الأربعاء، 14 أغسطس 2024


*** تَغَوّلَتِ السّياسة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** تَغَوّلَتِ السّياسة. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

*** تَغَوّلَتِ السّياسة. ***

لساني لمْ يعُدْ يجدُ الرّفيقا

***وقدْ كَرِهَ الرّكاكةَ والنّهـــــــــــيقا

وذِهْني طالهُ الإرهاقُ لمّا

***أضاعَ الفــــــــــقْهَ وافْتـــقَدَ الرّفيقا

تعثّرَ في التّعلُّمِ منْ زمانٍ***

كأنّهُ في الكرى أضْحــــــى غَريقـا

وحَولهُ في الورى أعجازُ نخْلٍ***

ولغْوٌ في الشّــفاهِ غدا نقـــيقا

فيا لغةَ العـروبةِ أينَ أنتِ***

فنحْنُ اليومَ أصبـــــــحْنا رَقيـــقا

////

طغى التّدليسُ وانتشرَ البغاءُ***

ومِنْ رَحمِ الغـــباءِ أتى الشّقاءُ

تعثّرَ كلُّ ذي رأيٍ وفــــــهمٍ***

وفي أحشائنا انْتــــــــحَرَ الوفاءُ

نُفـــــكّرُ في التّآمرِ كالأفاعي***

وسُمُّ الغدرِ ليــــــــسَ له دواءُ

تَغوّلتِ السّياسة في بــــلادي***

وثارَ الجنْسُ فانْتَــفضَ النّساءُ

وزغْرَدتِ الرّذيلةُ في بيوتٍ***

بها الأخلاقُ طلّـــــــــقَها الحياءُ

////

دعوني بالغباوةِ أسْتــعينُ***

فمثلي يَستــعينُ ولا يُـــــــــعينُ

أقبّلُ في الرّؤوسِ معَ الأيادي***

لأنّي في الورى عبدٌ هَجــيـــنُ

وصِرْتُ إذا أصابتني الرّزايا***

شعرتُ بأنّني بشــرٌ لعـــــينُ

وما ذنبي سوى أنّى أصيلٌ***

وأنّـــــي بالتّـــــــــلاعبِ لا أدينُ

ألا رُدّوا إلى الوطنِ التّصدّي***

لِجَعْلِهِ بالمعارفِ يَسْتــــعينُ

////

طُموحي بيْنكمْ أضْحى أسيرا***

وشعْري عِنْدكمْ أمْـسى شَعيرا

تريدونَ الرّعاعَ ولسْتُ منهمْ***

لأنّي ما اسْتطعتُ بأنْ أصــــيرا

رفضتُ المدْحَ في نظْمي انتهازاً**

وفي خلدي أحاولُ أنْ أطيرا

أفتّشُ في الحروفِ عَنِ المعاني***

وأرسمُ ما أراهُ لنا مَصـــيرا

وأعلمُ أنّني عبْدٌ ضعيفٌ***

وعبدُ اللهِ من ملكَ الضّــــــــــــميرا

///

رغيفُ الشّعرِ يُخْبَزُ للعبادِ***

ليدفعَ بالعُـــــــــــقولِ إلى الرّشادِ

يغذّي الطّامحين إلى ارتقاء***

بنظم تستجــــــــيب له الأيادي

ويسقي أنفسا بزلال مــــاء***

فَتــــــــــــشربه القرائح كالجيادِ

لِتُزْهرَ حينها الأفـــــكارُ فِقْهاً***

يُداوي مَن أصـيبَ من العـــبادِ

وإنْ نحنُ اعتبرنا الشّعْرَ رجْساً

**سنغرقُ في الهراءِ وفي الفسادِ

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق