السبت، 22 مايو 2021


***  ما قبل الرحيل ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  ما قبل الرحيل    ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد علي الشعار 

***  ما قبلَ الرحيل   ***

سأبقى طولَ دمعِ الليلِ ساهرْ 


وفوقَ أضالعي الحرّى مجامرْ 


وإنْ مِتنا جميعاً عندَ وعدٍ


تُقاتلْكم على الأرضِ المقابرْ 


أنا جذرٌ بترْبِ الأرضِ غائرْ 


ومن نجمٍ سوادَ الليلِ نافرْ 


جدلتُ بذا وذا خيطاً قصيدي 


أطلْتُ على حرائرِها الضفائرْ


أمدُّ يدي لتُرْبِ الطهرِ دوماً


وأحجاري بكفّيهِا أظافرْ 


وما خِفْتُ المنايا والرزايا


فأمرُ اللهِ حقاً فِيَّ صائرْ 


فبعضُ النارِ إنْ تعلمْ أمانٌ


وبعضُ الماءِ إنْ تجهلْ مخاطرْ 


وعيبٌ أنْ يكونَ الموتُ أقوى


تهونُ بحيثُ أنَ الموتَ قادرْ 


وخيرٌ من سكونٍ وانتظارٍ 


صَوارٍ فوقَ لُجَّتِها تُغامرْ 


فلسطينيُّ عزمٍ لا يُبارى 


ولو خانتْهُ أعرابُ الضمائرْ 


وتحتَ الأفْقِ موجٌ من دموعي 


على شفتِي بشطِّ النارِ دائرْ 


مَلكْنا الحقَّ كلَّ الحقِّ ديناً


ولن أبداً نُساومَ أيَّ عاقرْ 


وهذا العمْرُ ملعبةُ البرايا 


و وحدَك يا منونَ الحُكْمِ صافرْ


سنبقى كرْمَ زيتونٍ يُغنّي


وأنتَ وراءَ ظلِّ الظلِّ عابرْ


نصحْناكم خسارةَ ما نصحْنا 


فقطْ تُجدي النصيحةُ ذي البصائرْ 


فأصغِ أوِ ٱبقَ أُذْناً من عجينٍ 


*على رِجْلٍ ونصفِ الرِجلِ ناطرْ 


تروّ سرابَك الفضيَّ كأساً


وعلِّ لغيمةِ الظامي قناطرْ


و وصِّ على خيولٍ ضامراتٍ


ليهرُبَ من دروبِ الخوفِ حافرْ 


وباهلْ ما استطعتَ القمحَ كيلاً


لتستلقي على الظهرِ البيادرْ


وألقِ سنابلاً فرَغتْ شموخاً 


ليلبسَ من ثيابِ الجوعِ فاخرْ 


على خَطَّينِ زرقاوينِ بندٌ    


يُرافِقُ نجمةً عميا تُناوِرْ 


سيُبعثُ كلُّ مظلومٍ إماماً


ويومُكمُ ليومِ اللهِ جائرْ 


إذا اكتظّتْ بليلتِكم طيوفٌ


فأفضلُ مُؤنسِ الداجي الستائرْ !


وذاكرةُ الذبابِ صدى ثوانٍ


فحاذِرْ أنْ تعودَ إليَّ حاذِرْ 


لنا الأقصى يُكاتفُه بُراقٌ 


ومهدٌ للكنيسةِ لا يغادرْ 


ونحنُ نَوى الإرادةِ فاتِحاتٍ


لنا وجدٌ قُبيْلَ الكونِ غابرْ 


يضيقُ الحرفُ في وصفِ المعاني 

وإني في نزيفِ الروحِ حائرْ 

 البحر الوافر 

الجزء الأول 

بقلم : محمد علي الشعار 

٢١-٥-٢٠٢١

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق