*** مرفأ الذكريات. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** مرفأ الذكريات. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر
*** مرفأ الذكريات. ***
والتقينا بعدَ بعدٍ مرّ وانقضَتِ السنينْ
عندَ المرافئِ حيثُ كُنّا نزرعُ الأملَ الدفينْ
تلاقَتِ الأنظارُ تَبكي صمتَ أيّامٍ عجافْ
تحتَ احتدامِ الحلمِ... والحلمُ الجميلُ
تذكّرتُ عينيكَ إذ كانتْ تفيضُ من الوفا
والوعدُ فيك تلا بدربِ القلبِ أعذبَ ما صفا
مرّتْ ليالي العمرِ بينَ الصحْوِ والليلِ الطويلْ
وغيابُنا... أمسى لنا دمعًا يتيهُ بلا سبيلْ
كنّا نُقاسمُ في المدى نبضَ الحكاياتِ البِكارْ
لكنّنا افترقْنا، فالماضي تكسّرهُ النّفارْ
قالوا "فتاتي"، يومَها ناديتني وطنًا وسكنْ
واليومَ تلقاني شتيتًا بينَ أوجاعِ الزمنْ
بلغتُ خمسينًا، ولكنْ، في الفؤادِ تسعينَ عامْ
فالوجدُ ينهشني، وسهدُ البعدِ يغمرُني حَمامْ
الشّيبُ غطّى مفرقًا قد كانَ يزهرُ بالشبابْ
والعكّازُ يشهدُ أنني سافرتُ دهرًا في الغيابْ
لكنْ، بلقياكَ التي ردّتْ دمائي للحياةْ
نبضتْ عروقي من جديدٍ وامّحتْ كلُّ الجراحْ
قبلكْ... أنا ما كنتُ يومًا، بعدكَ الحزنُ اغتدى
وبقربِ ظلّك روضُ عمري قد تفتّحَ واهتدى
صافحتُ كفّك، ثمّ صفعتُ الغيابَ بلا ندمْ
واحتارَ صوتي بينَ فرحي والحنينِ إلى الألمْ
يا مَن رجعتَ وكنتَ لي حلمًا تناساهُ الدُّجى
ما عدتُ أواسيكْ، بلْ أقسمُ وجَعَكْ وأرتجي
الكاتبة نور شاكر
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق