***رقصة الأفاعي ***
النادي الملكي للأدب والسلام
***رقصة الأفاعي ***
بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر
قصة قصيرة بعنوان:
*** رقصة الأفاعي. ***
بقلم: نور شاكر
في أرضٍ غريبة لا تشبه الواقع، وقفتُ وحدي، حافية الروح، تتراقص ظلال الغيم فوق رأسي، وكأنّ السماء كانت تعرف أنّ شيئًا ما
يتهيّأ لي في الخفاء.
وفجأة، ظهرت...ثلاث أفاعٍ، تتلوّى من تحت الأرض كما لو أن الألم أنجبها. كانت تنظر إليّ بنظراتٍ لا تحمل حياة، فقط سُمّ... وكأنها تعرفني.إحداهنّ، بل أكبرهنّ، رفعت رأسها عاليًا ونفثت في وجهي سُمًّا لم أره، بل شعرت به، مثل كلماتٍ موجعة قيلت لي يومًا
ولم أنسَها.ارتجفتُ، لكنني لم أهرب. كنت خائفة، نعم، لكن الخوف نفسه صار سلاحًا في يدي.
مددتُ يدي المرتعشة، قبضتُ على رقبتها، ورميتُ عليها حجرًا كبيرًا... ارتجّت الأرض من تحتي،
وعمّ الصمت.
أما الأفعَيان الأخريان، فقد انسلّتا إلى الظلام دون أن تتركا أثرًا... كأنهما خيبتان قديمتان، لم تؤذياني، لكنّ ظلهما بقي يلاحقني.
ظننتُ أن الأمر انتهى. تنفّستُ كما تتنفّس النجاة.
لكن...خرجت من العدم أفعى رابعة، لم أرها
من قبل، لا تشبه الأخريات، ولا الزمان يشبه الزمان
حين أطلت.رأيتها تقترب، كنت ممتلئة بالخوف،
حدّ أن قدميّ تجمّدتا، لكنّ روحي لم تتراجع. أمسكتُ بها كمن يمسك قدره، وقطّعتها إلى أجزاء، والدمع في عيني، والنبض في قلبي كطبول الحرب.
استيقظتُ بعدها، لا أدري
إن كنتُ حيّةً
أم قد متّ قليلًا، لكنّي
كنت أعرف شيئًا واحدًا:
الخفّة التي في صدري لا تأتي إلا بعد أن تُهزم الأفاعي.وأنّ الخوف، حين يُواجه، يصبح بوّابة
للنجاة، لا لعنة.
بقلم : نور شاكر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق