*** ورد البنفسج ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ورد البنفسج ***
بقلم الشاعرة المتألقة: مها حيدر
*** ورد البنفسج ***
في مدينة صغيرة مشهورة بجمال حقولها وحسن منظرها وكثرة أزهارها ، التي كان اشهرها ورد البنفسج بل اغلبها، كان كل شيء لونة بنفسجي ، ولا يسمح بلون غيره .
كان يعيش هناك رجل مسن طيب يحبه الناس ويحترمونه كثيرًا .
خلال سيره البطئ ، وجد زهرة ذابلة على الأرض لا أحد يهتم لها ، بسبب لونها الأسود المختلف .
قرر الاعتناء بها ، وضعها في وعاء صغير ، وسقاها بالماء ، هامسا لها : لا تخافي سأهتم بك ، أنت متميزة ، سأكون مثلك .
قرر الرجل ان يلبس اللون الأسود بدلًا من البنفسجي ، حبًا بالتغيير ، بعد ان أصابه الملل ، وخرج الى شوارع المدينة ، أصبح الآخرون ينظرون اليه باستغراب ، لم يلبس هذا اللون ؟! الا يعلم إنه ممنوع ؟
وصل الخبر الى الأمير المغرور ، وقرر معاقبته كي لا يتكرر الأمر .
وعلى الفور حضر الوزير مع حرسه ، وقال بغضب للعجوز : الأمير يريدك ، هناك شكوى ضدك ، هيا معي .
تفاجأ كثيرًا بذلك ، وذهبا الى الأمير ، محاطين بالحرس .
قال الرجل العجوز : مرحبًا سيدي ، لقد طلبتني ، هل هناك مشكلة ؟
رد الأمير بتكبر : بسبب هذا اللون المزعج الذي تلبسه ، أثرت مخاوف الناس بإن يراك أولادهم ويقلدونك ، فتخرب عقولهم ، لذا تقدموا بالشكوى منك ، الويل لك ان غيرت لوننا وقوانيننا مرةً ثانيةً .
سكت العجوز ، ونكس رأسه محاولا جمع أفكاره .
في اليوم التالي ، لبس الأسود أيضًا ، انصدم صديقه ، وقال له : لماذا لبسته مرة أخرى ، ألم يمنعك الأمير ؟!
أجاب واثقًا : لقد مللت من اللون البنفسجي ، من حقي ان ألبس اي لون أريد .
أرسل الأمير جنوده ، وأحضروا الرجل العجوز أمامه.
قال بغضب : الم آمرك أن لا تلبس الأسود ، أم أنك تريد التمرد والعصيان ؟
رد بسكينة وهدوء : يا سيدي .. من حقي أن ألبس ما يعجبني ، انا لم أفعل شيئًا مخالفًا للقانون ، لم أقتل ، لم أسرق ، لم أعتد على أي شخص .
رد الأمير صارخًا : بكل جرأة ترد عليّ ..
أيها الحراس خذوه الى السجن ، ليقضي هناك كل حياته.
وهذا ما حصل ..
علم الناس بذلك ، حزنوا والدموع تسيل من عيونهم ، ذهبت السعادة والحب ، وفجأة تحولت المدينة الى سوداء .
بقلم : مها حيدر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق