الاثنين، 17 مايو 2021


***   زمن الغياب    ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  زمن الغياب    ***

بقلم الشاعرة المتألقة: خديجة بلنغامي 


*** زَمنُ الغِياب ***

إني معتكفة

بمحرابكَ   

يا وطن

*** زَمنُ الغِياب   ***

إني معتكفة

بمحرابكَ   

يا وطن الأمنيات

فانسجْ لي 

      غطاء ً

من أكمام

 النخيلِ

    وفراشاً

 من دفء

الشمس.ِ..

       واحْتويني

فغُربتي تَنْحَتُني

ثلجاً وغماما ً

وسحاباً عقيما...

مزدحم هذا العراء

ولا أحد يحملُ 

 سراجاً ليُعيد َ

لقمركَ  بريقهُ

ولنجومِكَ سناها...

إني

 مستعدة للعزفِ

   حتى الأرق

وللرقص حتى 

   الوجع 

لتنعم بالسلام...

كَمْ خَشِيتُ 

 أنْ

تُسْلَبَ قُدْسِيَّتُكَ

بَياتاً

فتصيرُ  العورةُ

 رصاصاً

 يَقْتلُ حياء 

َ الذاكرة ...

وَوراء  صخبِ

 الحانات  

تختفي  لبَّيْك َ

اللَّهمَّ  لبَّيْكْ

كم خشيت ُعليكَ

يا أرضي يا سمائي

يا بحري يا بري

يا ظلي يا حَرِّي 

يا من يحتويني

بلا احتواء ... 

صرتُ أكتب...

على ناصيةِ

 الملامةِ أكتُب ..

عن وجعِ الإنسانِ

 أكتب...

عن مهزلة 

الغيابِ أكتب...

أكتبُ دُون أن 

أحُطّ اسماً

مستعاراً

مللتُ الأقنعةَ

مللت ُ العيشَ

بالكواليسِ 

مللتُ

غُربةَ الهوامش

فنسجتُ خطاباً 

من خيوط غضبي

و ألياف تمردي 

هذا قلمي يشد 

على أنفاسي 

ليكتب 

تَمَرُّداً على

       تضاريسِ

الصمتِ وهضابِ

     الكتمانِ

فمن قال أنَّ 

القلمَ لا يكفي

للسمو بمعاني

الإنسانِ

ومن قال أنَّ 

 الحبَّ

     لا يكفي

لبناءِ الأوطان

و من قال أنَّ

 الظنَّ

  لا يكفي

 لهَدْمِ سكنٍ

ومن قال أنَّ 

    الغيابَ

 لا يكفي لهدمِ 

الأمم...

في زمنِ 

     الغيابِ

الكلابُ لا تنبحْ

والنسيانُ لا يكفي

لإخمادِ الوجع

الغياب قاتل 

   مأجور 

لا صوتَ لزنادهِ

ولا صوتَ للباطلِ

كيْ نُخْرِسَه...

بطوابيرِ الانتظارِ

لُعْبَةُ الغُمِّيضَةِ 

صارتْ لُعبةَ 

الكبار

...

غَضَضْنا   السَّمْعَ  

وغَضَضْنا  البَصَرَ

 وأخْرَسْنا الجَوَارحَ  

فصِرنا بلا كيانٍ

وعروق بلا دم ...

حلَّ الطاعونُ

والموتُ  كشَّرَ

    أنْيَابَهُ  

ولم يتوقف

 نزيفُ

    الغياب

بقلم : خديجة بلغنامي

توثيق : وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق