السبت، 17 أغسطس 2024


لَيْتَهَا مَا كَشَفَتِ الْوِشَاح

النادي الملكي للأدب والسلام 

لَيْتَهَا مَا كَشَفَتِ الْوِشَاح

بقلم الشاعر المتألق: مصطفى أمارة

 

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

  لَيْتَهَا مَا كَشَفَتِ الْوِشَاح

وَرُقْرَاقٌ كَالسَّرَابِ بِرِيقُ سَحَابٍ سَا ح 

   أوْحَى الِيَّ بِجَمَالٍ مُسْتَتِرٍ بِوِشاحٍ فَضَّاح

أَوْمَأْتُ لَهَا بِالْعَيْنِ فَكَشَفَتِ الْوِشَاح

                                                     فَتَجَلَّى نُورُ الصَّبَّاحِ أشْرَقَ وَلَاح


تُكَلِّمُنِي عُيُونُهَا تُسَائِلُنِي مَنْ أنْتَ  

  وَأَقُولُ أيَا الْإِصْبَاحُ أنَا الضُّحَى الْوَضَّاح  

 انَا الشَّاعِرُ النَّاطِقُ مِنْ مَحْضِ شُعُورِي

 

 وَالْمُلْهَمُ بِالْإِحْسَاسِ وَكَلِمِي الصِّدَاح


رَأَيْتُ الْوِشَاحَ فَهَاجَسَنِي قَلْبِي أنْ زُهْرَةً

                                                نَشَرَتْ عَبِيرُهَا عَبْقًا بِعَطْرِهَا الْفَوَّاح


فَتَجَلَّتِ الْعُيُونُ نَرْجِسًا كَشِرَاعٍ تَوَيْجُهُ

 

     وَكَأَنَّهَا الْبَدْرُ مِنْ عُمْقِ الدَّجَى بَرَزَ لَوَّاح

وَيَكَأَنَّ بِيضَ الْهِنْدِ مَسْلُولَةً مِنْ أَغْمَادِهَا    

   تَطَوَّقُ التِّرْعَ وَالرَّوَابِي بِالتُّرُوسِ وَالرِّمَاح

وَجَنَّتَيْنِ كَالدُّمْقِسِ إشْتَعَلَ بِرِيقُهِمَا


      كَخُيوُطِ الشَّمْسِ نُورُهَا فِيهِ الرَوَاح

أشْرَقَتْ مِنْ تَحْتِ الْوِشَاحِ بِجَمَالِهَا

     فعَانَقَتْهَا السَّمَاوَاتُ إكْبَارًا وَالْبِطَاح


جَبَلَةٌ مِنْ خِلَابَةِ الْكَوْنِ رِقَّةٌ اطْلَالَتُهَا

 

   تُوسِعُ النُّفُوسِ مُتْعَةً وَالصُّدُورِ إنْشِرَاح

     فَتَتَنَاثَرُ الْحُرُوفُ عَلَى لِسَانٍ يَنْطِقُه

        بِأَنْغَامِ الْغَزَلِ وَأَلْحَانِ الْكَلَامِ الْمُبَاح

كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ أُخْرِجَتْ مِنْ غِلَافِهَا  

      مَكْنُونَةٌ كَالْعَقِيقِ فِي مَخَابِئِ السِّلَاح

بِأَيِّ كَلَامٍ مِنْ غَرِيضِ الشَّعْرِ أَصِفُه 

        أَبِالْوَصْفِ الْمُبَاحِ امْ بِالْغَزَلِ الْمُسْتَبَاح

     لَسْتُ أدْرِي وَأنَا الشَّاعِرَ أقِفُ مُتَبَكِّمًا 

  أَمَامَ مَعَالِمِ الْجَمَالِ وَكَأَنَّنِي الْجُمَاح


أكَادْ ازْوَرُّ بِحُرُوفِي الْمِدْرَارَةُ بِوَصْفِهَ  

      فَلَا تَنْطَلِقُ عَلَى لِسَانِ الشَّاعِرِ النِّضَاح

فَأَقُولُ لَيْتُنِي لَمْ أُنَاشِدُهَا كَشْفَ الْوَشَّاحِ 

  وَلَيْتَنِي إكْتَفَيْتُ بِشَمِّ رَاحٍ فَاحَ وَرَاح

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

مِن أشْعَارِي : مُصْطَفَى أمَارَة

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق