الخميس، 12 يونيو 2025


كأن الليل كان الوتر الأخير في معزوفة 

الصبر

النادي الملكي للأدب والسلام 

كأن الليل كان الوتر الأخير في معزوفة الصبر

بقلم الشاعر المتألق: محمد نور الدين

كأن الليل كان الوتر الأخير في معزوفة الصبر وكأن العتمة مضت لا لتتلاشى بل لتترك خلفها من تعلم كيف ينسج النور من الغياب. الفجر لا يعلن حضوره بضوضاء بل ينحني عند عتبات الكون كعازف خجول يمد خيوطه الأولى كأنها نداء خافت للنجاة. تبدأ السماء بالأنفتاح تبدل لونها كما لو أنها تغتسل من وجع الليل. الأزرق يتسرب مثل موجة بطيئة يتبعها طيف وردي يشبه دمعة علقت على أطراف الأفق ثم لمعت كنقطة أمل في بحر واسع من الغموض. يتسلل الضوء إلى الأرض على هيئة موسيقى يلامس الأوراق يربت على جدران المنازل القديمة يمر على الأرصفة كأنه يعيد للمدن ذاكرة الطمأنينة. تدب الحياة ببطء تتكاثف الأصوات بين الخطوات الأولى لعابرين لم ينتبهوا أن النور يرافقهم أن الهواء أصبح أكثر دفئا أن الكون يعيد رسم نفسه دون أن يسألهم إن كانوا مستعدين. وفي داخلك شيء يستيقظ. صوت كان خافتا لكنه الآن يناديك بلحن هادئ يذكرك أنك عبرت الليل أنك تعلمت كيف تصغي إلى صوتك حين كان العالم مليئا بالضجيج. الفجر لا يعد بشيء لكنه يمنحك فرصة. يمنحك إحساسا لا يشترى بأنك لم تهزم بأنك رغم كل شيء ما زلت هنا. وأن الضوء يعرف طريقه إليك حتى لو كنت تظن أنك نسيت كيف تبحث عنه.

#خيوط #الفجر #نصوص #أدبية #محمدنورالدين

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق