الثلاثاء، 18 مايو 2021


***  تحررت من قيدها    ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  تحررت من قيدها   ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

***  ( تَحَرٌَرَت من قَيدِها )  ***

جاءَت إلى مَنزِلي والجُفونُ تَذبُلُ


وجهها شاحِبُُ ... في سَيرِها تُمَهٌِلُ


وشَعرُها العَسَليٌُ من فَوقَ الجَبين ... تاهَت بِهِ الخِصَلُ


والشِفاهُ تَرعَشُ ... واللٌَحظُ مُنكَسِرُ


أجلَستَها بَينَ الوُرود ... قَد لَفَها يا وَيحَهُ الضَجَرُ


يا لَهُ صَمتُها ... من عُمقِهِ تُستَلهَمُ العِبَرُ


رَمَقتها خِلسَةً في وَجهِها ... عن سِرٌِها أستَفسِرُ


فَلاحَظَت نَظرَتي ... وأدرَكَت أنٌَني لِفِكرِها أسبُرُ


فَتَمتَمَت ... قَد أُغرِمَ فارِسي بِغادَةٍ جَمالها يُبهِرُ


طَلٌَقَني الخَسيس ... تَعَسٌُفاً ... بِئساً لَهُ التَعَجٌُلُ


خَمسُُ مِنَ السَنَوات ... أضَعتها ... كَم شاقَني التَخَيٌُلُ


وفارِسي في الحَياةِ يَلعَبُ ... أو تُراهُ يَجهَلُ


مَنَحتهُ مُهجَتي ودَمي ... لكِنٌَهُ لا يَحفَلُ


مِن بَعدِ تَضحِيَتي ... يَغدرُ ... هَل يَحسَبُ أنٌَهُ بَطَلُ ؟


ما أفعَلُ بِخَيبَتي ... كيفَ تُرشِدُني يا أيٌُها المُبَجٌَلُ ؟


قَد حِرتُ في أمرِها وشابَني التَرَدٌُدُ لَحظَةً قُبَيلَ أن أُجيبها ... يا لَهُ التَعَلٌُلُ


إذ كَيفَ أنثُرُهُ في قَلبِها التَفاؤُلُ


أجَبتها ... وأنا مُطرِقُُ لا تَحزَني من غادِرٍ يَرحَلُ


رَحيلهُ كَأنٌَهُ نِعمَةُُ حَلٌَت بِكِ ... والنِعمَةُ لا تُهمَلُ


فَاستَبشِري ... في الغَدِ ... لا نَدرِ ما يَحملُ


فأستَبشَرَت ... وأشرَقَ وَجهها ... يا سَعدَهُ الأمَلُ


قُلتُ الطَلاقُ حِكمَةُُ في مِثلِ حالَتك ...ِ فَكَم هُوُ يُستَسهَلُ


قَد تَحَرٌَرتي من قَيدِهِ ... يُغلُ مِنك الرَقبَةَِ وتِلكُمُ الأرجُلُ


يا غادَةً لا تَحزَني من بُعدِهِ ... فالبُعدُ عَنهُ أجمَلُ


وغادِري أحزانَكِ ... يا وَيحَها أحزانَكِ ما تَفعَلُ


فالحَياةُ لا يَنقَضي زَخمَها ... فَكَيفَ عَنها نَذهَلُ ؟


تَبَسٌَمَت ضَيفَتي تَفاؤلاً ... وأستَرسَلَت تَسألُ ...


هَل أغمُرُ مُهجَتي بَهجَةً ؟ وفي غَدٍ حالَتي تُبَدٌَلُ ؟


أجَبتها ... قَد بُدٌِلَت من لَحظَةٍ ... مَرحى لَهُ التَبَدٌُلُ


لَمَعَت مِنها العُيون ... كَأنٌَما قَد شاقَها الغَزَلُ


قُلتُ في خاطِري ... وَيحَها مَتى إذاً ضَيفَتي تَرحَلُ ؟


لكِنٌَها أسبَلَت لي جَفنَها ... وأنا لِلغادَةِ إنٌَما أُجامِلُ


لكِنٌَها أسرَفَت تَدَلٌُلاً ... تَعبَثُ في شَعرِها

يا سَعدَها تِلكُمُ الخِصَلُ


وأستَرسَلَت ... يا لَلنِساءِ حينَما تَستَرسِلُ

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق