*** غادرت صرحها ***
رابطة حلم القلم العربي
*** غادرت صرحها ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي
*** ( غادَرَت صَرحَها ) ***
كَم كُنتُ أهوى الدُروبَ إلى صَرحِكِ توصِلُ
يا لَها الأعشابُ في الجانِبَينِ بالحَياةِ تَرفُلُ
زَنابِقُُ تَفَتٌَحَت ما بَينَها ... شَقائِقُُ بالنَدى تَخضَلُ
نَبتَةُُ لِلتين قَد تَشَبٌَثَت على الجِدار
يَرنو لَها مِن تَحتِها القُرُنفُلُ
وكَم مَرَرتُ بِكُلٌِ نَبتَةٍ أنحَني فَوقَها يَشوقُني التَأمٌُلُ
رَيحانَةٍ في جانِبِ سورِكِ ... أشُمٌُها وألثُمُ
كَأنٌَها عَبيرَكِ ... يَنضَحُ من وُرَيقاتِها كالخَمرَةِ يُثمِلُ
وهكَذا ... كانَ دَأبي يا لَهُ عَهدكِ الأوٌَلُ
إذ نَلتَقي ما بَينَها الأجَمات ... وتَشهَدُ لِقاءَنا البَلابِلُ
تَشدوا لَنا لَحنَها لِلغَرام ... تَغريدَها في مُهجَتي يوغِلُ
تَسمو بِهِ روحنا ... ويَرتَقي ما بَينَنا الغَزَلُ
وحينَما هاجَرَت مَحبوبَتي ... تَبَدٌَدَ الأمَلُ
وإنزَوَت زَنابِقُُ في حَقلِها ... عَرائِشُُ تَذبُلُ
تَساقَطَت أوراقَها حَسرَةً ... يا لَها الأحزانُ ما تَفعَلُ
غادَرَ رَوضَها ذاكَ الفَراش ... وهاجَرَت من صَرحِها البَلابِلُ
كَآبَةُُ خَيٌَمَت على جِدارِ بَيتِها ... عَناكِبُُ في الزوايا تَغزُلُ
وأستَوطَنَت جَوارِحُُ لِلبوم ... لِلذِئاب من حَولِهِ جَحافِلُ
يا وَيحَها تِلكَ الرِياض ... إذ خَلَت من غادَتي فأظلَمَ الأمَلُ
ما نَفعها تِلكَ الدِيار ... والبَسمَةُ غادَرَت ... والفَرحَةُ تَرحَلُ
يا لَها تِلكَ العُيون ... خَضارَها لِلناظِرِ يُذهِلُ
إن هيَ أومَأت في لَحظِها ... أو حينَما تُسبِلُ
فَمَتى تَرجِعُ مَحبوبَتي لِرَوضِها والفَرحَةُ تَكمُلُ ؟
بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق