الأحد، 21 مارس 2021


***  أقف الخاشع  بالباب   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  أقف الخاشع بالباب   ***

بقلم الشاعر المتألق : سليم أحمد حسن 

بمـناسـبة عـيد الأم..

***  أقــفُ الخاشــع بالـبـاب   ***

المستشار د. سليم أحمـد حسـن   

                               

[ قاسيت يا أمّ ألمَ الحياة ، وقسوة َالاحتلال والحصار ..

  وصبرت .. غـفر الله لك،ورحمك كما ربيتني صغيرا.. ]


حينــــما كنت صغـــيرًا .. لم أكن أعرف إلاّ أن أمي ولدتني ..

وعليها الواجب الأكبر نحوي ، فإذا ما رمت شيئا .. صحت دوما ..

ألبسيني .. أطعميـني .. اغسلي وجهي ، يـــدَيّ ، حمّمـــيني

أعطني مصروف جيبي . . ناوليني 

وإذا قـدّ قميصي أو جُــرحت .. صحت يا أمّ الحقيني ،

وبلمح العين تأتيني .. فأرى في وجهها كل معاني الصدق ،

والحب ، وكل الخوف ِ، واللهفة ِ.. آه يا أمّ اعــــذريني 

آه ، كم قاسيت مني ، ســـامحيني..آه ، كم تؤلمــــني الذكرى ،

ويُضـــــنيني حنيـــني .

وكبرت ، حملتني رحلة الأيام، يا أمي بعيدا عنك ..

ونما حبك يا أمّــاه في قلبي، صار شوقا وحنينا .. 

وانتماء في يقيني.. صــار نورا في عيــــوني 

صـار إيمانا بقلبي وضمـيري .. صــار رمز الحب والصدق ،

وكل الخير في درب مصــيري 

صار آمالي وأحلامي ، وعنوان مصيري

صرت إن قاسيت ، أو هبّت رياح اليأس ، أو تــــاهت ظنـــوني ،

أعبر الآفاق في فكري إليك .. أحتمي في صدرك الطيّب ما بين يديك ..

هامسا ، أمي اغفري لي .. فرضـــا الله رضــــاك ،

يا ملاذي ورجـئي، آه ، كم قصّرت في حقك، يا سـرّ وجودي سـامحيني 


وتزوّجت ، عرفت السهر المضني .. إلى جانب من أحببت ، 

وهي تشكو ألم [ الحمل ] ، ولكن فرح الدنيا بعينيها أراه ..

وهي تشـكو ألم [ الوضع ] بصبر.. بين مــوت وحيــــاة .

حينها أدركت يا أمّاه ، ما معنى الأمومة ..

وتمنيت لو اني أعبر [ النهر ] إليك . .  

أطلب الرحمة والغفران والعطف .. أبوس القدمين ..

اقف الخاشع بالباب ، وطوع الأمــــر مرفوع الجبين،

عــلّـني يا أم أرضيك ، فكم قصّـرت في حقك 

يا ســرّ وجـودي ســـامحيني ..


لن تفرقنا المسافات ، ولا الظلم ، وبغي الاحـــتلال ..

فاصبري يا أمّ ، لا بدّ لهذا اليأس .. يوما من زوال ،

وإلى يوم لقاء .. عامر بالنصر والعــــزّة ،

نحيا فيه .. في صفوة عيش وهناء .

* * *  

[ وعلى روحك يا أمـّاه نتلو الفا تحـــة .. ]

توثيق : وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق