الخميس، 6 مايو 2021


*** الشموع  ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** الشموع   ***

بقلم الشاعر المتألق : رمزي عقراوي

18=( الشّموع ---) 

للشاعر رمزي عقراوي

 (( إلى أبشع جريمة في تأريخ العراق الدموي 

- ألا وهي جريمة الأنفال السيئة

 الصيت التي جرت عام 1988 ))!

هناكَ – هناكَ- هناكَ

 في صَحارى --- 

 الجنوب الحزين 

تحت كثبانِ 

الرِّمالِ والحزون ---

بعيدا ---

 عن بلاد السنديان والزيتون 

بعيدا --- عن موطن السَّرْوِ

 والثلجِ والنِّرجسِ والقَبَجِ الحَنون

جموعٌ غفيرةٌ ---

 من النساءِ والشيوخِ والأطفال

مغمورون

 تحت أطباقِ الرِّمال ؟؟؟

وقد دُفِنوا هناك أحياء !!!

دون ذنبٍ أو مآل ---

فقط كونهُم ---

من نُطفةٍ غيرِ نُطفةِ الأشقياء !!!

فما أشقى الحياة تُسيِّرُها ---

ذئابُ الأنفال –

وكلابُ السَّلاطينِ الأنذال 

أيُّ إثمٍ ---

 بل أيُّ ذنبٍ عظيمٍ 

ارتكبه ُالطغاة ؟؟؟

بحق الأبرياء ---

بحقِّ الشَّبابِ المونق الرَّزين ؟

فبَدتْ أطيافهُم 

كنُسيماتٍ تهُبُّ –

على قِمم الجبال –

وتمرُّ الأيام ---

 ويكبُرالحزنُ 

في عيون الأمّهات ---!

كل زَهرٍ نبتَ 

 في تلك القفارِ والفَلَوات 

على رُفاتِهم يضوعُ منه أريجٌ –

من بخورِ القهرِ

 والغدرِ والتضحيات

حتى السّماءُ أوقدتْ نجومها ---

كشموعٍ ---

فوق هالات أرواحِهم ---

في عُمق ذاك الصَّمتِ 

والسّكون الرَّهيب

وطغتْ ريح الموتِ 

على لهيبِ الحياة !

وأنفاسُ الرُّضَّع 

المساكين تضرَّعتْ 

إلى خالِقها في تلك الظلمات ---!

آهٍ --- ما أقسى 

الظلم والظلام ؟؟؟

وأحْلَكَ وحيُهما

 في تلك الصَّحارى 

وما أوجَعَ رَنَّة لثْم الأمِّ الشَّهيدة ---

لرضِيعها 

في خشوعِ الألمِ المُرِّ والسُّكون 

وقد توارَوا عن الوجود ؟؟

وتلاشَوا جميعا في المجهول 

حيث غابوا

 في عالَمٍ آخرَ مجنون

ونسَوا ما في الحياة ---

فأين أنتَ أيّها المُبَشِّرُ الإنسان ؟!

إلى متى ستظلُ ---

تنتظِرُ الطوفان !!(2012)

============ 

بقلم : الشاعر رمزي عقراوي

توثيق : وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق