*** رصيف الحرمان. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** رصيف الحرمان. ***
بقلم الشاعر المتألق: حسام الدين طلعت
*** رصيف الحرمان. ***
بِـقَــلـم الأستاذ: حُسام الدّين طلعت
🖋️
معاناة الإنسان تفوق الوصف، فالكثير من الحزن والألم يطرق أبواب نفوسنا، ويمزق أرواحنا، ويدنو من ذواتنا المغمورة حزنًا وقهرًا، المخضبة جراحًا، لن أستطيع أن أكتب الواقع ممزوجًا بالخيال حتى يرضى عني مَن يُطالع كلماتي، فالألم حدّ النّخاع!
على رصيف الحرمان أقصّ لكم قصّة طفلين، لم تعطهما الحياة إلّا الكدر، اغتالت براءتيهما، صيّرت طفولتيهما عذابًا، وأحالت فرحتيهما كمدًا، ومررت الأيام في عيونهم، طفل في السابعة وأخته في الخامسة، يبيعان بعض الأشياء التي لا تسمن ولا تُغني من جوع، لا أدري أين أمّهما؟! لقد أُطلقا في دروب الحياة ليُرزقا من خير الله وفتات النّاس، وهناك على نفس الرّصيف كانا يقبعان، يمارسان مهنتيهما التي فرضتها عليهما الحياة وألزم القدر أقلامه بكتابتها، وجوارهما امرأة تشتري لابن أُختها أو زميلتها أو مديرتها في العمل أو أيًّا ما تكون، الأولى تقول لها: سأشتري له شوكولاتة أو عصير، والأخرى تجيبها: لا، هو لا يحبّ هذا ولا ذاك، فتبادرها الأولى قائلة: إذًا، سأبتاع له كعكة لذيذة، وعلى الجانب الآخر عيون بريئة تسمرت، تنظر بحرمان إلى الشوكولاتة التي لم تُشترَ ولا العصير الذي لم ينهلا منه، والكعكة التي لم يتناولا منها قطمة واحدة. قدما الطفلين ثابتات، لكن حرمانهما ينطق ويصرخ في تلكما المرأتين: أرجوكما، ألا تريْننا؟! فطفلكما يُطعم الحلوى والكعك وكل ما اشتهى صباح مساء، ألا تشعران بنا؟! إن كنتما كفيفتين، فهل عمي قلبكما؟! وتحجرت مشاعركما؟!
انتهى المشهد وأنا قابع فوق رصيف الحرمان متألمًا لحاليهما، ساخطًا على تلك الحياة التي حرمتهما اللّعب والحلوى، حاقدًا على كلّ موهوب للنّعم ولا يُعطي، ماذا تريدون أن أكتب بعد هذا المشهد القاسي الذي ساقته لي الأقدار؟! ماذا أقول؟! على الدّنيا السّلام!
ملحوظة: هذا المشهد منه مليون نسخة على هذه الأرض بمختلف الشّخصيّات، فكونوا على استعداد!
بقلم : حسام الدين طلعت
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق