الخميس، 25 يوليو 2024


*** ما اصعبَ النوى ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ما اصعبَ النوى ***

بقلم الشاعر المتألق: د.انور مغنية 

*** ما اصعبَ النوى ***

 ( من البحر الطويل) 

وعاذلةٌ في الحب قامت تلومني 

وقالت جزاك اللهُ في الحبِّ معذورُ


أَمِنْ سحرِ ذاتِ اللَّحظِ للَّحظِ ناصفٌ

وألحاظها السيوف والسيفُ يَبتِرُ


وراء محيَّاها من الورد أحلاهُ 

ومرجانُ بحرٍ في متونها مُقمِرُ


أرادت عبوراً في الظلامٍ تَخَفِّياً

فتحتجبُ النجومُ إن هي تُسفِرُ


ولو لم تشأ أن يطلعَ الصبحُ بنورهِ

لما كشفَت وجهاً بحسنهِ يُسحِرُ


بليلٍ كمجنونٍ على شعرها يسري 

تظنَّنَ أنَّ الليلَ للحُسنِ  يسترُ 


بَكَت شوقَ كلَّ الناس أو رقَّ قلبها 

فيا من رأى الندى على الخدِّ يقطرُ


وعند العناق فاض دمعي صبابةّ 

فخافت وقالت ما لدمعكَ يُنثَرُ


وعاندتُ قلبي في جحيمٍ من الهوى 

وفي شفتيها عذبُ ماءٍ وكوثرُ


فيا قاتلي مما أُعاني بحبِّهِ 

ولي في مدى عينيه موتٌ مُقَدَّرُ


إذا صرتُ في شأنِ الأحبَّةِ هَيِّنٌ

وفي النائباتِ ليثُ عزٍّ له القَدْرُ


ويا أسفي عليَّ تهابني أُسدٌ

لدمع الحبيب القلبُ يشقى ويَفتِرُ


فيا منهلي وسلسبيلي أَمِنْ قطرٍ

ويا سلسبيلي هل لنا منكَ مصدَرُ ؟


وإني إذا أرسلتُ شوقي لدارهم 

وأبصرتُ في الروض الورود ستزهرُ


وتحت الرموش أقحوانٌ ومقلةٌ

ووردٌ على الخدَّين والخدُّ أحمر ُ


وما ظالمي إلا هواك وإن أكُن 

كريماً، دمي فداك  أجدى وأجدرُ


فقالت أقِم في القلب وامكث مودَّةً 

إليك كؤوساً من فمي عسى تسكرُ 


فيا حَرَّ قلبي إذ أتتني ودودةً

كطفلٍ من الخيالِ بالحبِّ يُنذِرُ


وقالت رفيق الروح ما أصعب النوى 

سيدمي قلوباً في لظاها ستصبرُ 


الا ليت دنيانا هنا قد تمهَّلَت 

ويبقى لنا شملٌ ولا يَتَعذَّرُ


وقالت حماك الله من كلِّ مُروِعٍ

وطمأن عيوناً في انتظاركَ تسهرُ.


بقلم : د.أنور مغنية 2024 07 25

من البحر الطويل .

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق