( وُصُولِي )
النادي الملكي للأدب والسلام
( وُصُولِي )
بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح
( وُصُولِي )
لم أعرِف أنكَ أُصُولي
لم أدرِك أنكَ وُصُولي
تَجُولُُ وتنتَهِزُ الفُرَصَ
خَانَكَ الجِلدُ والبَرَص
كَم طَغَى علَيكَ السَّأمُ
والذَّلَلُ والمَلَلُ والضَّلَال
كَم بَغَى عَليكَ الشغفُ
بالذِّلَلِ والمِللِ والنِّحَلِ والأغَلال
وربِّّ العزةِ والجَلال
أصَابَنِي سوء ُالسفَرِ بِالهنَّات
كمُهاجِرٍ فَريدٍ شَريدٍ مِن الطعنَات
بِلا مَأوَى بِلا وطَن
شَقَاهُ العنَتُ والتعَبُ والوَعثَّاء
غلَبَتهُ النِّقَمُ والمِحَنُ والعِلَّات
لم تَعرِف مِيُولي بِالإحَنِ يَا غزُولي!
تَصُول وتَستَغِلُّ الطُّرقَ كَالمُغُولِ
تَستَهِينُ بِالشمسِ والقمَرِ والشفَق
تُطفأُ النارَ بِالشبَبِ والحَطَبِ كَالعَزُولِ
وتَسعَى بِاللهَبِ والخَنَقُ في السَّكَن
تَقتُلُ الزهرَ والشيبَ والحبق
تنظرُ بطرفِ العينِ كالبُوم بِالحدق
كان وُصُولي إليكَ عَجُولا
لا يُسَاويهِ أيُّ وُصُولٍ بالذبول
وربيعِي عليكَ رَبِيعٌ خَجُول
لا يُعادِلُهُ أيُّ رَبِيعٍ بِالذهُول
فمن مِنَّا كَانَ ينبحُ بالأفُول؟
من مِنَّا كَانَ يجرحُ ويقُول :
(عَلَى اللهِ المُتكا والأقاويل)؟
كُنتَ كأرض مُحتَالٍ بُور
مُختَالٌ بِلا ماءٍ بلا سُورٍ بلا نُور
عَافتهَا الجُذُورُ والسنبُلاتُ والبُذُور
عَاثها الليثُ والغِربانُ والغُول
هَجَرَهَا الضيفُ والصيفُ
والغَيثُ ومَمَرَّاتُ النُّزُول
لم أكُن أو أَجِئ يَومَّا عَليكَ
نزيلًا أو جَهُولا
مُنذُ سِنينٍ كُنتُ أُرتِّلُ القُرآنَ تَرتِيلا
كُنتَ تَحِنُ إليَّ نزِيهًا
تَحِجُّ مُرِيعًا سَرِيعًا
وتَمرحُ وتَحبُو إلى الحُور
وأكَادُ أُجَنُّ من العَبِير
كَظِلالِ طِفلٍ جنِين
جَارَ مِن الهجرِ جَاوزَ الهَجِير
يشكُو مِن الرَّهبِ والرُّعبِ الأنِين
يُجرجِرُ جِلبَابَ أُمًِهِ الرَّهِين
فاتقٌ مِنَ القلبِ كَشَرخٍ حُزنٍ وتِين
فاقدٌ مِنَ الرُّوحِ كَجُرحِ بُهتَانٍ مُشِين
دامعٌ مِنَ العينِ كَبُؤبؤٍ شاخِصٍحَزِين
مَعدُومٌ مِنَ الفقرِ وللفقرِ قَرِينٌ خَؤول
والجَدبُ يطُولُ والعَوَزُ سَخِين
مَحرُومٌ مِنَ الوَصلِ والوَصلُ لن يَكُون
حنِيني وأنينِي إليكَ مُهينٌ مُهِين
كعاشِق مُلتَاع يَشتَاق للبَريق
أضنَاهُ الحَريقُ ... غوَّاهُ السَّهَر
روَّعَهُ طُولُ الفرَاقِ الألِيم
كَانَ كالغريقِ أنهكتهُ الأموَاجُ والعِبر
فِي يَمِّ مُليمٍٍ بلا مُعِينٍ مَكين
هَارِبٌ كَشِرَاعِ السفِينِ يَهزي بالغليل
مِنَ الأنوَاءِ والأجوَاءِ كَسِيح
يَبحَثُ عَنِ التِّاجِ والسَّلسَبِيل
والسَّبِيلُ رَحبٌ فَريحٌ فَسِيح
يُفتِّشُ عَنِ التًِريَاقِ والتِّريَاق لَعِين
سَقِيمٌ مِنَ الأشوَاكِ وبِالأشوَاقِ جَرِيء
ممدُودٌ مِنَ الدَمِ بِالقُبحِ واللِّينِ والقِيح.
...............................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق