*** عزفت بأحرفي نغم الحداد ***
رابطة حلم القلم العربي
*** عزفت بأحرفي نغم الحداد ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
*** عَزَفْـــتُ بِأَحْرُفي نَغَــــمَ الحِدادِ ***
أَرى في النَّظْمِ أَسْلِحَةَ الدِّفاعِ***وَفيهِ الحَرْفُ يَهْـــــــــــجُمُ باليَــراعِ
يُصيبُ الفاسِدينَ بِرُعْبِ خَوْفٍ***وَيَفْزَعُ مَنْ أَصابَ مِـــنَ الرِّعاعِ
لِأَنَّهُ أَبْلَغُ الأدواتِ طَــــــــــعْنا***وَأَقْدَرُها عَلى كَـــشْــــفِ الضِّباعِ
يُعَرِّي بِالبَيانِ وَبِالمَعاني***وَيَكْشِفُ ما اخْتَفى خَلْــــفَ القِــــــــناعِ
وما النَّظْمُ لِلأَشْــــــعارِ إِلاَّ***سِلاحُ العَــــقْــــــلِ في وَقْـــتِ الدِّفاعِ
////
عَزَفْتُ بِأَحْرُفي نَغَمَ الحِدادِ***عَلى وَطَــــنٍ تَـــــــــبَرْقَعَ بِالفـــــسادِ
نِظامٌ لا عَدالَةَ تَحْـــــــــتَويهِ***وَشَعْـــــبُ لَمْ يَعِ سُبُـــــــــلَ الرَّشادِ
كَاَنَّ ثَقافَةَ الإِذْعانِ أَضْحَتْ***مُلائِمَةً لِمُجْـــــــــــــتَمَعِ الجَــمـــــادِ
وَنَحْنُ كما بُرادُ لنا انْبَطَحْنا***وَلَمْ نَقْــــــدِرْ عَلى رَفْــــــعِ الأَيادي
نَخافُ مِنَ الهُبوطِ وَنَحْنُ فيه***سَقَـــــــطْنا كالقَــــذارةِ في بِلادي
////
أَلا رُدُّوا على المُتسَــــلِّطينا***بِرَدِّ يَكـــــــونُ لَنا مُعــــــــــــــــينا
وَكونوا في مَواقِفِكُمْ شِــــداداً***لِوَقْـــــــفِ تَغَــــــوُّلِ العُمَلاءِ فينا
فَأَنْتُم لَوْ عَزَمْتُمْ لَاسْتَطَعْـــــــــــتُمْ***مُنازَلَةَ الطُّغاةِ الحاكِمـــــــينا
تَكالَبَتِ اللُّصوصُ عَلى بِلادي***وَقَهْـــــــقَرَنا التَّخَوُّفُ أَجْمَعـيـنا
وَلَيْسَ لَنا إلى التَّغْييرِ بابٌ***إذا ما الجُــــــــبْنُ شَـــــــلَّ الثَّائِرينـا
////
مَدارسُنا تدهْورَ مُـــسْتَواها***تُعَلِّـــمُ ما تَــــــــشاءُ على هَـــواها
يَسيرُ بها الفَسادُ إلى كَسادٍ***بِفعْلِ الغِــشِّ إذْ فـــقــــــــدَتْ رُؤاها
تَلامِذَةُ المَـدارِسِ في بِلادي***أضاعوا الدَّرْسَ فَهْـماً وَانْتِـــــباها
يُعاني جُلُّهُمْ مِنْ سُـــوءِ فِقْهٍ***وَنَقْــــصٍ في العُلومِ وَما تـــــلاها
وَهذا في الحَقـــيقَةِ طالَ جِدّاً***فَخَلْخَلَ في الدِّراسَةِ مُحْــــــتواها
////
أَرى الأُسْتاذَ يُجْلَدُ بِالهَراوهْ***وَيُعْصَرُ بالتَّسلُّطِ والقـــــــــساوَهْ
أَلَيْسَ العُنْفُ جُرْماً وَانْتِهاكاً؟***وَما سَبَبُ التَّصَرُّفِ ِبالــعَداوَهْ؟
رَأَيْتُ هَراوَةَ الأمْنِ اسْـــتَبَدَّتْ***وَحَـــوَّلَتِ الذَّكاءَ إلى غَبــــاوَهْ
تُهاجِمُ في الرِّجالِ وفي النِّساءِ***وَتَدْفَعُ بِالحياةِ إلى الــــشّـقاوَهْ
وَهذا ما تَسَبَّبَ في اخْتِلالٍ***بِهِ التَّعْليمُ أُسْقِــــطَ في غُشـــــاوَهْ
////
كَفى صَمْتاً فقدْ عَظُمَ البلاءُ***وَفَوْقَ رُؤوسِنا انْهارَ البِـــــــناءُ
هَرِمْنا في الشُّعوبِ بِفعْلِ جُبْنٍ***فَما سَلِمَ الرِّجالُ وَلا الـنـساءُ
كَأَنَّ الشَّعْبَ في وَطني يَتيـــــمٌ***يُروِّضُهُ بِسُلْطَـــــــتِهِ البَغاءُ
نُمارِسُ في التَّمَلُّقِ كُلَّ صِنْفٍ***وَهذا الدَّاءُ لَيْـــــــسَ لَهُ دَواءُ
أَطاحَ بنا التَّهَرُّبُ في كَمينٍ***نَوائِبُهُ يُلَخِّصُها الشَّــــــــــــقاءُ
////
تَراكَمَتِ المَشاكِلُ والقَضايا***وَفي أَوْطانِنا كَثُرَ الضَّـــحايا
إدارَتُنا تُقادُ بِلا رَقيبٍ***وَتَنْهَبُ مَنْ تَــــــــشاءُ مِنَ الرَّعايا
وَأَمَّا في المَحاكِمِ فَالمَآسي***تَجاوَزَتِ المَـــصائِبَ وَالبَلايا
وَفي المُسْتَشْفَياتِ هُناكَ مَرْضى***تُعَدُّ هُمومُهُمْ أُمَّ القَضايا
فَسادٌ وانْتِهاكٌ وَاخْتِلاسٌ***أَشاعَ البَغْــــــيَ في كُلِّ الزَّوايا
بقلم : محمد الدبلي الفاطمي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق