و ليست على ما يرام بلادي
النادي الملكي للأدب والسلام
و ليست على ما يرام بلادي
بقلم الشاعر المتألق: حامد الشاعر
و ليست على ما يرام بلادي
و ليست على ما يرام بلادي ــــــــ فمن حولها قد أحاط الأعادي
من القيد و الكيد ترجو انعتاقا ــــــــ على ربها ما تزال تنادي
و ما أبصرت ما يسر ضياها ــــــــ و تلك العيون بها في حداد
و هزت بكل الدواعي الدواهي ـــــــــ فما كان فيها رفيع العماد
على أهلها بالسلام فحين ـــــــــ يعز الكلام تمد الأيادي
و غير العدى لا تعادي و مرت ــــــــ عليها بشتى الدواعي العوادي
،،،،،،
و ما صار فيها بملئ المخازي ــــــــ بسهم يصيب صميم الفؤاد
و ما تحتويه البلاد علمنا ـــــــــ يقينا و بالزرع أو بالحصاد
و كل الخزائن تمسي إذا ما ـــــــــ أشاحت يد وجهها للنفاد
تعاند أقدارها في اقتدار ــــــــ بها لم أجد علة كالعناد
و في غيهم قد تمادى الأعادي ــــــــ و لم تر حدا لهذا التمادي
،،،،،،
غدت في السنين العجاف بسقيا ـــــــــ على أرضها لا تمر الغوادي
تعيش سنين الضياع و منها ـــــــــ نبيع المزيد و دون المزاد
تشب الحروب و فيها الرياح ـــــــــ تهب و كم عبثت بالرماد
بها لم يعد للسلام وجود ــــــــ تركنا كجرح بغير ضماد
بلا عدة في العذابات صرنا ـــــــ رفعنا يدا في انعدام العتاد
و فيها الليالي كدنيا الخيال ــــــــ تدين البياض بدين السواد
،،،،،،،
و تهنا بفعل العدى في البلاد ــــــــ و ضرا شكونا لرب العباد
و منا الشقي و منا السعيد ــــــــ و بانت مع العاشقين سعادي
و من حولها قد أحاط الأعادي ـــــــــ و ليست على ما يرام بلادي
و في غفلة أُسقطت في المهاوي ــــــــ فأين انتباه الرجال الشداد
و في وحلها غرقت و المآسي ــــــــ و قد كبلت يدها بالصفاد
،،،،،،
عيون البلاد فلم تر صحوا ــــــــ و من بعدما طال أمر الرقاد
و تبقي فما كان منها احتلاما ــــــــ و حلما حكاياه فوق الوساد
و كم أحرقت نفسها و انتحارا ــــــــ فقد كان فيها بلوغ المراد
و كم من نظام لفوضى يؤوب ــــــــ بغير رشاد و غير سداد
و كم من مليك بها و أمير ـــــــ طغى مستبدا بداعي الفساد
،،،،،،
و تاريخها اليوم خط الأعادي ــــــــ و زيف ما فيه خط المداد
و دستورها ما استقام غدا ك ــــــــ له معلنا بالبيان المضاد
و لم تخرج السيف من غمده لل ـــــــ منافي تسير و برك الغماد
و كان عليها اتقاء الشرور ــــــــ و شر العدى المنطوي بالتفادي
لقد أفلست في ابتداء المخاض ــــــــ و كان الفساد أخا للكساد
،،،،،،
و منها قريبا تلظى الجحيم ــــــــ ترى للنعيم سنا في البعاد
تناغي المنون احتضارا و تلك ــــــــ الحياة التي في هواها الأحادي
و في شعبها الموت يسري و قاسى ــــــ و عانى كثيرا من الاضطهاد
يحاكي الحقيقة فيه و حقا ـــــــ يتوه فمن للسراب يحادي
بكل المبادي فما سرها أن ــــــــ يباد على وجهها الحزن بادي
،،،،،،،
له لم يجد في الشتات خلاصا ــــــــ و ضل و ما عاد يفديه فادي
عليه الهوادي تحط جميعا ـــــــ و في التيه ما عاد يهديه هادي
إذا لم نجد من عليه تنادي ـــــــــ ستبقى تئن ليوم التنادي
يذل الذي في الحياد و دوما ــــــــ عروش السلاطين فوق الجياد
و للسيف أنباؤه حين يحنو ــــــــ و كل انفجار بضغط الزناد
،،،،،،
بما صنعت تستبد الأيادي ـــــــــ و من قوة صفعت و إياد
معي من هواها و ضدي فكيف ــــــــ يكون انحياز الذي في الحياد
و كم حلمت أن يجيء المسيح ــــــــ و قد حفظت عهدها بالوداد
إلى ربها تشتكي و الرسول ــــــــ أساها حديث الجوى في اطّراد
و تحريرها لا يكون افتراضا ــــــــ سوى بالنضال و فرض الجهاد
فطوبى لمن قد أقام جهادا ــــــــ و طوبى لمن زار أرض المعاد
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق