الخميس، 20 يونيو 2024


* ( رَعدَةُ العِيد ) *

النادي الملكي للأدب والسلام 

* ( رَعدَةُ العِيد ) *

بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح 

* ( رَعدَةُ العِيد ) *

كُلَّمَا أخَذَتنِي الرَّعدَةُ

وهَاجنِي الحَنِينُ يَا رَغدَة

 مع انتِفاضةِ الرَّعشةِ يَا رَندَة

وهرُوبي الطَّوِيل 

مِنَ الوَجعِ الحَزِينِ فِي العِيد

إلى مَسرَى رُؤَى عَينَيكِ الهَشتَينِ

الجَمِيلتَينِ فِي رِقَّةٍ وتَنعِيم...

 

تَتغَمَّدُنِي ورقَةُ العُمرِ الوَبِيل

 وعُشبَةُ سَيرِ سَحَابَاتِ الغُيُومِ

لِوَرقَاءِ التُّخُومِ والأَنِينِ

بِمَطَرٍ وقَطَرَاتٍ وهُطُولٍ

 ونُزُولٍ مُبِينٍ نَبِيل

 

يَرسُو بِلُؤلُؤتَينِ لَوذَعِيَّتَينِ

 مِن دَمعٍ حَزِين 

 عَلَى مَرفأِ ظَهرِ سَفِين 

شَفتَيكِ الصَّغِيرَتينِ المُلِيم

 المُدمِنَتَينِ لِلتَّسهِيدِ والتَّقبِيل

 

 هَذَا العُنوَانُ وهَذَا العُنفُوَانِ 

وهَذَا الغُولُ مَا زَالَ قائمًا 

 وقَائِدًا يَتَمَلَّقُنِي

فِي نَفسِ ظِلَالِ عُرَى المَكَانِ

   قَائِدًا يَتَفَقَّدُنِي

فِي رَوعَةِ السَّوَاجِي والتَّسبِيل

 

 أتيتُكِ مِن بَعِيدٍ

 ومَا زِلتُ آتِيكِ يَا حَبِيبَة

  مُنَادَيًا مُنتَشِيًا بِلَمَعَانٍ دَفِين

 بِالحَدَقَاتِ وخَفَقَاتِ الجُفُون 

 يَا لِرَوعَةِ جَمَال مِصرِ والشَّام


أتَيتُكِ مُحبًّا مُولِعًا ومُرغَمًا حَافيًا مُعفَّرَ القَدَمَينِ مُشتَاقًا وخَافِيًّا ويَقَظَانًا بِعِرفَانٍ وامتِنَانٍ وحَنِين

 مُغبَّرَ الوَجهِ والوِشَاحِ والطَّيلَسَانِ

أحمِلُ عَلَى كَتِفِي زَخَّاتِ الرُّخَام 


 الرِّمَالُ مِن حَولِي أَهدَابٌ وتِحنَان 

تملَأُ البؤبؤَ الحَيرَانَ

 بِذَرَّاتِ اصفِرَارٍ واحتِضَار

والمَوجُ يَدفَعُنِي يَتَدَفَّقُنِي

 أَن تَقَدَّمَ لِلأمَام 

وَسطَ كُلِّ هَذَا الزِّحَام


  الخَجَلُ يَكسُوهَا احمِرَارًا

 والبَحرُ لَا يَروِيهَا فُرَاتًا 

من الجَرَيَانِ إلِّا بِمِلحٍ أُجَاجٍ

 والجَسَدُ النَّحِيلُ صِنوَانٌ وهَمْدَان

 مُمتَشِقٌ بِالذَّوَبَانِ ذَابِلٌ ويَقظَان


 يُصغِي للنَّوَارِسِ النَّاهِشَة

لِلأَوَامِرِ والنَّوَاهِي العَابِسَة

فِي هَيَجَانٍ وغَليَانٍ وحُسبَان

 كَيفَ تَصطادُ النَّوَارِسُ النَّاهِية

 أسمَاكَها الغَافِيَة

 فِي خطفَةِ لَمحِ البَصَرِ الجَافِيَة

 فِي حِمْيَةِ الظَّهِيرَةِ القَاهِرَة

 فِي حِدَّةِ حُمَّى قَشعَرِيرَةِ

  زَهوِ كُلُّ هَذَا الجَسَدِ المُتاخِمُ

   بِالوَصَبِ والنَّصَبِِ

  والمُعَاتَبُ بِالوَهَنِ والتَّعَبِِ ؟


 غَارِقَةٌ شَظَايَاكِ يَا نَاظِرَةُ بِالشَّغَبِ

وخافِيَةُ بِالعُنفِ وعاتيةٌ بِخَزَيَان 

 والشَّنَارُ مُعتِمٌ فِي الأوصَالِ الجَارية 

لجَاريَةٍ وحَارِيَةٍ بِالمَسَدِ

  فِي أُتُونٍ بَاهِرَة


  كَيفَ مَاتَ الحُبُّ بِلَا وِصَالٍ

  بِلَا خُذلَان؟

 كَيفَ عَاشَ وكَيفَ هَانَ

 وكَيفَ جَالَ؟

 وكَيفَ صَانَت الوِدَّ

 حَافِيَةً وحَافِلَةً

 تِلكَ العُيُونُ النَّاعِسَةُ 

بِحَالِ رَحَّالِ البَارِحَة ؟ 


 بِرَجَّةِ شَهقةِ صَمتِ العَينَينِ 

هل حَقًّا سَتَرحَلُ الحُقُولُ بَارِجَةً

في ذُهُولٍ وذُبُولٍ 

 بِلَا سِرجٍ أو خُيُول 

 بِلَا فيئٍ أو ظِلَالٍ

 بِلَا مِكحَالٍ بِلَا مِسرَاجٍ ؟؟


 مُنذُ مَتَى رَحلتِ يَاحَبِيبَة

 عَن مُهجةِ القَلبِ بأميَالٍ لِهَمَذَان

فَلَفَظَتكِ الأوطَانُ

  عَن مَشَاعِلٍ وأشغَالٍ وكَثَب

  ولَم يَعُد ذِكرِكِ فِي القَصِيدِ 

 ذَا حَبَق

ولَم تَتَهَيَأ لِأبجَدِيَّاتِ النَّشِيدِ

  ذِي غَسَق؟؟


 لَقَد تَرَكتِ بَينَ أَضلُعِي نَارًا

 يَصطَلِيهَا القَرِيبُ قَبلَ الغَرِيب


  نَازِفًا دَمًا حَارِقًا حَارِقًا

  مُشتَعِلًا فِي رُبَا الوِديَان

 لَا يَكُفُّ عَن الجُنُونِ والخَذيَان 

  والأفُونِ والهَذَيَانِ ...

............................................   

  معروف صلاح أحمد

   شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق