( أمريكا وعنترة )
النادي الملكي للأدب والسلام
( أمريكا وعنترة )
بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح
معروف صلاح أحمد
يكتب : ( أمريكا وعنترة )
القصيدة على وزن الكامل
............................................
كسِّرْ شموخَكَ وانزوِ يا عَلقمة
جففْ جذورَكَ وانحدرْ ياحلقمة
فشجُونُ دُرَّةَ أظلمتْ وتهتَّكتْ
وشئونُ عزَّةَ أحْلكَتْ وتمزَّقتْ
وحديثُ رقَّةَ بالوما متناثرة
وفنونُ سلمى فِي الخنا قد أينعتْ
وبحورُ نشوى كالقطا مُتباهرة
وبخورُ مزنةَ كالرشا متطايرة
وطنٌ يُلامُ على جيوبٍ مقفرَة
وطنٌ ينامُ على خُبُوءٍ مفتقة
وطنٌ يُهانُ براقصاتٍ عاهرة
وطنٌ يُصانُ بطائراتٍ محضرة
من للأسودِ خميسُها يا عنترة ؟؟
........................................
لملمْ دروعَكَ وانبطحْ يا حنظلة
جرجِرْ جراحَكَ وابتعدْ يا هروَلة
من للقصَاصِ ومنْ سينقذُ باسلة ؟؟
فشئُون ليلى فِي الغرامِ تبدَّلتْ
وتساحبتْ فِي الأفقِ ثمَّ تحجَّرتْ
وتساقطتْ أُرتجَّةٌ وبدنقلة
والطعمُ مرٌّ ما تزالُ سبيطلة
أجزاءُ حَامٍ فى عِراقٍ قاتلة
أنحاءُ سَامٍ فى شقاقٍ سافلة
بغدادُ بَصْرَةَ فى فخَارٍ باتلة
أركانُها نزفتْ دمًا يا قاحلة
وخمورُها نرقتْ صدًى يا باهلة
فاشربْ تبوغَكَ شِدهَا نرجيلةً
هذا العدوُّ أقامَ جِسرَ المنزلَة
هذا العيىُّ أعادَ سِحْرَ مُناذِرة
ذاكَ اللدودُ أطالَ جسْمَ القنطرة
والبيتُ قيظٌ والفضائحُ منشرة
والعهدُ دَيْنٌ واللوائحُ مُشهرة
والسجنُ ذبحٌ والشنائعُ مَقصلة
يا ويحَ أمريكا وأين الراحِلَة ؟؟
.....................................
امددْ حِرابَكَ واغزُها يا عنترة
والضمْ جِرابَكَ ثوبَها يا عنبرة
وامشقْ سيُوفَكَ غُزَّها بحريرِها
غزِّل بهَا واسكبْ دموعَكَ لؤلؤًا
لا تدنُ طرفةُ عيْنِهَا منْ عطبرة
وانثرْ دماءَك قلعةً مُتحجِرة
واغلقْ لها أبوابَ صدَّكَ مقبرة
واطلبْ بيانًا منْ صكوكِ المغفرة
فالصمتُ فى حشْوِ البنادِقِ ثرثرَة
والموتُ فى جوفِ المعاركِ مفخرَة
والصوتُ فى قلبِ البلابلِ بخترة
والشدو فى صدِّ القلاقلِ منحرَة
والسيلُ فى قعرِ الحواجزِ منخرة
...................................
جرَّدْ شئونكَ واقتصدْ ياعنترَة
حرَّرْ بشائرَكَ اغتنمْ ياحوقلَة
صممْ لنا ما كنتَ تنحِتُهُ لها
ماكيتةً واصبغْ مآثرَهَا الوغى
واصنع لها تبرًا يعسْجدُ ذاتهَا
وارسل لها شعرًا فما عادَ الهوى
يرسمُ لها صورًا تجيىءُ معصفرَة
فربوعُ سلوى أُغرِقَتْ وتجزَّرَتْ
وتخومُ دجلةَ بالقذى صارتْ غَمَى
وغيومُ نهلةً أقفرتْ وتكدَّسَتْ
ونجومُ لمياءَ الذرا وتبعثرَتْ
وسدومُ نجوى فى الحشا قد هَرولتْ
يا بئسَ من يتأمركَونَ بدينهم
يا بئسَهم من يدَّعونَ بذاتهم
أنَّ القطيفةَ لمسهُا يزرِي بنَا
وحجابُ عَزَّةَ فى الأُصُولِ تأمركت
فاشجبْ حراككَ نحوها تنكرْ لها
فعُيونُ غزةَ قدْ عمتْ وتباصرَتْ
ومآقِ لُبنى بالقذى اغرورقتْ
عمرًا فقد طالَ الحِصَارُ وتشتتْ
وجفونُ صبوتِها تجافيها المهَا
اهتكْ مآذنكَ العتيقة ضُمْها
اقذفْ مآربَكَ القميئة لاتخفْ
قِّبِّلْ حِذاءَ الغرْبِ فِي غدراتِها
أهدابَ كبوتِها يعافيها النَّوى
........................................
دغدغْ جروحَكَ واستجبْ يا قسورة
اطفأ شموعَكَ واستترْ يا عنترة
أينَ النُّسُورُ الصُّفْرُ فِي المستعمرة ؟؟
أينَ الصُّقُورُ الحُمْرُ في المستقطعة ؟؟
غابتْ من الأفقِ التمائمُ والدرَر
هربتْ من التاجِ الدُّمَى والبوتقة
وهوت من العلياءِ كوكبةُ المُنى
وعوتْ من القصرِ الثعالبُ والهرر
وتنشَّزتْ أستارُها مستنكرة
ولتختفِي بالكَنزِ عنكَ الجوهرة
ولتنتفِي الشيمَاءُ منكَ والقيصرة
ولتحتفِي بالنورِعنكَ فراشةٌ
حتى وإنْ كانت عظامًا مجبرة
ما أبعدَ البيداءُ منكَ خويصرَة ؟؟
..................................
زحزحْ رياحَكَ بالصَّبَا يا حيدرَة
خففْ حمولَكَ وانكفِىءْ يا عنترة
اوقدْ شموع!كَ وانضوِىء يا دقرمة
فبيوتُ بُصْرَى أصبحتْ متطورِة
وإيوانُ كِسْرَى قد تزحلقَ فى المدى
دبُّورُ نيزكُها اشتكى تبًا لها
وتأججتْ فالأرضُ بورٌ والسكن
إيَّاكَ أنْ تتوسدَ ( السَّموَاةَ ) إنْ
لم تأتِ حقًّا بالحُسينِ وثأرِه
فالذاتُ لاحت والصدورُ مبعثرة
والعمرُ راحَ بمغرياتٍ فى الزمن
.................................
تحتَ القتالِ عُثمانُكُم والسيطرة
هذا الخصيمُ أدامَ حسمَ المزلقة
قطعوا يدًا ومزَّقوا قرآنَه
رموه أرضًا قيَّدُوا أوصَالَه
والرأْسَ قد جزوُّه من عليائِه
والجسمَ قد حزَّوه من أقطانِه
ومدمدمًا وجناتُه كالخاصرة
ووجوهُنا مخمورةٌ أو حاسرة
وصراخُ نائلةٍ يقطِّعُ شعرَها
متضفراتٌ لُمَّةٌ وجدائلٌ
مُتشجراتٌ أرضُها ومُطهرة..
فوقَ التلالِ وفى المشاتى المقمرة
أنغامُها فى التحريرِ بكت الوطن
وتعصَّرتْ آلامُها فِي الكفن
بئسَ الشرابُ قهوةٌ فِي الغرغرة
......................................
واخفض جناحَ الذلِّ يا مُسيلمَة
فالقائدانِ خالدٌ وعِكرِمَة
وسَجَاحُ فِي هنَّاتِها بالدمدمَة
بينَ الصدورِ نحورُها فى المعمَعَة
فالعدلُ فِي عصرِ الظلامِ مَظلَّمة
والسيفُ في كنفِ المدافعِ مأتمَة
واللطمُ فِي ولَغِ المدامعِ مأثمَة
لالا تقل أبدًا سوايا المِحرَقة
لا تبتهجْ فهناكَ حتمًا مشنقَة
ولترتجفْ خوفًا وترجَّ المأمنَة
وافتحْ لها أصواتَ فجرَكَ مِئذنَة
فالشعْرُ فى عصْفِ الكلامِ مَنحبَة
ولتبتلعْ يومًا صُراخَ المذنِبَة
ولترتجعْ دومًا سُكاتَ المَندَبَة
فالقاتُ فِي اليمنِ السعيدِ مصيبةً
وتنفُّسَ الصعداءَ ذو الحوثيةِ
رئتانِ ضارعتانِ فِي الحويصَلَة
متطفِّلٌ يرعى الشياهَ العاقرة
......................................
يا ساحَ نُوحٍ بالقصيمِ تصبَّرِي
وتوسلِى مُدنَ الحجازِ القادرَة
وتسولِى دولَ الجوارِ النَّافرَة
هل أورقتْ أشجارُ بابلَ زهرةً ؟؟
هل أثمرتْ بغدادُ داعشَ حُرةً ؟؟
هل أنتجتْ أحجارُ موصلَ عثرةً ؟؟
هل مهْرُ عبْلةَ يُسْتَرَدُّ دولارُهُ ؟؟
أين النياقُ الحُمْرُ يسردُهَا الشجن ؟؟
هل نهرُ دِجْلةَ يُستساغُ عُبابُه
نخلاتُهُ بالتَّمرِ رطْبًا مُمْطِرَة
وذئابُ شمعونٍ تُدنِّسُ خِصْرَه ؟؟
هل نيلُ مصْرٍ تُستراقُ فيوضُه ؟؟
والجنةُ الكبرَى وشاطئُه الشذى
وأفاعِي صهيونٍ تُسمْمِمُ كوثرَه
سرحِانُ أمريكا سترحلُ من هُنا
متلطخاتٌ والعمائمُ مُشهَرَة
ولتحتفلْ بالصبرِ منكَ القاهرة !!
ولتعتمدْ بالشمْسِ منكَ الساهرة
..................................
من للرعَاعِ جميعُها يا دُقْرُمَة
إخشيدُه كُفْرُ الفَلا ما أبخسه !!
مولًى كئودًا أسمرًا ما أنجسَه !!
كهلًا شريدًا حائرًا ما أركسَه !!
آتونُهُ يشوِي قبيلةَ عبلةٍ
يا سيِّدَ البطحَاءِ عُدتَ مجوقلًا
(والخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفك)
متألمًا متحسرًا متندمًا
متوترًا متأرهبًا متأرجحًا
متقندلًا ومجافيًا لعبيلتك
ذبيانُ تقتلكَ وعبسٌ دأبُها
سوميةٌ فى الحقلِ يغرقُهَا النَّدى
وعبيلةٌ فى القحطِ من لقطراتها ؟؟
وعبيلةٌ فى الأسرِ منْ لدمائها ؟؟
تتفرجون وتشهدونَ الموقعة ؟؟!!
يا سيد الساداتِ عدتَ مجددًا
فى الرَّبْعِ كنتَ وحدَكَ مستقتلًا
.....................................
والرَّبْعُ خالٍ منكما ياعنترة
وغديرها قد جفَّ عن فورانهِ
يا ويحنا إنْ صرتَ فذًّا كاسرًا
كلَّ العبودياتِ تنسفها لظى
ويداكَ بارزتانِ والرمْحُ انطوى
والأُسدَ تأسرُها وتقهرُها معًا
والضُبعَ تحرقُها وترميها سُدى
لم تُبقِ سيفًا أو دروعًا مغمدة
لم تطفِ نارًا أو ثغورًا مؤصدة
لم تزرِ خرْقًا أو نجومًا مرصدة
لنْ تنمحى ذكراكَ مهما حاولوا
طمسَ الحقيقةِ فالبراجلُ دائرة
تترسمُ العمرَ النبيلَ جاسرة
تترصَّدُ الصبرَ الجميلَ.. لِتَعبُرَه
والطائراتُ مقاتلاتٌ هادرة
والقنبلاتُ مطيعةٌ لا ساخرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كفكفْ قروحَكَ وانزوِ يا دندرة
أصداءُ ليبيا قد دنتْ أنغامَها
أتراحُ تونسَ قد لوتْ أوتارَها
والشامُ ضاعت فى الوغى والناصرة
وجحافلٌ بالأدهمِ تزوي الدُّنا
فلتنمحِ بالأبجرِ يا عنترَة
ذاكَ الجوادُ يرى الثوابتَ ممكنَة
ذاكَ الحصانُ يرى الكوامنَ ظاهِرَة
ذاكَ الصهيلُ لسانُهُ فى الحنجرَة
وبه الربيعُ إيائلٌ عبريةً ؟؟
وبه الخريفُ قنابلٌ عربيةٌ
والفارسُ الرامى شباكَ المعذرَة
يا وعْدَ أمريكا وأينَ المجزرَة ؟؟
عبسٌ دعتْ قُطْعانَها فى المصيدَة
والجِيدُ جودٌ والجِيادُ مُجوَّدَة
وسيوفُ داعسَ والغبيراءَ التى
تكسَّرت أصداؤُها فى المعركة
وشيوخُ مالكٍ تُهدِّمُ مَتجره !!
هذا الشقىُّ أهانَ قدسَى مِنبره
هذا اللئيمُ أشاننى ما أحقره !!
وعِمِ مساءً راحَ عبلةَ واسكرى
وعِمِ صباحًا دارَ عبلةَ واسلمى
يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلمى
....................................
رجْرجْ قلوعكَ واستجبْ يا ميسرة
فمحمدٌ نادى الصبورَ بمنزلة
وعدَ الشهيدَ وإن بكى بالمرحمة
وخديجةٌ هدَتْ الكريمَ بمَكرُمة
جناتُ ربِّكَ إنها مُتخضَرَة
نعماءُ ربِّكَ إنها مُتحضَرَة
المصطفى بتواضعٍ يرقى العلا
والله في كبريائه يبقى لنا
والآيةُ الكبرى لأولى النهى.
...................................
كتبها :- معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق