(انْخُلْ صَحابكَ)
النادي الملكي للأدب والسلام
(انْخُلْ صَحابكَ)
بقلم الشاعر المتألق: سمير موسى الغزالي
(انْخُلْ صَحابكَ)
بقلمي سمير موسى الغزالي
سوريا..وافر
ألا فانخُلْ صَحابكَ ياعيوني
فكمْ من صاحِبٍ ذُلّاً سَقوني
ولا تَشكُ لغيرك ما تُلاقي
غداً تأتي وتَشكُو عَيَّروني
من الأصحابِ من يُفشيكَ سِرّاً
ويَهتكُ ما سَتُخفي من فُنونِ
ويُعلي نفسَه في كلَّ فَهْمٍ
حَذارِ سَيدَّعِي كَفَّ المَنُونِ
وللأضيافِ ما جَادتْ يَمينٌ
له صَحنٌ ذليلٌ في الصّحونِ
ويُقْسِمُ أنه مارَامَ شَرّاً
ولكنِّي فقيرٌ أطعموني
تراهُ طَاعِناً وجهاً وظَهراً
عليمٌ بالفُصوصِ وبالسُّنونِ
ويعلمُ بالضَّمائرِ والخَفَايَا
يقولُ الجنُّ يوماً كَلَّمُونِي
أَتَذْكُرُ يومَ أنْ فيكُم سَهْرنا
تقولُ لقد نَعسنا فاعذروني
تَرَكْنَا ذُلَّكُمْ يَبْقَى وَحِيْداً
وتَأتي في غَدٍ هل تَقبلوني
فلا عُذْرٌ لغَدْرِكَ في قَفَانَا
وتَبّاً لِلهَنا عند الخَؤونِ
وسَعداً للوفاءِ ومُبتغيهِ
من الأغرابِ أو من صَادقوني
أيا عهدَ الوفاءِ بِوادِي قَرْفَا1
ألَا تَروي الوفاءَ لمن أَتوني
وأنّي مخلصٌ في حُبِّ أهلي
وهم في سِلعتي قد يَحرقوني
وكمْ ناجيتُ رَبِّي في سُحورٍ
يُدِيمُ سَتيرتي لو يَفضحوني
فَلُمْ نَفْساً مَلامةَ مُستفيضٍ
وطيّبها بِحبرِ السَّكتموني2
فإنْ لمْ يُشفِها حِبرٌ وصَبْرٌ
فَصدقٌ في يَقيني لا ظُنوني
فإنَّ الصِّدقَ لا يُعلى عليه
سَأبقى صَادقاً لو كَذَّبوني
حمارٌ صاحِبي يَرويني ذُلّاً
خبيثٌ فِعلهُ قلتُ اسألوني
فَيأتيه الشَّعيرُ وكلُّ رَطبٍ
من العُذالِ أو من يَكرهوني
ومازالَ الِّلسانُ يفيضُ حِقداً
وأولادي كِبارٌ طاولوني
ألا فاخسأ عدوّاً لا صديقاً
وأنتمْ يا صَحَابِي فاعذروني
1- قرية في سوريا - درعا
2-حبر تضعه الأم على صدرها
ليكره رضيعُها الرّضاعةَ، فتفطمه .
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق