معارضة شعرية
وداعا شاعر العراق الجميل
النادي الملكي للأدب والسلام
معارضة شعرية
وداعا شاعر العراق الجميل
بقلم الشاعر المتألق: د. محمد مكي
وداعا شاعر العراق الجميل
كريم عراقي
معارضة شعرية
كريم عراقي
لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ
ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ
فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ
حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ
وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ
هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا
أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ
مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئ عَيْنَ هِمّتِهِ
لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ
كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ
كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ
فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ
فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ
لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني
جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ
اِشرب دمُوعك واجْرع مُرَّهَا عَسَلًا
يغزو الشُّموعَ حَريقٌ وهِيَ تَبتَسِمُ
والْجِم هُموْمَكَ واسْرِج ظَهْرَها فَرَسًَا
وانهض كسيْفٍ إذا الأنصالُ تَلْتَحِمُ
فالْخَيْرُ حَملٌ ودِيعٌ خَائِفٌ قَلقٌ
وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ
كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُنِ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ
تَرَى الْمَلَذَّاتِ تحتَ يَدِيكَ تَزْدَحِمُ!
فالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهبٍ
لَهْمَا تُصلِي بِكُلِّ لُغاتِهَا الأُممُ
شَكَوَاكَ شَكْوَايَ يَا مِن تَكْتَوِي ألْمًَا
ما سال دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ
وَمِنْ سِوَى اللهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ
وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوِّنَا وَنَعْتَصِمُ
كُن فَيْلَسُوفًَا ترى أنَّ الجميعَ هُنَا
يتقاتلون على عَدَمٍ وهُم عَدَمُ!!
كريم عراقي
وقلت
(لا تشك للناس جرحا) ليس يؤلمهم
(لن )يسعف (الجرح إلا من به ألم)
لمن سنشكو (كريم) من سينصفنا
وعين ذي ألم بالدمع تحتدم؟!
شكواك شكواك كم حزن يطالعها
العرب تعرف ما تشكوه والعجم
يا للعروبة قد صارت ممزقة
بين البسيطة ما كالأمس تلتحم
كم يضحكون وفيك الحزن منهمر!
لن يسعفوك وفيك الدمع يحتدم
فانثر دموعك لو للصخر أو حجر
قد ينبت الصخر أو بالزهر يرتسم..
جدباء أعينهم لا دمع يقطنها
لا تذرف الدمع عين مسها سقم
الحلم عندك ألعاب مرققة
حازوا قصورا ولم يسعفهم حلم..
هذي دموعك مثل التبر لو فطنوا
قد جالدوك وما فازوا وما غنموا..
بين الصقيع عيون الشام قاطنة
تحت الخيام ولم يرفق بهم رحم
تحت الزلازل لا دمع ولا جزع
ولا دعاء ولا قبر سيزدحم
ما كان من عمر يوري جراحهم
بين الزلازل بل ما عاد معتصم
ماذا سنبكي وأشلاء ممزفة
اين الطوائر كيف الجرح بلتئم
العيد أقبل لا حلوى نوزعها
ولا شموع وكم يجتاحنا ظلم
لمن سنشكو بهذي الأرض من ألم
هل يطفئ النار من بالنار يضطرم؟!
فهل شكوت غداة الموت من ألم
لم بسمع الكون هذا الجرح يا علم
لكن رحلت وكم جرح بأمتنا
قد يسكن الموت جرح ويلتئم
بقلم : د محمد مكي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق