*** أين نافذتي ***
رابطة حلم القلم العربي
*** أين نافذتي ***
بقلم الشاعر المتألق: مروان كوجر
*** " أين نافذتي " ***
في وطني الجريح أمي قالوا ؟
اليوم أفضل من الأمس
هذا ماقاله الفقهاء
رب غد تنقشع الغيوم السود
من السماء
رب غد لناظره قريب
وإن طال العناء
أأحسب القول هراء .....?
من نافذتي الصغيرة يشع النور
وتنجلي آفاق السماء
تحطمَ السكون
بصوتٌ يهدر في الخواء
هز اركاني
كيف
ستنقضي ليالي قهري الظلماء
قضى من قضى
وأصوات تتعالى
تشق آفاق الفضاء
أين سعادتي المزعومة
اين ألعاب طفولتي
وقميصي الذي تمزق على شجرة
الزيتون .....
أين غادرنا الحب والوفاء
هكذا اصبحنا في الديار غرباء
كل يوم يمضي نفقد عزيزًا
او ثلة من الأقرباء
أهي سنة للأزل
فسبعون وبعض مرت
أم قدر محتوم يرفض البقاء
أمي......ياأمي
سرقوا طفولتي دون علمي
بقي بيتي من غير نافذة
وحملت الريحُ البلاء
وطائرتي الورقية علقت بحبالها
فهوت إلى الحضيض
ثم إلى الحفر الباردة
وظلمتي الصماء
ألم تقولي بأنني مازلت شابا"
أين شبابي يا أمي
ولمتي وفرحي مع الأصدقاء
لقد كسرني الحزن
ومالت أغصاني بانحناء
ما هذه الرائحة .؟
تكاد أن تخنقني .....
مثل رائحة الخبز ....
مثل رائحة الحب ...
أم هي رائحة عناقيد الموت ....
تهاوت لتقطع أوصالي
ونزيف دم يروى الأرض ذكيا
ويأبى الرغبة بالبقاء
كل ما كان جميلاً
تقاسمته وكبرت عليه
وشربت من الحياة مر القهر
وحرَّةِ الرمضاء
يا لها من معضلة يا أمي
سقطتُ على مائدة اللئام والذئاب
ماهذا الشعور.؟
كأني أحمل العالم على أكتافي
وكأن الجميع يقف ضدي
وحكم القدر وقانون بلا استثناء
أتذكرين حين كنت تروين لي
قصصكِ القديمة
وتبدلين حزني إلى طمأنينة
أنت أقرب لي من رمشٍ لعيوني
ومن حبل الوريد
أنت من كانت إلى جانبي
تبذل وتعيد
أحببت حضنك الدافي
وتمنيت أن يضمني مدى العمر
وحتى يفيض التنور بأمر السماء
أتذكرين حين كُسرتْ
مزهريتكِ القديمة
ورسمتْ جروح الألم
في الأحشاء
كم بقيتِ حزينة بشأنها
ليكن بعلمكِ أنني
تقطعتُ من ذاك البلاء
أنا من سأبقى بجانبك يا أمي
أمي ... ياأم الوفاء
لا تحزني تاريخك في قلبي
تعالي ... عودي ولا تحزني
لن أحزنك مجددًا
وسأبقى على العهد حتى الإنتهاء
ساجثو عند قدميك
أقبل يداك وأنحني لهامتك
لأرتشف من حنينكِ الحب والنقاء
تعبت من قهري
ولا يمكنني إسكات طفولتي
في داخلي
أنينها جدب دون ارتواء
تعبت وأنا مازلت في هذا العمر
أصبح بيتي بلا نافذة
فأين نافذتي
وكأني أعيش يتمي بالفناء
أرجوكِ تحدثي إليَّ ياأمي
راوديني على الأقل في أحلامي
في صرخات أعماقي
في أنيني في أوهات الثكالى
فصرخات المكلومين
تذبحني ... تجز الوريد دون عناء
أرجوكم لا تأخذوا أمي وأبي
فاليتيم أنا
وأخي وأختي والرضيع والأصدقاء
لا تأخذوهم قبل أن أودعهم
وقبل أن يجف دم الشهيد والأبرياء
لقد أصبحتُ وحيدًا
دمرني الحقد هجرني الأحبة
وزال عني الحنين والدفء والغطاء
هكذا ...
سعياً للبحث عن النور من جديد
سوف تمضي الحياة
أكنا فرحين
أم شربنا المر من كؤوس التعساء
فأنا الشهيد واختارني ربي للإرتقاء
بقلمي اليتيم :
السفير .د. مروان كوجر
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق