*** الغادة والفارس الغافل ***
رابطة حلم القلم العربي
*** الغادة والفارس الغافل ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( الغادَةُ والفارِسُ الغافِلُ )
عَبَرَت لِبَيتِها الصَيفِيٌِ تَخطُرُ
قَدٌُُ رَشيقُُ ... والقَوامُ رائِعُُ ... بَل مُبهِرُ
والغابَةُ من حَولِها بالحَياةِ تَزخَرُ
فَشاهَدَ حسنَها فارِسُُ في الدِيارِ ... لِلطَريقِ يَعبُرُ
فَأُذهِلَ من شِدٌَةِ جَمالها ... وكَيفَ لا يُذهَلُ ؟
فَقالَ في نَفسِهِ ... يا لَلظِباءِ حينَما في سَيرِها تُمَهٌِلُ
إن تَكُن عَزباءُ أخطُبُها ... فَرُبٌَما بي تَحفَلُ
فَدَنا منَ الفَتاة ... يَشوبُهُ الوَجَلُ
ألقى السَلام خافِتاً ... وصَوتهُ كالحَمامِ حينَما يَهدُلُ
تَرعَشُ مِنهُ الشِفاه ... يا وَيحَهُ ... حينَما يَزجُلُ ؟
رَدٌَت عَلَيهِ السَلام ... والبَسمَةُ في ثَغرِها تَظهَرُ
فإستَبشَرَ أمَلاً من تَبَسٌُمِها ... فَكَيفَ لا يَأمَلُ ؟
وأشرَقَ وَجهَهُ ... إذ غَرٌَهُ في البَسمَةِ التَفاؤلُ
رَفَعَ من نَبرَةِ صَوتِهِ طالِباً وِدٌَها ... كَأنٌَهُ في الوغى عَنتَرُ
فإستَهتَرَ الفَتى بِها ... يا وَيحَهُ حينَما يَستَهتِرُ
هَل يَسكَرُ من قَدٌِها ... أم صَوتها هُوَ الذي يُسكِرُ ؟
فَقَطٌَبَتِ الغادَةُ جَبينَها ... كَأنٌَها تَستَنكِرُ
قالَت لَهُ ... وصَوتها شَحرورَةُُ أو بُلبُلُ
ما هكَذا تُخطَبُ الحُرٌَةُ ... أو هكَذا تُسألُ ؟
هذا هو مَنزِلي ... وأنا في الدِيار مَعروفَةُُ لا أُجهَلُ
فَمَن تَكونُ أيٌُها الفارِسُ المُبَجٌَلُ ؟
أجابَها ... أنا غَريبُ الدِيار ... لكِنٌَني فارِسُُ خَطِرُ
قوٌَتي في ساعِدي ... لِغَيرِهِ لا أنظُرُ
قالَت لَهُ ... وقوٌَةُ رَبٌِكَ ... قَضاءَهُ ... كَذلِكَ القَدَرُ ؟
أجابَها غاضِباً و وَجهُهُ كَدِرُ
يا غادَتي ... هذا الحَديثُ لا يُثمِرُ
فالحَياةُ دِرهَمُُ ... وقُدرَةُُ ... وبِها لِلحَياةِ نَعمُرُ
صَرَخَت بالفارِسِ ... يا وَيحَكَ ... بِرَبٌِكَ تَكفُرُ ؟
هَل تَحسَبُ نَفسَكَ قادِراً لَو لاه ... ؟
من دونِهِ لا يُفلِحُ البَشَرُ
يا لَكَ من مُلحِدٍ ... قَد غَرٌَهُ الكِبَرُ
فَلَيسَ لي مِن رَغبَةٍ بغافِلٍ لا يَشكُرُ
فأطرَقَ وَجهَهُ والعُيونُ كُلها شَرَرُ
فإستَرسَلَت ... لَن أرتَبِط بِمُنكِرٍ لِرَبٌِهِ يَستَكبِرُ
سَمِعتُ قِصٌَتَها ... فَقُلتُ يا لَيتَني كُنتُ الذي لِلطَريقِ يَعبُرُ
بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق