*** الناجح؟ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الناجح؟ ***
بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي
هل هناك ما يطلق عليه البعض الطلاق الناجح؟
سؤال يطرح نفسه بقوة بعدما نجح عدد من أبناء الطلاق في تجاوز محنتهم لتكون خير حافز لهم على النجاح والتفوق. وأنصار الطلاق الناجح كثر وحجتهم أن انفصال زوجين على خلاف دائم خير للأبناء من العيش في جحيم من المشاكل التي ربما تعرقل مسيرتهم.
إن الاستغناء عن الأشياء أو الاشخاص أو العاداتصعب ويستغرق الأمر وقتا وممارسة حتى تتقن التخلي عن الماضي.
فإن التمسك بالأشياء والأشخاص الذين لم يعد بإمكاننا امتلاكهم ليس جيدا بالنسبة لنا. إنه يبقينا عالقين في ذكريات ماضينا ويمنعنا من ملاحظة وتقدير ما لدينا الآن.
ولكن كيف يمكننا التخلي عن كل الأشياء التي نميل إلى التشبث بها في الماضي مثل الغضب والحب والخوف وغيرها. وهل هناك فرق بين النساء والرجال في هذا الأمر؟ ومن منهما يستطيع التخلي أسرع؟
أصعب ما في التخلي عن الماضي هو حينما نمر ببعض الأوقات الصعبة ونتمنى عودة أيامنا السعيدة من قبل، أو حينما نتوق لشخص أحببناه أن يعود إلى حياتنا مرة أخرى، أو حينما نفتقد صديقا جيدا ابتعد عنا.
الطلاق هو نوع من التخلي والاستغناء وان كان الحظر او الكراهة هو الاصل في الطلاق ولكن الله تعالى شرعه للضرورة ودعا إلى الرجعة فيه
وله أنواع مختلفة :
من حيث الحل والحرمة وينقسم إلى
طلاق سنة، وطلاق بدعة
وطلاق رجعي، وطلاق بائن.وطلاق لفظي واخر معنوي وطلاق بسبب واخر تعسفي وطلاق منجز واخر مؤجل وانواع كثيرة من حيث الحكم الشرعي والنتائج والحلية وغيرها وأحكامه ولا يعني القول بمشروعية الطلاق، أن العمل به واجبٌ أو مباحٌ على الدوام، كما لا ينصرف النهي عن الطلاق إلى التحريم المطلق، وإنما يعتري الطلاق الأحكام الشرعية التكليفية الخمسة المتداولة بين الفقهاء والأصوليين، من وجوبٍ، وتحريمٍ، وكراهةٍ وندبٍ وإباحةٍ , مستندين بذلك على قواعدهم الفقهية في استنباط احكامهم التشريعية.
الطلاق الصريح لا يقع بمجرد اللفظ ، بل يشترط فيه النية والقصد ، وعلى القاضي أن يعتد بإخباره عن نيته عملاً بالظاهر ، وإذا لم يُرْفع الأمر إلى القاضي فيجب العمل بالحقيقة ،
ولعل أعظم العقود وأهمها العقد الذي موضوعه الإنسان من حيث أنه يأتلف ويجتمع ويتوالد ويربي مثله , فمثل هذا العقد يجب الحرص التام عليه لأن في حله خراب البيوت وتشتيت الشمل المجتَمِع , وضياع تربية الأولاد وغير ذلك من المضار ,
( ثلاث جدهن جد , وهزلهن جد : النكاح والطلاق والرجعة )
وليس من مصلحة المرأة ولا الرجل ولا الأمة أن يفرق بين الزوجين بكلمة تبدو من غير قصد ولا إرادة لحل العقدة بل فيها من المفاسد والمضار ما لا يخفى على عاقل
طلاق الغضبان او السكران أو السفيه غير المدرك :
وهو ألا يصل إلى هذه الحالة، ولكنه يغلب عليه الاضطراب والخلل في أقواله وأفعاله؛ فيسبق اللـفظ منه بلا قصد لـه إليه، أو من غير تفكيرٍ في معناه، أو استيعابٍ لمآل ما يقول، أو يسيطر عليه الغضب بحيث لا يستطيع منع نفسه من التلفظ بالطلاق فيخرج منه رغمًا عنه، أو يبلغ به الغضب مبلغًا يملك عليه اختياره، أو يمنعه من التثبت والتروي ويخرجه عن حال اعتداله.
طلاق الشك:
وفي حالة الشك الناتجة عن ضغوطات الحياة فيشك الزوج فيما أن وقع منه أو تلفظ به أو في عدد الطلقات أو في الصيغة
ومع هذا فليس الطلاق مكروها في كل الأحوال، بل قد يجب، وقد يكون هو الحل الأفضل، مثال ذلك: ما إذا استحالت العشرة الزوجية لتفاقم الشقاق بين الزوجين، واستنفذت جميع وسائل الإصلاح ولم تفد، أو خاف أحد الزوجين أن لا يقيم حدود الله في حق صاحبه، أو خشي أحد الطرفين من ضرر يلحقه من استمراره في الزوجية، فلا حرج في هذه الحالات كلها على المرأة أن تطلب الطلاق، كما لا حرج على الزوج أن يطلق، والدليل على ذلك قول الله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة ثابت بن قيس لما ذكرت له من حال زوجها ما معناه أنها لا تطيق العيش معه، أو أنها تخاف ألا تقوم بواجباته: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة.
ولا ضرر ولا ضرار.
الطلاق الناجح
يُقصد بالطلاق الناجح الطلاق الذي لا تضيع فيه حقوق الطرفين، وتستمر بعده العلاقة الطيبة مع الأقارب ويتم الاتفاق على نفقة الأبناء وزيارات الوالد غير الحاضن للأبناء، وينتهي الزواج بأقل الأضرار على الطرفين، ويسمى أيضًا الطلاق العلاجي، فعندما تستحيل الحياة بين الزوجين وتُستنفد جميع الحلول والمحاولات لإصلاح العلاقة الزوجية، يُصبح قرار الطلاق حينئذٍ هو العلاج الناجح، ويتضمَّن الطلاق الناجح تعديل معتقدات الزوجين حول الطلاق من الناحية الدينية بناءً على فهم المرشد المُسبق وإلمامه بأحكام الدين المتعلقة بالطلاق وحالاته.
الطلاق يعني أن تُطلِق لروحك العنان من جديد بعد أن كنت تقضي أغلب يومك في أطار لا يناسبك، يقلّصك أو ربما هو مصدر تعاستك، وكما نعلم جميعًا، يترتب على هذا القرار الكثير من المواجهات .
لطالما كان الطلاق خطوة لا تعتبر مقبولة أو منتشرة أجتماعيًا، ولطالما رافق الطلاق الكثير من المشاكل والنّميمة بين الزوجين المنفصلين التي تولد الحقد بينهما.. حقد قد يتبعه أنتقام، كل ذلك منتشر الحدوث في عائلات كثيرة عن طريق حرمان الأطفال من التعامل السلس مع أحد الوالدين ليصبح الطفل/ة بمثابة مخزن لجميع مشاعر الحقد أو الأنتقام التي يفرغها الطرفين فيه!
نتفق جميعا على أن الطلاق هو إقرار عملي بفشل الزوجين في إنجاح زواجهما البائس. ولكن، حتى وأنت تفشل في ذلك، فيمكنك أن تفعله بطريقة ناجحة، وهذا ما يسمونه بالطلاق الناجح الذي يقتضي أن تبتعد عن ذات الأساليب الفاشلة التي جعلتك لا تُعمّر في زواجك طويلا. فتتخلى عن ذهنية “نار وانتقام ” التي تكيل بموجبها التهم والأذى لشريك حياتك السابق، رغبة منك في تحويل حياته من بعدك لجحيم يفوق جحيم عشرتكما المُرّة أضعافا مضاعفة.
(( ولاتنسوا الفضل بينكم.))
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق