الخميس، 26 يونيو 2025


¶ صراع وبقاء ¶

النادي الملكي للأدب والسلام 

¶ صراع وبقاء ¶

بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر 

¶ صراع وبقاء ¶

نحن في حياة باهتة، لا طعم فيها للثبات،

نصارعها... فإما تقتلنا، أو نقتلها لأجل البقاء.

البقاء؟! أجل... ذلك الحلم العنيد،

الذي نركض نحوه بخطىً متعثّرة،

ونحن نحمل قلوبًا مثقلة بالخذلان.


نصارع كي نعيش،

لكن أي عيشٍ هذا؟

أنبقى فقط لنرى طعنات الأصدقاء؟

أم لنشهد غدر أقرب من سكنوا القلب؟

نصارع الحياة لا من أجل أن نربحها،

بل كي لا نخسر أنفسنا بين من خسرناهم.


نحن بنو البشر...

صنفٌ عجيبٌ من الخلق،

تارةً نكون أقوياء كأننا من حديد،

وتارةً أخرى، نسقط من هبة نسمة،

فنبدو كأوراق الخريف، لا وزن لها ولا جذور.


يصل بنا اليأس أحيانًا إلى حافة الاستسلام،

وما إن نقع في فخ الحياة،

حتى تنمو فينا مخالبُ الذئاب،

فنصير وحوشًا لا تشبه طيبتنا،

نصير أقوى رغم ضعفنا،

لأننا لا نعرف التراجع، ولا نُحسن الانكسار.


نحن أصحاب القلوب الطيبة،

نحن مَن تخنقهم الكلمات الموجعة،

ونحمل في صدورنا خناجر الذكرى.

نُسجن في ماضٍ لا يرحم،

وتقيدنا قيود الحاضر،

أما المستقبل... فرعبٌ يُرعبنا أكثر مما يغوينا.


كيف نشرح هذا الوجع المتراكم؟

كيف نُبيّن حجم الألم حين يكون الداخل كله ندوبًا؟

نحن السبب أحيانًا،

نحن مَن نختار أن نصارع بدل أن نستسلم،

نحن مَن نعود دائمًا رغم الطعن،

بقلوبٍ ما تزال تؤمن بالحب والصدق والنقاء.


الأقرباء؟... سكينٌ في الظهر.

الأصدقاء؟... وجوهٌ مزيفة خلف أقنعة.

أما الحبيب؟

فكان كسرة النفس، وانكسار القلب العظيم.


أي حياةٍ هذه التي نحياها ونحن نُصارع؟

أي قوةٍ نمتلك ونحن الضعفاء؟

وأي طيبةٍ نحمل ونحن نُطعَن ونعود للصفح من جديد؟


نحن بنو البشر...

خلقنا لنُصارع، لا لنُسلِّم.

وإن قادتنا الحياة إلى طرق الألم،

وإن سقطنا في براثن القدر،

فإننا نقاوم، لأننا لا نُجيد الاستسلام.


نحن جميعًا نحاول التعافي...

لأننا ببساطة لا نُحب الهزيمة.

بقلم :  نور شاكر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق