الخميس، 13 يونيو 2024


( فخرٌ وهذيان )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( فخرٌ وهذيان )

بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح 

( فخرٌ وهذيان )

 لماذا أنتَ أيها العربي

 المسكينُ دونَ العالم 

  يُطلبُ منكَ أن تستسلم

 أو تُسالمُ أو تحاربُ بسكين

تُغرِزُ بصهيلِ الخيولِ أو بظلالِ

صليلِ السيوفِ رأسكَ في الطين؟؟ 


  يجبُ ألا تُترك يدَاكَ

   أثرًا أو غرسًا لإنواءِ الآخرين

 فلَا تطولُ عيونكُ الزغب والذهب

 إلا لتطريزِ عباءة ليلِ شتاءِ الشهب

 

  أو تطاولُ صُنع ذيُولك 

  حلمَ النيازكِ والسحب 

    والنجوم دونَ اللهب


 لا تترك قدماكَ خطًّا

  لإرتواءِ الغابرين أو العابرين

 بصلاةٍ أو حجٍ أو صيامٍ أو نُسك


  إياكَ أن تحاول المرور بالانتقام

  إلا لنعومة البتلات والبراعم 

  والنياسم والتخوم دون الشغب

  في مشاتي الخضار والصفار 

  والبياض وحر الثلوج والاستسلام


  تصارعُ تلك القلاع الغيوم

 التى علت قلبَك الصوانَ الملتزم

 بالأتونِ والإحجامِ دونَ إقدام

 فهل الصلواتُ بينَ التكبيرِ

  والتهليلِ ممنوعةٌ وحرَام ؟؟


 تضارعُ تلكَ الضِّيَاعُ 

 زرقةَ استعمارِ الهمُوم

 التي ذَرَتْ زفرةَ صدرك الأرجواني

 بين حَرِّ القتل وبرودةِ التقبيل


  فيا أيها البطلُ المغوارُ الهمامُ

 إياكَ أن تستحي وترعوِي بالمزيد


  أنا صُلبٌ وراسخٌ في الطين

  بنعومةِ حريرِ ملمسِ الأرض

  ورعونة توابلِ ثوابتِ التمزيق  

 

  طاهرٌ أنتَ وترسفُُ في الغمد 

  والقدس ترصفُ في الحديد

  بين فراقدِ اللؤلؤِ وعناقدِ التفريد

   ودونها الموات والتشريد


   يا كل من في الأرضِ جميعًا

  هل ستغمضونَ عيونَكم عنا

  دونما سببٍ ؟؟

  أتسمحونَ لدموعِ المِلحِ 

ألا تزورنا أو تزود عنا أو تزيد

 بعذوبة عودة التحقيق والتغريد؟ 


  سأكتبُ في دفاترِ التحقيق

 وأمزقُ هواتفَ التلفيق

 يا أيتها الأرضُ المسروقةُ منا

 بِالأطفالِ الرُّضعِ والشيوخِ الرُّكعِ

    والأراملِ والثكلَى

 لن تضيعي منا مهمَا طالَ السياجُ

   والتفت أرجلُ المشوارِ عنا ولدينا


  عرِّجى في البطاحِ بالنزالِ

 وتأخر الآذان بالعضالِ عن الكمالِ

 مهما كانت نكهة العدو الرابض فينا


   بمرارِ اللقاءِ .. بخوفِ الحِصار

  بخرس الحَصَادِ .. بصدأِ السلاح   

  بالأنفاسِ المُتهدجةِ للقتال .. 

 

  باللهفةِ والصمودِ والمبادرةِ 

   والثباتِ بصواعق الرعُود

   ووشللِ الصعودِ والغبار

   في الخناقِ والتحليق..

  بالاختناقِ والدمارِ والدوار.. 

  ووشم رئم الكبار


الحائط كله آذان صاغية مطيعة

 إما للوشاية وإما لعطش القنال؟؟ 


 فيا أنت الذي ساكن فينا ليل نهار

 ماذا يجري لو كان العشق بيدي

 وِسِاما لكوكب الأوطان؟ 


 كلُ المساويءِ ومصارعِ السوءِ

   والبحار سمومٌ تقتل التوتَ

  البريَّ ببراءةِ الانتحار

  ولا ترتوِي بإبريقٍ من دماءٍ

    عطشى للظمأ والقِصَاص


 ( ألَّا تصالح ) الفجارَ والكفارَ

  والتجارَ والموتَى والزبانية 

 والقُصَّاصَ وأكاذيبَ أكاليلِ الغار


 لا سبيلَ إلا بعودةِ الأرضِ

 بقوةِ الدماءِ وكاملِ الكيان 

 وأقصى مفخرةِ الديار


 هل وردُ الخدينِ يعيشُ بالاندثار؟ 

 هل رضابُ الشفتينِ ووصلُ شهيقِ

 الرئتينِ ما زالَ في الروَاق

  يأبَى الجفاف والانهيار والانهدار

  والسقوط والشقوق والانكسار؟ 

 

  فيا قبلةَ العشاقِ ولهفةَ العّمَّارِ

 العيدُ يَأبَى للغيدِ أن يكونَ عيدًا

 إلا بالوئامِ ودوامِ الوصالِ 


  هل ستعودُ تُخومُنا

  لأرضِ جحافلِ الصينِ

    تترَي للعالمين؟ 

 هل ستصلُ مواكبُ النور

 لأندلسِ السنين بعظمةِ الفاتحين؟ 


 إني يا غزةَ أكتبُ هذياني

واحرقُه في طلاسمِ المنجمِين

 فارصدُوه نسورًا

 وسطرُوه جنُونًا

 في صحفِ النبيينَ والعارفين


 قولوا قرأناه في القرآنِ العظيم

 رأيناه يبشرُ بهِ الذكرُ الحكِيم

 إن رايةَ الدينِ عاليةُ المقامِ

 شامخة في أيدِي أسودٍ مقاتلين. 

........................................ 

 معروف صلاح أحمد ، شاعر الفردوس ،القاهرة ، مصر.

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق