيء
بقلم : عمرو حسن
كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق